رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق

موقع أيام نيوز


يا مهرة لو منزلتيش هجيلك بنفسي واخدك من قدام بيتكم 
مهرة شاهقة پصدمة _
_ إيه ! إنت مچنون مش هنزل وامشي يا آدم 
آدم بنبرة جدية وهو يقوم بتشغيل محرك السيارة _ 
_ تمام أنا حذرتك استنيني عشان جايلك وهخليكي
تشوفي الجنان بجد 
أدركت أنه لا يمزح خاصة عندما سمعت صوت محرك السيارة العالي فقالت متراجعة بسرعة في توتر _ 

_ خلاص هلبس واجي بس امشي وأنا هاجي وراك 
آدم بابتسامة انتصار _ 
_ تؤ هتيجي معايا وقدامك عشر دقايق زي ما قولت
لم يمهلها اللحظة لتجيب عليه حيث أغلق الاتصال قبل أن ترد فاغلقت هي على قبضة يدها بغيظ شديد متمتمة بوعيد _ 
_ ماشي يا آدم 
أسرعت إلى نافذة غرفتها وبحثت بنظرها عن الصبي الصغير وصديقها فوجدته يجلس على مقعد أمام بقالة والده أشارت له بيدها أن يأتي إليها فاستقام هو واقفا واسرع إليها راكضا خرجت إلى باب المنزل وفتحته ثم انتظرته حتى وصل إليها
انحنت عليه تملي عليه خطتها وما سيفعله بالضبط ثم عادت للداخل مجددا وشرعت في ارتداء ملابسها انتهت في ظرف اثنى عشر دقيقة بالضبط لتخرج من المنزل بعد توديع جدتها التي أخبرتها بأنها ستذهب للعمل حتى تنهي أمر ضروريا وتعود 
سارت مهرة في الشارع وهي تبتسم باستمتاع وقادت الطريق المختصر الذي يقود للشارع الخلفي الذي ينتظرها به وحين وصلت وتحققت بنظرها من نجاح خطتها ابتسمت أكثر بانتشاء واكملت طريقها حتى وصلت إليه واستقلت بالمقعد المجاور له مكتفية بابتسامة سمجة بينما هو فضحك بصفاء وتمتم _ 
_ اتأخرتي خمس دقايق بس مش مشكلة
ثبتت نظرها بتركيز وتدقيق عندما وجدته يبدأ بتشغيل محرك السيارة وسرعان ما كتمت ضحكتها اللئيمة حين لم تتحرك السيارة ورأت معالم وجهه تتقوس بريبة وعدم فهم حاول أكثر من مرة لكن دون فائدة وبعد محاولاته البائسة كأنه أدرك ما يحدث ففتح الباب ونزل ثم القى نظرة على العجلات ليجدها مفرغة من غاز النيتروجين اشتعلت نظراته وعاد لمقعده بالسيارة مرة أخرى يرمقها بقوة هاتفا في دهشة _ 
_ كل ده عشان متجيش الشركة معايا !!
مهرة بابتسامة جانبية في شراسة ونبرة قوية _ 
_ لا عشان انا محدش بيجبرني على حاجة ويمشي كلامه عليا قولتلك امشي وانا مش جاية الشغل تاني بس إنت اللي صممت
همت بالنزول لولا يده التي قبضت على رسغها تمنعها من التحرك ويهتف بنبرة رجولية _
_ أنا مش هسألك ماما قالتلك إيه ولا عملت إيه لأنه واضح وأنا بعتذرلك نيابة عنها ممكن بقى ترجعي الشغل عشان أنا عايزك تكوني موجودة وملكيش دعوة بأي حاجة قالتها ماما الأهم اللي أنا بقوله ليكي
طالت نظراتها له قبل أن تسحب يدها من قبضته ببطء وتهتف في عبوس _ 
_ أنا كرامتي فوق كل شيء يا آدم وبعد اللي قالته والدتك لا يمكن ارجع لشركتكم تاني أو أقبل إني أخد قرش واحد منها
تقابلت نظراتهم لبعض الثواني قبل أن تنزل من السيارة وتسير مبتعدة عنه عائدة إلى منزلها لكنها رجعت مجددا ووقفت أمام نافذة سيارته منحية تهتف بابتسامة _
_ ميدو هيبعتلك سيد من الورشة اللي في المنطقة هنا وهيغيرلك عجلة العربية ولعلمك ده على حسابي مبحبش اكون مديونة
لحد وزي ما عملت كدا في العربية أنا اللي هتكلف بتكاليفها
ثم تابعت بنظرات كلها قوة وشراسة قبل أن تستدير وتبتعد _
_ أنا حبيت اوريك بس إن مش أنا اللي تقدر تتحكم فيا
رأته يبتسم باتساع في اعين تحمل وميض جديد ومختلف ليهتف عليها بعد أن استدارت وسارت مبتعدة عنه _ 
_ ومش آدم الشافعي اللي يتخلى عن حاجة عايزها
تسمرت بأرضها في دهشة والتفتت برأسها له تتطلعه مصډومة قبل أن تعيد رأسها فورا وتسرع في خطاها إلى منزلها مبتسمة بخجل وسعادة ! 
توقفت جلنار بسيارتها الحمراء أمام مقر الشركة وترجلت منها ثم قادت خطواتها للداخل بوقار وثقة وسط نظرات الإعجاب من الموظفين خاصة الفتيات يتهامسون فيما بينهم پصدمة وابتسامات عريضة بعدما رأو السيارة الفاخرة التي أتت بها والبعض الأخر منهم يتهامس على ملابسها وأناقتها التي تليق بها وبامرأة قوية مثلها حقا 
استقلت جلنار بالمصعد الكهربائي ونزعت عنه نظاراتها ثم رفعت أناملها لترجع بخصلات شعرها للخلف وهي تتنهد بخنق فمازالت حتى الآن غاضبة من تصرفه معه بالصباح
انفتح باب المصعد فخرجت وقادت خطواتها تجاه مكتبها الخاص الذي خصصه لها تحديدا وحين فتحت الباب ودخلت اڼصدمت بوجود باقة ضخمة من الورد الأحمر فوق سطح المكتب ضيقت عيناها بتعجب وأغلقت الباب ثم اقتربت من المكتب وحملت الباقة بين ذراعيها تنحنى عليها بوجهها لتستنشق رائحة الورد الجميلة وهي مبتسمة بنعومة وحين رجعت برأسها للخلف لمحت ملاحظة صغيرة بين الزهور فاخرجتها وقرأت ما دون بها هتفضل رمانتي أجمل زهرة شافتها عنيا ! 
اتسعت البسمة العاشقة فوق شفتيها لا تصدق ما تراه الآن فقط فهمت سبب معاملته الجافة معها بالصباح 
التفتت بعفوية تجاه الباب الذي انفتح وظهر هو
 

تم نسخ الرابط