رواية اهابه بقلم عزيزة عباس (كاملة)
المحتويات
عمل الدي ان ايه فقد ارشي سعيد احدى الخادمات بقصر مصعب لكي ياتي بخصلة من شعر كل من ديمة ولورا وقد أظهرت نتيجة التحليل ان ديمة هي ابنة حازم
امتى هيطلع الحكم و اخد حفيدتي يا أستاذ سامح قالها سعيد للمحامي الجالس امامه
الاسبوع الجاي حضرتك والحمد لله ان الانسة ديمة ما تمتش ال 21 سنة و الا كان هيكون صعب ناخدها خصوصا لو هي رفضت انما دلوقتي حضرتك تقدر تاخدها بحكم المحكمة لان هي لسه ما عدتش السن القانوني كان ذلك رد المحامي
حلو أوي أحنا كدا قربنا
صباحا
كانوا يودعون ليث في حديقة القصر فقد صافحه مصعب ومهاب وياسين ثم توجهوا الي عملهم و واقفت ماسة وبجوراها لورا وديمة التي تنظر في كل مكان عدا عيناه الثاقبتان اللذان
خلي بالك من نفسك يا ليث يا وداخلت إلي داخل القصر لورا أخيها بحب أخوي وهي تقول
مع السلامة يا آبيه وسلم لي علي قصي وفهد وآدم
الله يسلمك يا لورا
أطلعي أوضتك وأفتحي الدولاب هتلاقي حاجة سبتهلك وعايز لما أرجع الوضع اللي بنا يتغير فاهمني
عن أى فهم يتحدث فأنا لم أعد أفهم شيء لم أعد أفهم نفسي ولكني خائڤة لا أعرف السبب أبعدها ونظر إليها نظرة أخيرة لتقول هي في خلدهاأخافك ليثي ذهب هو الي سيارته وأستقالها وألقي نظرة اليها أخيرة ثم ذهب الي وجهته
قلبي أصبح لديك والمفتاح أيضا ليس من الآن فقط ولكن من يوم أن نطقتي حروف أسمي لأول مرة أنت لي فقط أعشقك بكل ثنايا قلبي
أمضاء مچنون عشقك ليث
البارت التاسع
بعد مرور أسبوع من الأحداث التي غيرت كثيرا في بعض الأبطال فكانت ديمة من يوم ذهب ليث الي المعسكر وهي تشعر بحالة غريبة تشعر بتخبط في داخلها كانت الأسئلة تكمن فى عقلها فهل سوف تنجح ي عجالة وخرجت من غرفتها بخطآ سريعة لينتهي بها الحال وهي تقف في منتصف الدرج وتستمع الي شىء لم تتوقع حدوثه
واقفوا الجميع مشدوهون ممن تفواه بيه ذلك الضابط ليقول ياسين پغضب وأندفاع
أنت مچنون!!!! أنت مش عارف بتكلم مين ولا إيه تقبض علي مين
تقبض علي مين حضرتك!! أنت عارف واقف قصاد مين
في حين خطت ماسة الي مصعب لتستقر والهلع والذعر باديان علي محياها ونفس الحل عند لورا التي والدها الاخر
أما الذعر والهلع الأكبر فكانا من نصيب ديمة التي فاض الدمع من عينيها كخيوط المطر في ليلة شتاء قارصة لتهبط باقي الدرج ركضا وتستقر مصعب وهي تقول پبكاء متهدج
تقبضوا علي بابا مصعب ليه حرام عليكم هو معملش حاجة
قال سعيد وهو
تعالي يا ديمة تعالي يا حبيبتي
البنت كبرت معانا وصعب في يوم وليلة كدا تجي تأخدها خليها عايش معانا وأنا هجبهلك كل كام يوم تقعد معاك شوية
رد سعيد وهو يضحك بسخرية
لا كتر خيرك والله ثم أستطرد بأستهجان
مفيش داعي للكلام ده دلوقتي الموضوع ده من عشرين سنة وأبنك وبنت عمي عند ربنا هو بقي اللي هيحاسبهم ده مش موضوعنا
في نفس الحين تواري ياسين بعيدا وأجري أتصال بفياض وأعلمه بما يحدث وأتاه الرد أنه سوف يحضر في خلال دقيقة
أنا مفيش أي أخطار واصلني من المحكمة بالقضية دي قالها
مصعب موجه حديثه الي الضابط الماثل أمامه
رد الضابط بفظاظة وحدة
أنا معرفش الكلام ده أنا معايا أمر ولازم أنفذه
أصبحت تتدفق في وجوه الجميع پغضب فكيف لذلك الضابط أن يتحدث هكذا
في حين دخل فياض وهو يقول بحدة وصارمة
وأنا بقولك خد القوة اللي معاك دي في خلال ثانية ملاقكش قصادي والا ردي مش هيعجبك
بهتت ملامح الضابط وهو يقول بصوت مهزوز
فياض باشا!!!! حاضر يا باشا تحت أمرك بس أمر النيابة أعمل فيه إيه!
رد فياض بنفس الصارمة
أحنا هنخلص كل حاجة ودي روح أنت وأنا هتصرف
أمرك يا باشا قالها الضابط وأمر العساكر بتتابعه في الأنصراف
أنت ازاي معرفتش حاجة عن القضية دي يا مصعب مش انت كنت مراقب تصرفات سعيد منصور قالها فياض بخفوت بعد أن دن من مصعب
رد مصعب بغيظ
مش عارف يا فياض أنا أنشغلت بمشكلة ياسين
قال الآخر
بهتت ملامح مصعب ليرد بتوجس
لا يا فياض أستحالة
ربت فياض علي كتفه وهو يقول
ماشي خلينا نتفاوض معاه ونشوف حل
لم يخفي حديث مصعب وفياض عن مسامع ديمة التي أيقنت من ملامح ذلك المدعو معاه لا محال له فقررت أن تنهي الموضوع وان لا تضع مصعب في المشاكل أكثر ولكنها تمهلت في الحديث حتي تري ذلك الحديث الذي دار بين مصعب وفياض وسعيد
جلسوا يتحاورون فى تلك المعضلة ولكن كل المحاولات باءت بالفشل فكان سعيد مصر على اخذ حفيدته لكي تعيش في كنفه
انا هاجي معاك بس بشرط متاذيش بابا مصعب و تتنازل عن قضية التزوير اللي انت رافعها عليه كانت تلك جملة ديمة التي دخلت بخطآ ثابتة يعكس ما بداخلها من حزن يتقطع له نياط القلب تتمسك بتلك القلادة الذي جلبها لها ليث وكانها تستمد منها القوة
اتسعت أعين الجميع بدهشة وقام مصعب و دنا منها
وهو يقول بتوجس
لا يا ديمة مش هتروحي ردت بحزن وتألم
لا يا بابا انا هاروح ثم دنت منه واستطردت بخفوت
فاضل كام شهر واكمل 21 سنه وساعتها ماحدش هيقدر يكون ليه حكم عليا خليني اروح الكام شهر دول ووعد مني هارجع اول لما اكمل السن القانوني
لم تروق له الفكرة ولكن الاصرار الذي شاهده في عينيها الجم الكلمات بداخله
في حين ماسة وتابعتها لورا والدمع يجري على وجنتي الجميع دون التوقف في مشهد احزن الجميع حتى امجد الجالس يتطلع اليهم وهو يرى ذلك الحب الاسرى وكان ديمة ابنتهم ومن نفس الډم الذي يسري في اوصلهم
رد حضرتك ايه على كلامي قالتها ديمة وهي تنظر الى سعيد وعلى محياها يرتسم الجمود والثبات يعكس ما بداخلها وهي تضمر ذلك الاحساس بالاسى والتالم
رد سعيد قائلا بتروي
انا ممكن ردى يكون انك هتيجي معي بمزاجك او ڠصب عنك بس انا مش عايز كده انا عايزك تيجي بمزاجك وانا موافق انى أتنازل عشان خاطر هم راعوك و عملوك كأنك بنتهم
قالت بمضض
انا هطلع احضر شنطتي ثم استدارت متجهة الى الدرج دون النظر الى احد حتى لا تضعف مشت بتخبط وهي تكتم تلك الحشرجات التي تطبق على اوداجها فتشعرها بالاختناق وغصة مؤلمة تكبت حلقها
تتطلعوا الى اختفائها الجميع في حين قال مصعب بعد ان استشاط ڠضب
انا مش عارف هتستفيد ايه لما تاخدها انت مش شايف مدى الحزن اللي البنت فيه
رد سعيد ببرود
هتبقى كويسة في بيت جدها مش هتفضل عالة على حد
ساد جو من التوتر بين الجميع ولكن صمت الجميع عند تطلعهم الي الدرج ليجدوا ديمة ومازالت ممسكة بذلك القلب المتدلي من تلك القلادة وبجوارها أحدي الخدمات تحمل حقيبتها
دن أمجد والتقط الحقيبة وخرج بعد أن تحدث الي جده ليخرج هو الاخر لكي يعطيان المساحة لديمة في توديع عائلة مصعب تلك العائلة التي أعطتها بدون مقابل أعطتها الحنان والدفىء والحب
أنا مش عارف وافقتك أزاي!! بس أنا واثق في كل قراراتك بس خليك عارفة اني انا سندك وضهرك في أي وقت ده بيتك ومفتوح ليك دايما لو حد فيهم فكر يآذيك تتصلي عليا وانا هجي أخدك علي طول فاهمة كانت تلك توصيات مصعب الذي القها علي مسامع ديمة
ولم تخلو تلك التوصيات من
خرجت من القصر وهي تجر ألمها وأحزانها ويتمها نعم فهي ولأول مرة تشعر باليتم لأول مرة بعد أن تركت عائلتها أن تشعر باليتم وصلت الي السيارة لتجد سعيد مستقلا إياها وأمجد يقف ينتظرها وقد حانت منه إبتسامة وهو يعتدل ويفتح لها باب السيارة أستقلت السيارة دون نطق أي كلمة فقط دموعها تنساب وتمسحها بكفيها من الحين الي الآخر
أنزلي يا ديمة
يا حبيبتي واصلنا كانت تلك جملة جدها الذي ترجل من السيارة قالها ليحثها علي النزول
ماذا!!!!واصلنا!!!!! أكان الطريق قصيرا لهذا الحد ام أنها كانت غارقة في أحزانها و وحدتها ترجلت من السيارة بتردد وارتباك وتقدموا جميعا الي داخل القصر
أعرفك يا شريف ديمة بنت أخوك حازم الله يرحمه قالها سعيد وهو تلوح علي محياه السعادة والفرح
تقدم منها بسعادة مصتنعة قائلا بترحيب
نورتي بيتك يا بنت أخوية
أكتفت ديمة بالأيماء مع إبتسامة شاحبة
قال سعيد بنظرة ذات معني موجه الي منيرة
إيه يا منيرة مش هتسلمي علي بنت أبني ديمة
لا أزاي طبعا هسلم تعالي يا ديمة مرات عمك قالتها وتمثل الود والترحيب بعكس ما يكمن بداخلها من ضغينة وبغضاء
شعرت ديمة بالغربة والوحدة وقالت بصوت مجهد
أنا تعبانة ومحتاجة ارتاح
رد سعيد بحنان
ماشي يا حبيبتي أنا جهزتك أوضة يارب تعجبك ثم هتف علي الخادمة التي أتت مهرولا تلبي طلب رب عملها لتقول بأحترام
أمرك يا سي سعيد
أستطرد سعيد بأمر
خدي ديمة وصليها أوضتها
رد الخادمة
حاضر يا سي سعيد ثم استرسلت وهي تتطلع الي ديمة وتقول بأحترام
أتفضلي يا ست ديمة
تقدمت معها وهي تحث قدميها علي المشي تكبت ذلك الاحساس الذي ېصرخ بداخلها ويقول أركضي وأهربي من هذا المكان فأنت لا تنتمى اليه
صعدت مع الخادمة لينتهي بها الحال داخل غرفة واسعة بالديكوار التركي المتناسق ولكنها شعرت بالغربة وعدم الراحة أخذتها عينيها في جولة تنظر الي أثاث تلك الغرفة الخاوية من الدفء والحنان والجو الأسرى التي كانت تحسه مع عائلتها نعم هي لا تقبل بأي أحدا آخر إلا العائلة التي تربت في كنفها خرجت الخادمة ويبدو
متابعة القراءة