رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
المحتويات
التالية تصبح بين ذراعيه ذلك الوغد كيف تمكنت من فعلها ! هل الخېانة هي جزاء الإحسان والحب !!!
بقى واقفا يضع يديه بجيبي بنطاله في هدوء تام وجمود ملامح لكن نظراته كانت مريبة وهو يتجول بهم بكل جزء بالغرفة ورغما عنه استمر عقله في استرجاع الذكريات لتقذف بذهنه ذكرى قديمة لهم منذ سنوات بمنزلهم الثاني جعلته يشرد لدقائق معدودة
وطالعته مطولا قبل أن تسأله بنظرات دقيقة _
_ عدنان هو إنت بتحبني ليه !
رمقها بحاجبين مقتضبان من سؤالها وطال صمته حتى لاحت ابتسامته المغرمة فوق شفتيه واجابها بخفوت جميل _
ابتسمت له بعذوبة قبل أن تعود ملامح وجهها للجدية وهي تعيد سؤاله بترقب _
_ طيب إيه الغلطة اللي لا يمكن تسامحني عليها
اختفى الحنو من فوق معالمه وأصبحت نظراته أكثر ثباتا وقوة وهو يجيب بعدم فهم _
هزت كتفيها بتلقائية وقالت في خفوت ونبرة طبيعية _
_ يسأل عادي حبيت أعرف يعني
عم الصمت للحظات قبل أن ينحنى عليها ويلثم شعرها بقبلة مطولة ويتمتم بصوت رجولي غليظ يحمل لمسة الدفء _
_ معرفش ومعتقدش إنه له لزمة الكلام ده دلوقتي ياحبيبتي
استفاق من شروده وقد تبدلت هيئته من الجمود إلى الڠضب بات الكره والنقم الذي بصدره لها يتفاقم أكثر وهو يلعن تلك الصدفة التي جمعتهما ببعضهم ليته لم يراها من الأساس ولم ينصاع بسذاجة خلف حبه السخيف لها
_ عدنان بيه !
عدنان بصوت رجولي خشن وصلب _
_ هتجيب عربية نقل كبيرة دلوقتي حالا وتيجي
لم يمتلك الجرآة ليستفسر عن سبب رغبته بالسيارة
ورد عليه بالموافقة في انيصاع تام _
_ حاضر بابيه
انهى معه الاتصال وانزل الهاتف من فوق أذنه ليصدح صوته المرتفع وهو يصيح مناديا على الخادمة _
لحظات قصيرة وكانت تهرول إليه راكضة بعدما سمعت صوته العالي ووقفت عند باب الغرفة تهتف _
_ نعم يا بيه
عدنان بلهجة صارمة وصوت يحمل لمسة مخيفة _
_ كل حاجة هنا تتشال وتترمي في الژبالة وعفش الأوضة يتغير كله سعيد هيجي دلوقتي وبلغيه باللي هيعمله
اضطربت من نظراته ونبرته فاكتفت بالإماءة في صمت بانصياع لأوامره بينما هو فعبر من جانبها ورحل بكل وقار وهيبة
هي لم يعد لها وجود بحياته أساسا مسحها والقاها بمكانها الطبيعي فليس بقلبه مكانا لعشق مدنث وملطخ بالخداع والقذارة !!
استر الليل ستائره وارتفع ضوء القمر بالسماء وسط النجوم الساهرة الجميلة
فتح باب المنزل ودخل ثم أغلقه خلفه ببطء وتحرك باتجاه الدرج يصعد للطابق الثاني من المنزل حيث توجد غرفته وغرفة صغيرته وكعادته القى نظرة أولا على ابنته بغرفتها واطمئن عليها ثم ذهب لغرفته
كان الفراش فارغ ولا أثر لها بالغرفة حين دخل لكن استقرت نظراته بتلقائية على الشرفة فوجدها تقف بها ابتسم بدفء وتحرك نحوها بخطوات متريثة يتابع خصلات شعرها المتطايرة حولها بفعل نسمات الهواء الباردة حتى وصل إليها ووقف خلفها لينحني عليها ويهمس بدفء _
_ إنتي لسا صاحية !!
لم تفزع ككل مرة بل بدت جامدة تماما لا تجيب عليه ولا تلتفت له ! مما جعله يغضن حاجبيه بحيرة ويسألها
_ مالك ياحبيبتي !
رمقته جلنار نظرة طولة وابتسمت بتهكم تجيبه _
_ يعني مش عارف !!!
سكن للحظات طويلة يحاول فهم مقصدها حتى تذكر بالأخير حديثهم بالصباح فتقوست ملامح وجهه من جديد واحتدمت نظراته وهو يهتف برفض _
_ أنا قولت لا يا جلنار متخلنيش أعيد نفس الكلام تاني
جلنار بإصرار _
_ أنا اللي طلبت منك توافق عشاني بس واضح إني مفرقش معاك
مسح على وجهه متأففا بنفاذ صبر ويجيبها بخنق _
_ لا إله إلا الله احنا دلوقتي هنعمل مشكلة بينا بسبب اللي اسمه حاتم ده
عقدت ذراعيها أسفل صدرها وتمنعت عن النظر إليه بامتعاض لتسمعه يهدر بانزعاج حقيقي _
_ جلنار بلاش عناد
تمتمت بثبات انفعالي غريب _
_ إنت اللي بتعاند ورافض حتى إن علاقتك إنت وحاتم تبقى كويسة وعداوتكم دي تنتهي
عدنان بنظرة
قوية _
_ متقلقيش مفيش عداوة ولا خلافات طول ما هو هيفضل بعيد عنك
تنهدت الصعداء بخنق وعدم اقتناع ثم ابتعدت عنه واتجهت
إلى الفراش لتتسطح فوقه على حافته وتتدثر بالغطاء بينما هو فوصل صوت تأففه من الشرفة إلي أذنها بالداخل ليجعلها تبتسم بتلذذ وبعد وقت طويل نسبيا كان قد انتهى من حمامه المسائي الدافيء وارتدى الملابس المنزلية المريحة ثم دخل بجوارها في الفراش
متابعة القراءة