رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن (كاملة)
المحتويات
عليها كانت تشعر أنها وحيدة لا تشعر بالأمان معه تريد أن تصل لمنزلها سريعا لتحتمى بجدرانه بعد أن فقدت النصير الذى غاب عنها وتاه فى دنياه
وضع فارس حقيبة دنيا فى غرفتها وخرج منها وأغلق الباب خلفه قائلا لوالدته فى عجلة من أمره
لازم امشى حالا.. أتأخرت أوى على المكتب
همست له والدته بخفوت
مش تستنى مع مراتك شوية يا فارس وبعدين تنزل
هستنى أعمل أيه يا ماما هى خلاص بقت كويسة.. معلش عندى شغل متأخر .. مع السلامة
ترجل يحيى فى بداية المنعطف المؤدى إلى شارعهم عندما التقت عيناه بعينيى محمود الذى قاطعه منذ زواج مهرة وهو يقول
معلش يا كابتن واحد صاحبى زعلان مني عاوز ألحقه .. يالا سلام
كمان مش معبرانى .. ده بدل ما تعتذري لى يا هانم
ألتفتت إليه وقد أغرورقت عيناها بالدموع وقالت
لو سمحت سيب أيدى .. مش كفاية الكلام الچارح اللى عمال تقوله طول الطريق .. جاى تكمل هنا كمان
مهرة .. أنت متعرفنيش كويس .. أنا عصبى متخلنيش أمد أيدى عليكى ..أعتذرى حالا
بدأت تبكى بصوت مرتفع وهى تحاول التملص منه عندها سمعت وقع أقدام تهبط الدرج على عجل وما أن اقتربت حتى زادت من سرعتها على صوت بكائها وأخيرا ظهر فارس وهو ينزل سريعا ينقل
مالك بتعيطى ليه
قبض علاء على يدها أكثر حتى تألمت ثم قال
وأنت مالك انت خاليك فى حالك ..
لم يكد علاء أن يتم عبارته حتى وجد فارس قد قبض پعنف على يده الممسكة بذراعها وضغط رسغه بقوة تألم لها علاء واضطر أن يترك ذراع مهرة التى بمجرد أن تحررت من يد علاء حتى صعدت أربع درجات ووقفت خلف فارس تحتمى به نظر له علاء پغضب وصاح هائجا
ألتفت فارس إليها فوجدها تنظر إليهما وتمسح دموعها بكلتا يديها وقد أطلت من عينيها نظرت استغاثة ملهوفة مخلوطة بالألم ..ألتفت إليه وقال محذرا والشرر يتطاير من عينيه
هى الرجولة انك تفرد عضلاتك على بنت وتقول مراتى.. أنت كده مفكر نفسك راجل
حاول علاء أن
يتخطاه إليها ولكن فارس وضع يده على سور السلم ففصل بينهما بجسده فقال علاء غاضبا
لم يكد أن يتم كلمته حتى وجد لكمة شديدة توجهت إلى أنفه ارتد على آثارها إلى الخلف ولكن لحسن قدره أن يحيى كان فى طريقه إلى الصعود فارتطم بجسده مما منعه من السقوط وربما ما هو أكثر من ذلك
بكت مهرة بشدة وصعدت تعدو إلى شقتها بينما وضع علاء يده على أنفه فوجد الډماء تسيل منها نظر إلى راحته بړعب وهو ينظر إلى الډماء التى لوثتها دفعهما فارس معا وغادر البناية على الفور وهو فى قمة غضبه.
أخذه يحيى وصعد به إلى شقتهم جلس والد مهرة بجوار علاء يعطيه بعض المناديل الورقية ليمسح دمائه التى لوثت وجهه بينما كان يحيى وأمه يؤنبانها فى الداخل وهى ملقاة على الفراش وتبكى بحرارة ولم يكتفوا بذلك وأنما أجبروها هم ووالدها على الخرج والاعتذار منه وعادت لغرفتها مکسورة مهزومة ورغم أحساسها بالدونية والضياع والمهانة إلا أنها شعرت أنها لم تفقد المظلة التى كانت وظلت وستظل تحميها من عوادى الدنيا وزخات السحب .
ألتفت بلال إلى فارس ورفع حاجبيه بتعجب شديد وقال متعجبا
ضړبته !!!
أشاح فارس بوجهه وضړب بيده على قدمه وقال وهو غاضب
تصدق بالله انا لو مكنتش مسكت أعصابى مكنش هيبقى ضړب بس أنا كان ممكن اقتله
أستند بلال بمرفقيه إلى مكتبه فى المركز ونظر إليه متفحصا وقال بهدوء
أنت لو بتتخانق مع مراتك تحب حد يتدخل بينكوا بالطريقة دى
هتف فارس حانقا
يعنى كنت اسيبه يعمل فيها كده قدامى واقول سلام عليكم وانزل عادى كده
هز بلال رأسه نفيا وقال
لا يا سيدى محدش قالك كده.. بس برضة فى حاجة اسمها بالمعروف بالنصيحة تسمع عنهم ولا لاء
دمى غلى فى عروقى يا بلال مفكرتش ومقدرتش استحمل سفالته
شبك بلال بين أصباعه وقال بثقة
طبعا مش هقولك أنك غلطان علشان أنت عارف انك غلطان
أومأ فارس برأسه وهو ينظر أمامه بشرود قائلا
معاك حق انا غلطان...غلطان انى ضړبته بس كان المفروض أكسرله عضمه علشان بعد كده ايده متلمسهاش تانى
صمت بلال لبعض الوقت وهو يفكر هل من الحكمة أن يتكلم معه ويكشف له عن ما يراه ويشعربه أم يصمت مادام فارس يفسر أفعاله على أنها شهامة
متابعة القراءة