رواية احتيال وغرام بقلم رحمة سيد (كاملة)

موقع أيام نيوز


المياه.... يكفي... لم تعدل تحتمل... لم تعد تحتمل اكثر.... تشعر بكل قواها تخر مڼهارة كتلك القطرات التي تتساقط....
أمسكت فجأة الكوب الموضوع في المرحاض لترميه نحو المرآة فيهشمها لقطع صغيرة بينما هي تصرخ باڼهيار
كفاية بقا.. كفاية مش عايزاك... ملعۏن ابوها مشاعر !!!!!
بعد حوالي ساعة وأكثر......
ساعة من الزمن مرت على ليال كزمن... زمن تهدم فيه اشياء وتعاد فيه ترميم اشياء... تشعر أن داخلها أصبح كالخړاب الذي تخلفه الحړب... كل شيء مدمر... خاوي الحياه... لا تشعر بأي شيء... لا تدري حتى ماذا ستفعل....!

وقفت بأقدام مرتعشة لتخرج من المرحاض كان يونس جالس على الفراش واضعا رأسه بين يداه..... كان الهواء الطلق يعم الغرفة بسبب المروحة التي شغلها يونس على أقصى سرعة.... يشعر بالأختناق... يشعر أنه في أوج الچحيم.. يكرهها ويشعر بالشفقة تقطر قطراتها ببطء على ذلك السواد داخله... ولكن تلك القطرات لا تستطع محو ذلك السواد.... تهلكه حيرة وضجرا فقط...!
وليال لم تكن احسن حالا عنه حتى لم تنتبه للهواء الذي لفح جسدها المبلل.... أخذت ملابسها من الدولاب ثم عادت للمرحاض بخطى آلية..!
فنهض يونس متأففا لينتشل بدلته ويغادر لعمله.... 
بعد ساعات اخرى.....
عاد يونس من العمل دلف للغرفة وتوجه نحو دولابه ليخرج ملابسه... ألقى نظرة نحو الفراش ليجد ليال مغطاه ويبدو أنها تغط في نوم عميق... لم يهتم كثيرا وفتح ازرار قميصه ليخلعه وفجأة سمع همهمات مكتومة تصدر عن ليال فعقد ما بين حاجباه بحيرة ينازع داخله الانسان الذي يطالبه بالاقتراب وتفحصها...!
وبالفعل إنصاع لذلك الصوت فاقترب ببطء لتزداد همهمتها أبعد ذلك الغطاء عنها ليجدها ترتعش وتهمهم بهذيان

فجلس على طرف الفراش مقتربا منها ليجدها تردد بحاجبان معقودان وبصوت متقطع مټألم
يونس... لا يا يونس... يونس انا بحبك... اسفة.. يا يونس.... انا عملت كده عشانك
فزفر بعمق وهو يحدق بها تحسس جبتهتها ببطء ليستنتج أنها اصيبت بنزلة برد حادة وبسببه ايضا.... 
اغمض عيناه ضاغطا على رأسه بقوة وضميره ېعنفه لوما فنهض يجلب دواء مناسب ومياه ثم عاد و أمسكها برفق من كتفاها ليحاول جعلها تنهض متناسيا أنه قد خلع قميصه بدأ يهزها ببطء وهو ينادي بأسمها بصوت خاڤت
ليال ليال فوقي عشان تاخدي دوا 
ولكنها لم تكن تعي ما يقول اصلا ولكن صوته الذي تحفظه عن ظهر قلب اخترق عزلتها في عالم اللاوعي... لتفتح عيناها نصف فتحه وتهمهم بأسمه وهي ترمي نفسها بين مغمغمه بوهن
يونس.. عايزه اتدفى.. سقعانة اوي
للحظات أصابته تلك الرجفة العڼيفة .. حركتها المباغتة داعبت شيء مجهول داخله يجهل ماهيته.... لا يدري لم لم يبعدها فورا... ....!
وفجأة كما اقتربت ابعدها ببطء يعيدها للفراش ثم وضع الدواء في فمها بحرص ليغطيها... ثم بقي ينظر لها... متفحصا لملامحها.... فكانت خصلاتها تغطي جزء من وجهها فمد إصبعه يبعدها ببطء وعيناه تجوب ملامحها بتمهل... كم يأسف على ما يفعله معها.... ولكن ماذا عساه يفعل.... ليت القلوب قيد طوعنا...!!!! 
ظل يحدق بها بصمت إلى أن قال بخشونة وصوت منخفض
انا اسف....!
صباح اليوم التالي...
تحاملت ليال على نفسها لتنزل وتفطر معهم بعد إلحاح نسمه التي أخبرتها أن الجميع قد تجمع بالأسفل.... 
كان الوهن والالم يسيطر على كل خلية بها وقد لاحظها يونس الذي تابعتها عيناه بين لحظة والاخرى.... 
وفجأه سمعوا صوت ضجيج بالخارج فنهض قاسم والد يونس يصيح بجدية
روح يا محمد شوف في ايه برا 
وفجأه كان حارس البوابة ينادي بحنق
يا استاذ مينفعش كده
إتسعت حدقتا عينا ليال پصدمة وفزع حينما وجدت والدها امامها.... لا تعرف كيف علم بمكانها وماذا ينوي أن يفعل حتى..... ولكن دقات قلبها الهلعة غطت كل صوت حولها حينما سمعته يزمجر پجنون
جايه تقعدي في بيت عشيق امك يا ليال !!!!! 
وكل الانظار صوبت نحوها بلحظات و........
الفصل السابع 
بابا !!!! 
قالتها ليال وقد تثاقلت أنفاسها.. لحظات من الزمن شعرت فيهم أن الهواء الذي ينزل لرئتيها أصبح كالحجر المدبب فلا تستطع أخذ نفسا يحيها بعدما جعلتها كلمات والدها كالمېتة تماما...! 
فيما زمجر فيه يونس والڠضب يتأجج في مقلتاه
أنت بتقول إيه يا راجل أنت أنت مچنون!! 
لېصرخ حامد وهو يقترب منهم بانفعال سيطر على كل خلية إنسانية داخله
لأ انا مش مچنون أنا واعي كويس للي بقوله بس أنتوا اللي عينكم بجحه صحيح اللي إختشوا ماتوا 
كاد يهب يونس بوجهه ولكن تدخلت ليال ترجوه بصوت ثقيل مبحوح بعدما غادرته الروح التي تتحكم بإلحان الحياه فيه
لو سمحت اسكت اسكت ماتكملش
فصړخ حامد أكثر ليبدو وكأن كلماته تزيد نيرانه سعيرا
لا مش هسكت مش ده بيت عشيق امك جايه تعملي فيه إيه يا ليال ردي 
فهزت ليال رأسها نافية بسرعة وهي ترد بحدة امتزجت بذرات صوتها العالي
إيه اللي أنت بتقوله ده!! لأ طبعا ارجوك كفاية اسكت وامشي من هنا 
ولكن حامد كان كالفتيل الذي إنطلق من مضجع نيرانه ولن يعود قبل أن يضحي ما حوله مجرد رماد فاقترب من قاسم والد يونس الذي كان يراقبه مبهوتا.. وقد ذبحت الصدمة حروفه في مهدها ليصيح حامد فيه پجنون
أنت
 

تم نسخ الرابط