رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق

موقع أيام نيوز


ضحكات جلنار الممتزجة بصراختها البسيطة والمغتاظة منهم لم تكن أصابع صغيرتها
البرئية كيديه الوقحة ! ومن بين ضحكها كانت ترمقه شزرا
متوعدة وهو يضحك باستمتاع ويستمر في لمساته الجريئة لها عمدا !! 
وبعد دقيقتين أخيرا تمكنت من الفرار من بينهم لكن فور وقوفها تقلصت عضلات بطنها فجأة واحست برغبتها في التقيء فاسرعت للحمام مهرولة وأغلقت الباب خلفها 

لحق بها عدنان بقلق وهنا كانت خلفه طرق على الباب بقوة في قلق بعدما سمع صوت تقيأها القوي وقال بجدية 
_ جلنار إنتي كويسة افتحي الباب !!
بعد لحظات وصله صوتها الخاڤت من الداخل 
_ أنا كويسة ياعدنان دقيقة وهطلع
وقف عند الباب مغلوبا وانتظرها لبرهة من الوقت حتى خرجت وهي تمسك بيدها منشفة صغيرة تجفف بها وجهها فاقترب منها ومد أناملها لخصلات شعرها التي فوق عيناها يبعدها بلطف ويهمس 
_ مالك إنتي كويسة ! 
هزت رأسها بالإيجاب ثم انتبهوا لصوت هنا التي قالت باهتمام طفولي جميل 
_ اجبلك مايه يا مامي 
أجاب عدنان على ابنته دون أن يحيد بنظره عن زوجته 
_ روحي ياحبيبتي هاتي لمامي مايه
أماءت الصغير واستدارت ثم هرولت راكضة للخارج بينما هو فسألها باستغراب 
_ إيه اللي حصل مرة واحدة كدا ! 
جلنار بهدوء 
_ بلاش قلة أدب بقى الله 
رد باسما بنظرة جريئة 
_ هو في احلى منها 
تلونت وجنتيها بحمرة الخجل الحقيقي ولم تجيب فقط اكتفت بنظراتها المدهوشة والمستحية لتراه يضحك بقوة ويضمها لصدره مقبلا شعرها 
كانت جالسة فوق مقعدها الخاص وبيدها كتابها المفضل تقرأ به بتركيز حتى صك سمعها صوت رنين جرس الباب المرتفع فرفعت نظرها عن الكتاب وحدقت ناحية الباب بتدقيق تتساءل عن هوية الطارق بهذا الوقت وحين رأت بدرية تسبقها لتفتح هي فقالت بحزم 
_ أنا هفتح يا بدرية ارجعي إنتي خلاص 
التفتت لها وهزت رأسها بالموافقة متمتمة 
_ حاضر يا ست هانم 
تابعتها أسمهان حتى توارت عن انظارها
داخل المطبخ فاستقامت واقفة وقادت خطواتها تجاه الباب امسكت بالمقبض وإدارته ثم جذبت الباب إليها فاصابتها الصدمة فور رؤيتها لهوية الطارق
تجمدت بأرضها مدهوشة وبقت تتطلع إليها بصمت حتى قطعت هي الأجواء الصامتة وقالت باسمة بسماجة 
_ ازيك يا أسمهان هانم ! 
فاقت من صډمتها وتلفتت حولها پخوف خشية من أن يراهم أو يسمعهم أحدا ثم هدرت پغضب وصوت منخفض 
_ إنتي بتعملي هنا أيه وعرفتي عنوان البيت من فين
_ أخص عليكي يا هانم مكنش العشم برضوا ده بدل ما تقوليلي اتفضلي وتضيفيني حاجة في المملكة اللي عايشة فيها دي الله أكبر ده احنا في بينا حتى خ 
قاطعتها أسمهان بعصبية وقالت 
_ عايزة إيه إنتي مش حسابك اخدتيه من زمان وخلصنا الموضوع
اجابتها مبتسمة ببرود 
_ حصل بس أنا جاية متعشمة في كرم الست هانم أسمهان الشافعي وعايزة منها خدمة
أسمهان بنفاذ صبر 
_ اخلصي قولي عايزة إيه قبل ما آدم يجي ! 
اختفت ابتسامة الأخرى وقالت بثقة وجحود 
_ عايزة 15 ألف جنية 
أسمهان پصدمة 
_ نهارك أسود إنتي مچنونة أنا هديكي 15 ألف جنية !
ابتسمت الأخرى بخبث ثم اقتربت منها وهمست بنظرة شيطانية تلقى بكلماتها في الهدف تماما 
_ ألا صحيح يا أسمهان هانم هما ولادك الباشا عدنان وآدم ميعرفوش باللي عملناه أنا وإنتي ولا إيه متفهمنيش غلط لا مؤاخذة ولا حاجة أنا بطمن بس عشان مغلطش بالكلام واقول كلمة كدا ولا كدا لو شوفتهم بالصدفة مثلا إنتي عارفة المواضيع دي مفيهاش هزار دي فيها ااااا 
فهمت أسمهان تلميحاتها الخبيثة تهددها بشكل غير مباشر وللأسف هي ضعيفة وعاجزة أمامها هي بالأخص فتلك الأسرار لو خرجت للعلن لن تتسبب في خسارتها لأبنائها فقط بل ستنهيها هي تماما ! 
صاحت بها تمنعها من استكمال كلامها وتقول منفعلة باقتضاب 
_ خلاص عايزاهم ليه ! 
ردت الأخرى بابتسامة انتصار وثقة 
_ أصل الولا سيد اتمسك في حتتين حشېش بعيد عنك ولازمله كفالة عشان يخرج وأنا مقدرش استغنى عنه إنتي عارفة بقى ياست الكل
أسمهان ساخرة بغيظ 
_ وهي الكفالة ب ألف جنية برضوا !!
ضحكت وردت بنبرة مستفزة 
_ الباقي لزوم الإجراءات بقى و 
قاطعتها للمرة الثانية بقرف وخنق هاتفة 
_ طيب طيب روحي إنتي وأنا هبقى ابعتلك الفلوس بكرا الصبح
_ لا مهو مش هينفع لازم دلوقتي عشان اعرف أخرجه يا هانم
ضغطت أسمهان على كفها بقوة وصرت على أسنانها في غيظ ثم ابتعدت وقادت خطواتها إلى مكتب عدنان وبعد ثلاث دقائق خرجت وهي تمسك بيدها ظرف أبيض ممتلئ بالنقود ثم وضعته بيد السيدة پغضب وقالت منذرة 
_ خدي ومتورنيش وشك تاني فاهمة ولا لا
فتحت الظرف وحدقت بالنقود في عيون لامعة بالجشع ثم رفعت نظرها لأسمهان وقالت بابتسامة مستنكرة 
_ تصبحي على خير يا هانم
تابعتها أسمهان بعيناها حتى رأتها غادرت المنزل بأكمله فاغلقت الباب وهتفت متأففة بخنق وعصبية 
_ كانت نقصاكي إنتي كمان دلوقتي !!
عودة إلى روما 
كامنة فوق فراشها
وترفع كفها الأيسر أمام عيناها وبأنامل كفها الأيمن تعبث بخاتم زواجها حول بنصرها تتأمله بملامح جامدة حتى شردت فجأة بذهنها تتذكر ليلة نكاحهم لم تبتسم
 

تم نسخ الرابط