رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
المحتويات
عن عينيه أبدا
قريبة منه لكنها بعيدة جدا بين يديه ويشتاق إليها !! لا يريد تلك الفجوات اللعېنة التي تفرقهم هو يريدها هي فقط !
انتهت ورفعت أناملها عن رقبته ثم رجعت برأسها للخلف قليلا حتى تصبح بمستوى تقابل أنظارهم معا بشكل طبيعي لتجده يدنو منه ويلثم جانب ثغرها بعمق هامسا
_ شكرا ياحبيبتي
_ أنا هروح البس
ابتسم واماء لها بالإيجاب ثم استقام هو الآخر وغادر الغرفة بعدما اختفت داخل الحمام لترتدي ملابسها
عيناها عالقة على باب المتجر من الداخل تنتظره منذ وقت طويل وحين تبتعد بنظرها عن الباب تتجول في ذلك المتجر الفارغ بابتسامة باهتة
انفتح الباب وظهر من خلفه هشام الذي دخل وأغلقه خلفه مجددا ثم اقترب منها بنظرات متعجبة وتمتم
ابتسمت باتساع وبراءة ثم توقفت وتقدمت منه لتقف أمامه مباشرة وتقول بحماس جميل
_ هشام إنت هتساعدني مش كدا
أردف بحيرة وعدم فهم
_ اساعدك في إيه !!
زينة بعفوية وعينان لامعة بالحماس والأمل
_ إني افتح الأتاليه وأبدأ مشوار حلمي
حدقها باستغراب للحظات دون أن يجيب فضحكت هي على دهشته وقالت بنفس حماسها
على الخبر ده أنا كنت منتظرة الوقت المناسب إني افتتحه وأبدأ شغل في التصاميم من تاني وأعتقد إن خلاص الفرصة جات ولما كلمت ماما وقولتلها فرحت أوي وشجعت الفكرة بس أنا مش هقدر اعمل كدا وحدي يعني محتاجة مساعدتك ليا
تلاشت الدهشة من فوق معالمه وبدأت الابتسامة الحانية تظهر بوضوح فوق ثغره وعيناه كذلك واستمر يمعن النظر بها ثم قال بدفء وعاطفة جياشة
ابتسمت وقالت بخفوت ونظرات مليئة بالثقة والمشاكسة
_ تؤتؤ دي زينة الجديدة القديمة خلاص انتهت
هشام بهيام
_ القديمة والجديدة أجمل من بعض
ضحكت بخجل ونكزته في كتفه بمداعبة ثم قالت بحماس من جديد وسعادة
_ اعتبر ده موافقة خلاص إنك
هتساعدني
قفزت فرحا ثم قبضت على ذراعه وجذبته معها للداخل هاتفة بتشويق
_ تعال هوريك قسم التصميم جوا وهوريك كل حاجة
سار معها دون أي مقاومة يتركها تسيره خلفها وهو يتأملها بعشق وقف معها يتابعها وهي تتحرك يمينا ويسارا كالفراشة بحماس تشرح له كل شيء ومخططاتها عن الذي ستفعله بالضبط سيعترف أنه
لم يسمع تقريبا نصف كلامها بسبب شروده وتأمله بها
بعد دقائق طويلة نسبيا من شرحها توقفت وسألته باهتمام وبسمة عريضة
_ هاا إيه رأيك بقى في اللي قولته !
هدر بنظرات ثابتة عليها ونبرة ذائبة
_ جميلة
زينة بتعجب
_ هي إيه دي اللي جميلة !!!
تنحنح مسرعا يصحح كلمته
_ جميل اقصد اللي قولتيه يعني عظيم
هزت رأسها بتفهم باسمة ثم عادت تتحدث من جديد ولكنه لم يسمع أي شيء هذه المرة وعقله كأنه مغيب تماما عن العالم الواقع وشعر بأن قلبه هو من يتحكم به الآن وليس عقله لسانه يأكله ليتحدث فلم يعد يتحمل الكتمان أكثر من ذلك !
اقترب منها دون أن يشعر ووقف خلفها تماما ليهمس بنبرة جديدة ومختلفة
_ زينة
التفتت له بجسدها فورا بعد همسته باسمه وطالعته بسكون وريبة من نظراته والتصاقه بها بهذا الشكل ولم تلبث لثانية أخرى حتى سمعته يكمل بصوت دافيء
_ زينة أنا
بتر بقية عبارته الحاسمة والمنتظرة عندما صدح صوت رنين هاتفها فالتفتت هي برأسها للخلف مسرعة والتقطته لتجيب على أمها وبعد دقيقة كاملة أنهت المكالمة وعادت تحدق به من جديد وتهتف بفضول واستغراب
_ كنت عايز تقول إيه ياهشام !
ابتسم وأخذ نفسا عميقا قبل أن يتمتم بعينان تهيمنان عشقا وغراما
_ عايز اقول إني
انفرجت شفتيه وكان على وشك أن يلفظها ولكن يبدو أن اليوم ليس يوم حظه على الإطلاق حيث ما قاطعه هذه المرة هو رنين هاتفه فرفع يده لوجهه يمسح عليه بقوة متأففا بخنق وعصبية ثم أخرج الهاتف من جيبه وتطلع بشاشته يقرأ اسم المتصل فوجده أحد أصدقائه شتمه بلفظ دنيء في همس منخفض جدا لم تسمعه هي لكنها غضنت حاجبيها من تحوله وغضبه المفاجيء بعد وداعته ونظراته الحانية التي اربكتها واخجلتها وللحقيقة أنها للوهلة الأولى تشعر بالخجل منه !
رأته يشير لها بأن سيغادر للخارج حتى
يجيب على الهاتف فأماءت له بالموافقة وبقت متسمرة مكانها حتى بعد رحيله وتعلق نظرها على أثره بحيرة وتحاول تخمين ما الذي كان يرغب بقوله لها لكن حين تذكرت نظراته خجلت مرة
متابعة القراءة