رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن (كاملة)
المحتويات
ان يفتح باب المصعد ولكنها استوقفته مرة أخرى قائلة
موضوع النيابه مش كده
كبرت دهشته ولكنها لم تغطى ألمه بعد ...فقال حانقا وهو يغادر عن أذنك
أخذ المصعد طريقه للهبوط وهو بداخله وظلت هى تتابعه ببصرها فى حيرة منه ومن أندفاعها هكذا وأخذت تلوم نفسها بشدة وهى مازالت واقفة فى مكانها فى شرود وصمت أخرجها منه صوت دنيا التى قالت بشك
ألتفتت نورا إليها بعدم انتباه ولكنها ما استعادت وعيها سريعا وقالت بلامبالاة وهى تعود أدراجها الى المكتب مرة أخرى
مفيش حاجه يا
دنيا ..عن أذنك
تابعتها دنيا ببصرها وهى تضيق عينيها بارتياب وتنقل بصرها بين نورا والمصعد ولكنها سرعان ما نفضت عن عقلها تلك الافكار وعادت لعملها من جديد ولكنها لم تستطع ان تنفضها من قلبها
لم يرى الا نظرات والدته المکسورة وهى تستمع للخبر لم يسمع الا شهقات اصدقائه وجيرانه دهشة ولوعة عند معرفتهم بالخبر...ماذا سيقول لهم...هل يقول لقد رفضونى من أجل حياتى بينكم وحبكم لى وحبى لكم..ماذا سيقول لصورة والده المحتفظ بها فى غرفته تنتظر النتيجه بفارغ الصبر
وجد نفسه عائدا لمنزله كيف ومتى لا يعلم ولكن من الواضح ان قدميه قد حفظت الطريق عن ظهر قلب فأشفقت عليه وحملته الى بيته بدون توجيه منه
دخل غرفته فى خفوت ولم يجرؤ على النظر لصورة والده التى يحتفظ بها بجانبه خاف أن ينظر اليها فيرى العبرات تقفز منها لتبلل وجهه وټخنقه وتغص حلقه وتشقيه...فلقد شقى بما يكفى اليوم
ظل يتقلب فى سهاده طوال الليل حتى كاد ان يلفظه فراشه ويطرده بعيدا عنه ليظل خاليا للابد فذلك افضل له من هذا الحانق الغاضب الذى يرقد عليه دائما
أستيقظ فزعا على صوت والدته التى كانت واقفه بجوار فراشه توقظه وتهتف به
قوم يا فارس قوم يابنى اتأخرت على شغلك الساعه بقت تسعه
تقلب على فراشه وقال دون أن يفتح عينيه معنديش شغل النهارده يا ماما
من أمتى بقى انت بتاخد اجازات...انت مالك تعبان ولا ايه
وضع الوسادة على وجهه وهو يقول
مجهد بس شويه ...سبينى اصحى براحتى لو سمحتى يا ماما
تركته والدته ..خرجت وأغلقت الباب خلفها ..توضأت وصلت الضحى ثم ابدلت ملابسها وذهبت للتسوق ..عادت وكانت تظن أنها ستجده قد استيقظ ولكنه وجدته مازال نائما كأنه يهرب من شىء ما فهى تعلمه جيدا...فهو لا ينام هكذا الا ليهرب من شىء يؤلمه ويؤلمه بشده
صلت الظهر ودخلت المطبخ لتعد طعام الغذاء لم يكن عقلها فيما تعمل بل كان مصاحبا له فى رحلت هروبه وهى تتسائل ..ياترى ماذا حدث له جعله هكذا
وفجأه استمعت لصوت زغاريد يأتى من خارج الشرفه ..أنهت ما تفعله بسرعه وتوجهت للشرفه لتنظر ماذا يحدث فى شارعهم البسيط....كانت والدة عمرو صديق فارس تطلق الزغاريد بين الحين والاخر وهو يقف وسط بعض الشباب والجيران يهنئونه ويباركون له النجاح والتخرج من كلية الهندسة
ابتسمت بأثر رجعى وهى تتذكر لحظة تخرج ولدها وكأن المشهد يعيد نفسه مرة اخرى
أستيقظت من شرودها على صوت قرع جرس الباب فى صخب
نظرت الى الوضع الذى كان عمرو يقف فيه فلم تجده فايقنت أنه هو صاحب هذا الصخب توجهت الى الباب مسرعه وفتحته بسرعه وهى تقول بابتسامه
بالراحه يا عمرو.. فارس نايم
نظر لها عمرو بدهشه مصحوبه بابتسامه كبيرة ارتسمت على وجهه وهو يصيح
انا مالى ومال فارس انا جاى للرز بالبن اللى وعدتينى بيه يا بطه
قالت بسعاده وهى تفسح المجال له ليدخل وتشير باصبعها لعينيها
من عنيا يا حبيبى هيكون عندك النهارده أنت والشارع كله بأذن الله
ضحك بصخب كعادته وقال بمرح بس انا اللى اوزع يا خالتى الله يخليكى..انتى عارفه انا خلاص بقيت مهندس رسمى وهقسم بالعدل ان شاء الله
أم فارس لا يا عمرو انا متأكده انك لو انت اللى وزعت.. الناس كلها هيوصلها الاطباق نصها فاضى
قال بدهشه مصطنعه نصها!!!.. طيبه اوى على فكره
فى هذه اللحظه خرج فارس من غرفته غير مستوعب لما يحدق وقال بضيق
ايه الدوشه دى...مين اللى ...ولكنه بتر عبارته وهو ينظر لصديقه عمرو والفرحه التى تعلو
متابعة القراءة