رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
المحتويات
حاجة وللأسف اخدتها بذنب أبوها وظلمتها معايا بس أدركت بعدين إننا الضحېة وسط قذارتكم والحمدلله إني فوقت قبل ما اخسرها وربنا كشفلي حقيقة فريدة عشان
لحظتها بس عيني تفتح وتشوف كل حاجة بوضوح تشوف حقيقة أمي اللي خانت بابا طول حياته وبسبب ڠضبي خلتني اخد الخطوة دي واظلم جلنار وهي ملهاش ذنب في قذراتكم شوفت حقيقة الست اللي حبيتها وامنتها على اسمي وعيلتي وكنت مستعد أمنها على ولادي كمان عشان اعرف أن هي كمان كانت پتخوني
توقف عن الكلام وهو يخفي ابتسامته المنكسرة ويقول في الأخير بقسۏة وقوة باتت تظهر مزيفة
انهى عباراته واستدار
مسرعا ليندفع لخارج المنزل بينما آدم فالقى آدم غاضبة ومخزية على أمه قبل أن يتركها ويهرول خلف أخيه صائحا
لحق به قبل أن يستقر بسيارته وقبض على ذراعه هاتفا بقوة
_ عدنان استني
الټفت عدنان برأسه لأخيه وقال بصوت مكتوم ووجه منطفيء
_ مش وقته يا آدم محتاج اقعد وحدي شوية
ترك ذراعه ببطء وأسى على أخيه حين رأى دموعه في عيناه ولم يضغط عليه أكثر بل تركه يستقل بسيارته ويرحل ليظل هو مكانه واقفا لدقائق قبل أن يتجه هو الآخر لسيارته ويغادر !
فتحت سهيلة الباب بهدوء تام ودخلت ثم اغلقته لتقف مكانها للحظة تتطلع بصديقتها الكامنة في فراشها وعيناها منتفخة من أثر البكاء تجلس ضامة ركبتيها لصدرها ودموعها تنهمر بصمت
تنهدت سهيلة الصعداء بحزن وإشفاق لتتقدم من فراش مهرة وتجلس بجوارها على حافته ثم ترفع كفها وتملس فوق كتفها برفق متمتمة
مهرة بصوت مبحوح من فرط البكاء
_ مقدرتش ياسهيلة خاېفة احكيله كل حاجة تتعقد أكتر
دققت سهيلة نظرها على صديقتها وسألتها بترقب
_ طيب إنتي مش كنتي عايزاه يبعد عنك واهي جات الفرصة وحدها وهيبعد عنك زعلانة ليه !
رمقتها مهرة بدهشة وقالت رافضة بضيق وانكسار
_ مش بالطريقة دي ياسهيلة أنا كنت عايزة ابعده مش اخليه يكرهني ويشوفني بالصورة البشعة دي
اڼهارت باكية وقالت بصوت مرتجف
_ مش هقدر خاېفة اقوله خاېفة من ردة فعله
سهيلة ببعض الحزم هتفت
_ خاېفة من إيه يا مهرة إنتي ملكيش ذنب كل غلطك إنك وثقتي في الحيوان اللي اسمه عامر ده لكن إنتي معملتيش حاجة غلط تخليكي تخافي تحكيله عنها
طالت نظرات مهرة إلى سهيلة بصمت ودموعها تنهمر بصمت فوق وجنتيها فتلين نظرات الأخرى من جديد وتضمها لصدرها في
حنو هامسة بأسى
لم تجيب عليها بل فقط استمعت إلى صوت بكائها الحاد وهي تنتفض بين ذراعيها نفضا وتهتف من وسط بكائها بصوت موجوع
_ بحبه أوي يا سهيلة بس مش هينفع نكون مع بعض تيتا لا يمكن توافق وهي عندها حق احنا مختلفين ومش هنعرف نعيش بسعادة ومرتاحين
نظرت سهيلة بخفوت وصوت رزين كله لطف
_ احيانا بنكون محتاجين الاختلاف ده عشان نعرف نعيش يامهرة
وسط حديثهم منذ بدايته حتى آخر جملة تفوهت بها سهيلة كانت فوزية بالخارج تستمع لهم من خلف الباب وهي عابسة بيأس وضيق على حفيدتها وعزيزتها التي تذبل يوما بعد يوم بسبب قلبها العاشق !!
بمنزل الخالة انتصار
تجلس جلنار بالصالون فوق الأريكة العريضة عابسة وتتأمل الفراغ أمامها بشرود حتى رأت انتصار تقترب منها وهي تحمل فوق يديها كوبين من القهوة ابتسمت لها بحنو وهبت واقفة لتسرع إليها وتحملهم عنها هاتفة بعتاب لطيف
_ ليه بس يادادا تعبتي نفسك أنا جيتلك عشان وحشتيني
واشوفك وافضفض معاكي شوية مش اتعبك !
انتصار باسمة بحب
_ وهو فين التعب بس ده يدوب فنجانين قهوة ولا إنتي موحشتكيش القهوة بتاعتي
جلنار ضاحكة بمداعبة
_ لا إزاي دي وحشتني أوي ربنا يخليكي ليا يادادا
ملست انتصار على ذراع جلنار بدفء متمتمة
_ ويخليكي ليا ياحبيبتي ده إنتي بنت الغالية وبنتي اللي مجبتهاش بطني
ابتسمت لها جلنار بحب وادمعت عيناها فور ذكرها لأمها لتقترب وتعانق انتصار بقوة هامسة في صوت باكي
_ وحشتني أوي
يادادا
انتصار بحزن شديد
_ وأنا كمان وحشتني ربنا يرحمها ياحبيبتي
اڼهارت جلنار بالبكاء فجأة وأصبح صوت نحيبها مرتفع فابعدتها انتصار عنها بهلع وهتفت بقلق
_ مالك ياجلنار بټعيطي كدا ليه يابنتي !
لم تجيب واستمرت بالبكاء القوي فجذبتها انتصار من يدها واجلستها فوق الأريكة وجلست بجوارها هاتفة في جدية وخوف
_ طمنيني يابنتي متقلقنيش إيه اللي حصل !
رمقتها جلنار بعينان عاجزة وقالت في
متابعة القراءة