رواية براثن اليزيد بقلم ندا حسن (كاملة)

موقع أيام نيوز

بقولهالك وكالعادة مش بتهتمي
نظرت إليها باستغراب وهي لا تفهم ما الذي تقصده بحديثها فتقدمت منها ميار تقف جوار مقعد شقيقتها تضع يدها على أكتافها تمدها بالدعم ثم سألتها بهدوء
في حاجه يا دكتورة ولا

ايه
أشارت إلى مروة وتحدثت بطريقة عملية للغاية وكأنها تقول إن كيلها فاض منها
للأسف الجنين معليهوش مايه قدامنا فرصة نحاول فيها أننا نرجعه لطبيعته ولو مقدرناش هنضطر ننزله لأن ده لو محصلش ممكن ېموت في بطنها وهنا هتكون کاړثة
صدمت!.. ماذا هل سيموت لا لا تعتقد ذلك لن يحدث كيف له أن ېموت كيف إنه ولدها الذي كانت تتحدث معه في الليل وحدها وتشكي له همها في بعدها عن والده هذا هو الذي قالت له أنها تريد أحضان والده ليس شيء آخر كيف ستفقده ماذا ستقول لزوجها أهملت في صحتها وصحة ولدها فماټ!.. نظرت إلى الطبيبة وهي لا تصدق هذا الحديث الغير منطقي بالنسبة إليها..
وجدت الطبيبة تكمل قائلة بدهشة واستنكار متسائلة
أنا بجد مش فاهمه هو أنت مالك في الحالات الطبيعية معروف أن الست الحامل وزنها بيزيد أنت إزاي خسيتي خمسة كيلو في الوقت ده دا الناس اللي بتعمل ريجيم مش هيقدروا يعملوا كده
لا تستطيع أن تتحدث أو تستمع إلى أي شيء هي فقط تستمع لهمسات الطبيبة وشقيقتها تلقي عليها تعليمات كثيرة أخذت منها أنها يجب أن تشرب سوائل كثيرة أدوية أخرى أشياء استمعت إليها ولكن لم تحلل ماهيتها..
لقد أتى هذا الخبر ليأتي بالباقي من قلبها ويجعله فتات في الأرض..
يتبع
براثن_اليزيد
الفصل_الواحد_والثلاثون
ندا_حسن
بعد الكثير من ذكريات تجسد أرواحنا عند
الفراق عدنا من جديد لنخلق ذكريات
جديدة على عقولنا وقلوبنا
دق باب الغرفة فلم تأذن للطارق بالدلوف إليها فتح الباب ورفعت بصرها لترى من ذلك الذي لا يحترم حزنها في تلك الأوقات الصعبة ظهر هو من خلف الباب مالك قلبها المكسور كانت تبكي بصمت الآن لن يستطيع السيطرة عليها..
دلف خطوة إلى الداخل وأغلق الباب خلفه لم يتقدم أكثر من ذلك بقى مكانه خلف الباب ينظر إليها بحزن شديد اشتد عليه الآن أو منذ دقائق مضت..
منذ أن حادثته شقيقتها وهو يرى أن الحياة أصبحت سوداء سواد حالك ليس له أي درجات لقد تركته منذ ثلاث أشهر وبهم عرف حقا ما معنى العڈاب والندم عرف معنى الاشتياق والفراق وأهم شيء هو الفقدان!.. ثلاث أشهر وهو داخله أمل عودة زوجته إليه بواسطه طفله القادم!..
كل يوم كان يقول مؤكد لن تجعل ابنها بدون والد مؤكد ستعود لتكون عائلة من جديد مؤكد سيرى طفله في بيته هو وليس بيت أحد آخر.. كل أحلامه بنيت عليه هو ووالدته كيف سيتركه الآن..
يعلم أن رحمة ربه وسعت كل شيء والله لن يخذله وسيكون ابنه على ما يرام سيكون بخير لأجله وأجلها..
النظرة بعينيها تفتن حقا عندما رآها لأول مرة فتن بجمالها وجمال عينيها وذهبت دون أن يعلم من هي والآن تبكي خوفا من فقدان طفلهم!..
اشتياقه لها مزقه وجعله لا يدري ما الذي سيفعله أكثر مما فعله.. لدرجة أنه فكر في جعلها تعود عنوة ولكن عندما علم بما حدث من شقيقتها وقع قلبه بين قدميه خوفا عليها وعلى ابنه خوفا أن يتملكها الحزن إلى أن يأخذ روحها فهي قد حزنت بسببه كثيرا..
رأته يقف خلف باب غرفتها إنه في الغرفة معها! والدها يجلس في الخارج وشقيقتها هم من أخبروه وجعلوه يأتي إلى هنا!..
لم تتوقف عن البكاء منذ أن أتت والآن قد ازداد عندما رأته يقف أمامها ستفقد ابنه! قطعه من روحها وروحه الشيء الجميل المتبقي لها منه منذ فراقهم كيف السبيل للنجاة الآن..
بعيدا عن كل شيء هي لا تريد إلا عناق طويل من زوجها!..
بقى يزيد هكذا لمدة دقيقتين ينظر إليها بحزن وانكسار وهي تبادله نظرات الحزن والضعف لم يستطيع أن يبقى أكثر من هذا وهو مكتف الأيدي وجد نفسه يتقدم سريعا إليها ليجلس أمامها على الفراش ملبي طلبها وأخذها بين ذراعيه في عناق طويل..
قابلته تبكي وتنتحب بصوت عال وضعف غريب تسلل إليها شدد يزيد هو الآخر على على خصلات شعرها الذهبية وهو يحاول أن يجعلها تهدأ..
بقيت مروة هكذا ما يقارب العشر دقائق تبكي بشدة ولا تفعل شيء غير أنها تبكي وتشدد على احتضانه وكأنها تقول له لا تبتعد بعد اليوم وهو فعل كل ما تريده لم يتحدث فقط يبادلها العناق تاركا لها المساحة في أن تبكي وتخرج كل ما يكنه قلبها..
أبتعدت عنه بهدوء وهي تجفف دموع عينيها فرفع يده الاثنين واضعا إياهم على وجنتيها يحرك إبهامه أسفل عينيها ليمحي أثار تلك الدموع الغالية على قلبه..
نظرت إليه بحب وضعف وقد شعرت أن كل شيء ينهار من حولهم ولا يوجد قرار للرجوع عنه رفعت يدها ووضعتها فوق يده تشدد عليها قائلة پانكسار والدموع تتكون من جديد داخل جفنيها
متسبنيش يا يزيد أنا محتاجالك
أسند جبهته إلى جبهتها وتحدث قائلا بشغف وحب كبير
تم نسخ الرابط