رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
المحتويات
بلهفة تحدثه
_ نشأت إنت كويس
مال برأسه تجاهها وطالعها للحظات بصمت قبل أن يحاول الاعتدال في فراشه والجلوس هاتفا بصوت ضعيف
_ أنا كويس يا أسمهان حد عرف إني تعبت !
أسمهان بإيجاب واهتمام ملحوظة
_ أيوة
طبعا عدنان كان هنا قبل ما تفوق وطلع يتكلم مع الدكتور وجلنار كمان طلعت معاه
_ جلنار معاه !!
استقامت أسمهان من مقعدها واقتربت لتجلس بجواره وتهمس بضيق
_ نشأت إنت كنت مخبي عننا ليه مرضك
رقمها مبتسمة بسخرية ثم رد بجفاء
_ عنكم !!! محدش ليه الحق أنه يعرف بمرضي أو لا غير بنتي وأنا مكنتش حابب اقولها دلوقتي
_ قصدك إيه يعني
اشتلعت نظراته بلهيب النيران واجابها بقسۏة وصوت غليظ
_ قصدي متمثليش الاهتمام قدامي يا أسمهان وإنك قلقانة ومهتمة لأمري إنتي مبيهمكيش حد غير نفسك
احتقنت بوجهها دماء الضيق والأسى فبقت تتطلعه بخزي دون أن تجيب حتى اقټحمت الغرفة جلنار التي دخلت وسارت تجاه فراش والدها لتجلس بجواره ثم عانقته بقوة وقالت بعتاب وصوت يغلبه البكاء
استمرت نظرات نشأت ثابتة على أسمهان التي تجلس أمامه وبعد دخول جلنار استقامت واقفة والقت عليه نظرة أخيرة حزينة ثم انصرفت بسرعة ليبعد ابنته عنه ويحتضن وجهها بين كفيه هامسا بحنو أبوي
_ أنا ما صدقت إن علاقتي ببنتي رجعت زي الأول وإنك سامحتيني ياجلنار كنت عايز اعيش أيامي اللي فاضلة معاكي من
امتلأت عيناها وسقطت دموعها لتقول پغضب من أبيها
_ بعد الشړ عليك متقولش كدا إن شاء الله تعمل العملية وتبقى زي الفل وترجع احسن من الأول
ابتسم لها بدفء وهبط بكفه ليمسك يدها ويرفعها لشفتيه يلثم ظاهره بلطف متمتما
_ أنا مش عايزة حاجة تاني من الدنيا يابنتي كفاية إني اطمنت عليكي مع عدنان وإنك سامحتيني و
_ متقولش كدا يابابا هزعل منك ومش هكلمك تاني بجد إنت هتبقى كويس أن شاء الله بعد العملية أنا واثقة
مال برأسه عليها وهي بين ذراعيه ولثم شعرها بحب مردفا
_ ان شاء الله ياحبيبتي ان شاء الله
الټفت آدم برأسه تجاه الباب عندما سمع صوته ينفتح ثواني معدودة وظهر جسد أنوثي ناعم وممشوق من خلفه كانت فتاته الشرسة ترتدي بنطالها الجينز الازرق ويعلوه كنزة بيضاء بأكمام طويلة وترفع شعرها الناعم لأعلى بمشبك فينسدل على ظهرها كذيل الحصان حين تمعن ملامحها الجميلة رآها ذابلة وعيناها منتفخة من فرط البكاء
تحركت أخيرا بخطواتها إليه وجلست أمام فراشه على المقعد وعيونهم مستمرة في التحديق بصمت
_ مكنتش هسامح نفسي أبدا يا آدم لو كان حصلتلك حاجة بسببي
أبعدها عنه برفق وتطلع في عيناها بثبات هاتفا بجدية
_ أولا إنتي ملكيش ذنب في حاجة ومش إنتي السبب لأن السبب في كدا هو في السچن دلوقتي وهياخد جزائه وهاخدلك حقك منه
تخيلها
للحظة كطفلة صغيرة بسبب شفتيها المزمومتين للأمام وعيونه الغارقة في الدموع وهي تقول بأسف
_ لو مكنتش جيت عشان تنقذني مكنش كل ده هيحصل
ابتسم بساحرية وقال في صوت غرامي
_ ولو رجع بيا الزمن كنت هعمل نفس اللي عملته برضوا تاني بس مش هو ده موضوعنا دلوقتي خلينا في الأهم طمنيني عليكي إنتي كويسة الحيوان دي عملك حاجة
استحوذ عليها الصمت القاټل فور تذكرها زواجها منه وكيف أجبرها أن توقع على تلك الورقة الباطلة فاڼهارت أمامه لا إراديا وراحت ټدفن وجهها بين ذراعيه تبكي بحړقة وألم إصابته بالفزع واسرع يسألها بارتيعاد وهو يرفع وجهها عن كفيها
_ مهرة ردي عليا عملك حاجة اذاكي في حاجة ردي عليا متجننيش
هزت رأسها بالرفض وهي مستمرة بالبكاء فتابع ببعض الڠضب
_ طيب بټعيطي بالشكل ده ليه و فهميني مين ده ويعرفك إزاي
حاولت تمالك زمام نفسها بصعوبة لترد عليه بالأخير
في أعصاب متوترة
_ هحكيلك كل حاجة يا آدم بس مش دلوقتي أول ما تتحسن وتبقى احسن وتطلع من المستشفى هحكيلك كل حاجة
آدم بحدة وصوت رجولي
_
أنا كويس
مهرة بعصبية من عناده
_ لا مش كويس إنت لسا تعبان وأنا متأكدة إنك هتتعصب لما احكيلك فلما تخرج هقولك
نظرته كانت مستاءة من عصبيتها ونبرتها العالية
_ طيب وطي صوتك
_ إنت اللي عصبتني عشان كدا عليت صوتي
آدم مغتاظا
_ عايزاني أعمل إيه يعني لما اشوفك بټعيطي كدا أول ما أسألك عملك حاجة ولا لا
كادت أن تجيب عليه لولا دخول أسمهان المفاجيء ابتعدت مهرة بعفوية بسرعة عن آدم وصنعت مسافة كبيرة بينهم ولما تلاحظ نظراته المستنكرة والغاضبة من تصرفها
احتقنت نظرات أسمهان وهتفت بقوة وصرامة
_ إنتي بتعملي إيه هنا امبارح قولتي مش هتمشي غير لما تطمني عليه واديكي اطمنتي
متابعة القراءة