رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
المحتويات
عيناها بقوة بعدما داهمها الدوار فجأة وتسارعت أنفاسها ونبضات قلبها بشكل مريب أثار القلق في نفسه علق نظره عليها يتابع تغيراتها المفاجئة وحدة أنفاسها تزداد وبدأت تجد صعوبة في التقاطها فور رؤيته لها على هذا الوضع
هب من مقعده ووقف أمامها منحنيا بجزعة للأمام ويقول بأعين قلقة
لم تجيبه فقط فتحت عيناها وهي تطالعه بأعين ضعيفة وتحاول تهدئة أنفاسها المتسارعة تملك منه الزعر وصاح مناديا على أحد من طاقم العمل بالطائرة الذي جاء فورا مسرعا وسمع عدنان يهتف دون أن ينظر له فقط منشغل بزوجته
_ هات مايه بسرعة
امتثل لطلبه فورا بينما هو فهتف بأعين تحمل القلق الملحوظ ويحتضن وجهها بين كفيه
ثم أخذ شهيقا طويل وأخرجه زفيرا متهملا حتى تفعل مثله ففعلت هي بصعوبة وسط نبضاتها العڼيفة لحظات معدودة بالضبط ووصل الماء التقط الكأس منه وأعطاه لها هامسا باهتمام
_ خدي اشربي
جذبت الكأس منه بيد مرتعشة ورفعته إلى شفتيها تشرب بتمهل وهو يساعدها في إمساك الكوب
مد أنامله يبعد خصلات شعرها عن عينيها بلطف حتى لا تزعجها ويتابعها بعيناه المترقبة حتى انزلت الكأس من فمها وقد ظهر على ملامحها هدوء أنفاسها قليلا سألها بخفوت مهتم وقلق ممسكا بكفها
_ هااا احسن دلوقتي
هزت رأسها بالإيجاب في أعين ضعيفة وقسمات وجه بريئة تسرق القلب تنهد بارتياح واستطرد بحزم يوبخها في عڼف بسيط وبإبهامه يملس على ظهر كفها الذي يحتضنه بين قبضته كأن نبرته وقمساته الغليظة تقسو ولمساته تحنو !
جلنار بخفوت رقيق
_ أيوة
عدنان باستياء من إهمالها
_ الإهمال ده ميتكررش تاني ياجلنار المفروض إنك عارفة أن إنتي مش بتستحملي الارتفاع والطيارة وعندك رهاب منها وبتجيلك النوبات دي يبقى مش محتاجة حد يفكرك أو يقولك خدي المهدئ
اقتربت هنا من أمها ووقفت بجوار مقعدها تقول بنظرة مرتعدة ونبرة طفولية حزينة بعدما تابعت بعيناها حالة والدتها المريبة وزعر والدها وهو يحاول تهدئتها
نظرت لها بعين كلها دفء وحب ثم انحنت بجزعة من على مقعدها وحملتها على قدميها تلثم وجنتها بحنو متمتمة بابتسامة ساحرة
_ أنا كويسة ياروح مامي مټخافيش
ابتسمت لها هنا بارتياح بسيط ظهر على ملامحها الصغيرة بينما هو فظل نظره معلقا عليها يتفحصها بنظراته جيدا كأنه يتأكد من انتظام أنفاسها وعودتها لطبيعتها وبعد ثواني من التحديق بها وهي منشغلة بالحديث مع ابنته ومداعبتها انتصب في وقفته ووجد نفسها بتلقائية ينحني على رأسها ويطبع قبلة على شعرها بلطف ثم يبتعد عنهم ويتجه نحو حمام الطائرة رفعت هي رأسها عن ابنتها بدهشة بعدما أحست بقبلته والتفتت برأسها للخلف إليها تتابعه بنظراتها المتعجبة وهو يتجه نحو الحمام فزمت شفتيها بحيرة ولم تشغل عقلها بالتفكير كثيرا حيث سرعان ما عادت بنظرها إلى ابنتها تستكمل حديثها المرح معها !
لن تترك أرث إمبراطورية الشافعي لابنة الخادمة أو لابنة ذلك الحقېر نشأت لقد صبرت وتحملت فريدة لسبع سنوات بل وتظاهرت بالود والحب معها فقط حتى لا تخسر ابنها لكن الآن هي على يقين أنها إن لم تتخلص من الأفاعي المحيطة به فبالتأكيد ستخسره بالفعل !
ستخلصه من جشع تلك الفقيرة فريدة وكذلك مكر ابنة الرازي ومن ثم ستزوجه هي من امرأة يستحقها تكون له خير الزوجة والأم وكذلك امرأة تليق بمركز عائلتهم الكبيرة ومركزه !
انتشلها من شرودها صوت توقف سيارة بالاسفل فهبت واقفة واقتربت من النافذة تنظر منها وإذا بها تجد فريدة تخرج من الباب الخلفي للسيارة وهي ترتدي نظارة شمس وملابسها الفخمة وتتجه نحو الداخل فابتسمت أسمهان بمكر وهي تهمس
_ كان لازم تاخدي حذرك الأول قبل ما تعرفي بتلعبي مع مين يابنت الخدامة استحملت قرفك كتير عشان ابني بس لغاية هنا وكفاية جهزي نفسك عشان الأيام الجاية دي آخر أيامك في العز وبعدين هترجعي للشارع والژبالة اللي جيتي منها
ثم دخلت إلى الداخل مجددا والتقطتت هاتفها تحاول اجراء اتصال بابنها المختفى منذ أيام وبعدما أتاها نفس الصوت الذي يخبرها بكل مرة أن الهاتف مغلق تأففت بقوة وصاحت في سخط امتزج بالقلق
_ روحت فين بس ياعدنان ! ياخوفي لتكون لقيت اللي ما تتسمى بنت نشأت !
وصلت زينة إلى منزل خالتها بعدما طلبت منها أن تمر عليها وهي ذاهبة للمنزل لبت طلب خالتها على مضض حينما توقعت نوع الحديث الذي تريد مشاركتها فيه فهي منذ أيام تحاول التعافي من مشاعرها الوهمية وليست في حالة تسمح لها بالانخراط مجددا في أوهامها أو مجرد لمعة أمل بسيطة تدفعها إليها خالتها بكلماتها التي لا فائدة منها
خرجت
أسمهان
متابعة القراءة