رواية مزرعة الدموع بقلم مني سلامة (كاملة)
المحتويات
مكتبه لبحث تفاصيل القضية .. فقال المحامى مطمئنا اياها
متقلقيش يا مدام ياسمين .. أحسن حاجة عملتيها هو التقرير الطبي والمحضر اللى اتعمل فى نفس اليوم اللى حصلت فيه واقعة الضړب
قالت ياسمين والأمل يدب فى أوصالها
يعني يا أستاذ شوقى القاضى هيحكملى بالخلع
أيوة ان شاء الله أنا متفائل ده طلاق للضرر ولإستحالة العشرة بينهم
ربا يباركلك ويجزيك عنا خير
ثم أردف المحامى قالا
لازم تعرفى يا مدام ياسمين انك هتتنازلى عن جميع حقوقك المالية والشرعية وهي مؤخر الصداق ونفقة العدة ونفقة المتعة إضافة إلى ردك مقدم الصداق اللى أخذتيه من الزوج
أسرعت ياسمين قائله
مفيش أى مشكلة هتنازله على كل حاجة المهم أطلق منه
ان شاء الله .. بس ممكن أعرف هو الموضوع ده هياخد وقت أد ايه
على حسب القاضى اللى هيحكم وعلى حسب القضية نفسها بس متخفيش ان شاء الله تخلص من أول جلسه
يارب ان شاء الله
خرجت باسمين بعدما طمأنها المحامى بأن القانون والشرع فى صفها ان شاء الله
نطق عمر بهذه العبارة ووجها لوالديه وهم يجلسون معا فى حديقة الفيلا يحتسون أقداحا من الشاي .. قالت والدته
خير حصل حاجه تانى يا عمر .. مش خلاص مشكلة المحصول انتهت
أيوة انتهت الحمد لله .. بس بصراحه حابب أغير جو حاسس انى مخڼوق شوية .. ومحتاج فترة نقاهه
موضوع نانسي برده
لا يا أمي أنا خلاص شلتها من تفكيري تماما .. بس محتاج فعلا أعد فترة فى المزرعة .. انتى عارفه انى برتاح جدا هناك .. ده أكتر مكان بحس فيه بالراحة والسکينة
سأله والده قائلا
وشغلك اللى هنا
البركة فى حضرتك وفى كرم وباقى أعضاء مجلس الادارة وكمان أنا هتابع الشركة من هناك بإستمرار
قالت كريمة بقلق
طيب ودراعك
رفع عمر ذراعه الموضوع فى الجبيره قائلا
ماله دراعي لسه معاد فك الجبس مجاش وعامة فى دكاترة هناك كويسين جدا
خلاص ماشي بس ابقى طمنا عليك بإستمرار
ابتسم قائلا
أكيد طبعا .. وانتوا لو حبيتوا تغيروا جو أنا مستنيكوا
قالت كريمة بمرح
خلاص وأنا فى انتظارك
هكلملك عويس يخلى صفية تنضف البيت عشان متروحش تلاقيه مترب زى المرة اللي فاتت
رن جرس هاتف عمر فرد قائلا
ألو .. ازيك يا أيمن
تمام الحمد لله ازيك انت يا عمر
بخير الحمد لله
بص بأه أنا بتصل بيك عشان أعزمك على فرحي لاننا خلاص حددنا المعاد
ضحك عمر قائلا
بتهرج .. أخيرا
محسسنى انى كنت قاعد على قلبك
لا مش قصدى .. أنا أقصد ان واحد من شلتنا المنحوسه دى اتفك نحسه وخلاص هيتجوز
آه يا سيدى عقابلك انت و المنحوس التانى كرم ان شاء الله
يدينا ويديك طولة العمر يا أيمن
ليه ناوى تتجوز فى الخمسين ولا ايه
لا أبوس ايدك متكلمنيش دلوقتى فى الجواز أنا مقفول منه أفله طين
بكرة أفرح فيك وانت واقع لشوشتك انت و كرم
ابتسم عمر قائلا
لا أنا مش متفائل زيك .. بس سيبك منى قولى امتى الفرح
حجزنا خلاص القاعة وان شاء الله الفرح بعد عشر أيام
بجد ألف ألف مبروك فرحتيني جدا .. وأنا اللى كنت ناوى أجيلك على المزرعة من بكرة .. خلاص هأجلها ان شاء الله
آه أبوس ايدك أنا لوحدى وملبوخ آخر لبخة ..
شقتك فى المنصورة مش كدة
ايوة وخلاص ظبطت الدنيا هناك باقى بس وضوع الفرح اللى مش عارف فيه
راسي من رجلى
لا تقلقش أنا و كرم معاك ان شاء الله
تسلم يا عمر وده برده العشم .. آه على فكرة كتب الكتاب هيكون كمان 3 أيام ان شاء الله
مش هتكتبوه يوم الفرح
لا هنكتبه بعد 3 أيام يعني قبل الفرح بإسبوع
طيب تمام على خيرة الله .. شوف هتيجي القاهرة امتى عشان ننزل نظبطلك البادله وموضوع المأذون
ان شاء الله بكرة
هكون فى القاهرة
خلاص في انتظارك ان شاء الله
سلام
سلام
ابتسمت والدة عمر قائله
أيمن خلاص هيتجوز
أيوة كتب كتابه بعد 3 أيام وفرحه كمان 10 أيام ان شاء الله
ربنا يتممله على خير الواد ده ابن حلال ويستاهل كل خير
ثم نظرت ل عمر نظره ذات معنى قائله
عقبال اللي فى بالى
تجاهل عمر ما قالت واشاح بوجهه وشرد قليلا .. أخذ يفكر هل من الممكن أن يثق فى فتاة مرة أخرى هل من الممكن أن يسمح لنفسه بأن يقع فريسة لعواطفه مرة أخرى هل من الممكن أن يجد الفتاة التى تراوده فى أحلامه .. لكن ظلت هذه الأسئله فى رأسه بلا اجابه
كانت ياسمين جالسه فى مكتب المحامى مع والدها عندما هتفت قائله
ازاى يعني
قال المحامى
زى ما بقول لحضرتك .. مصطفى طلبك فى بيت الطاعة وطلب من المحكمة انذار للطاعة واتهمك بالنشوز
وقع قلب ياسمين فى قدمها .. وابتلعت ريقها بصعوبة قائله
طيب ودلوقتى ايه اللى هيحصل .. هيرجعونى له ڠصب عنى
ابتسم المحامى قائلا
لا متقلقيش .. الحمد لله انك كنتى أسرع منه بخطوة
يعني ايه
يعني طلب الخلع والطلاق للضرر اللى قدمتيه .. أوقف طلبه ليكي فى بيت الطاعة لأنك بتدعى استحالة العشرة بينكوا فالقاضى وقف القضية التانيه واللى رفعها زوجك لحين البت فى قضيتك انتى .. فهمتيني يا مدام ياسمين
تنهدت ياسمين فى ارتياح قائله
أيوة فهمت حضرتك .. يعني ميقدرش يقدم الطلب ده الا بعد ما القضية اللى أنا رفعاها يتحكم فيها
ابتسم قائلا
بالظبط كده
الحمد لله .. طيب وهنعمل ايه دلوقتى
عايزك تكونى مستعدة للمثول أمام القاضى وتقديم شكواكى .. وخلى بالك ان ممكن مصطفى يتبلى عليكي ويتكلم أى كلام أدام القاضى عشان ينفى اساءته ليكي فعايزك تكونى مستعدة لأى كلام هتسمعيه وتكونى قوية فى الرد على كل اتهاماته
اټهامات زى ايه مثلا
للأسف كتير من الأزواج معدومى الضمير بيلجأوا للكذب عشان القاضى ميحكمش بالخلع ممكن مثلا يتهمك فى عرضك مثلا .. أو انك تعرفى حد تانى وده سبب طلبك للطلاق .. أو ..
قاطعته ياسمين بسرعه
لا ميقدرش
سألها مستفهما
ليه ميقدرش
أطرقت ياسمين برأسها فى خجل قائله
عشان أنا فى حكم المكتوب كتابها
صمت لحظات ثم استوعب ما قالت واتسعت ابتسامته قائلا
كويس أوى كده يبقى مفيش أدامه أى فرصة للكذب أو الادعاء عليكي بإدعاءات باطله
الحمد لله .. بجد طمنتنى يا أستاذ شوقى
أيوة أنا عايزك كدة مطمنة وواثقه من نفسك خاصة وانتى بتتكلمى أدام القاضى .. وكمان عشان أطمنك زيادة جاركوا اللى شاف اللى حصل واللى أنقذك من زوجك
قالت بلهفه
ماله
ان شاء الله وعدنى انه هيشهد معانا فى القضية يعني مفيش فرصة أبدا أدام مصطفى للكذب أو انه يقول انك وقعتى على السلم مثلا وده اللي سبب اصابتك .. لأن معانا شاهد فى القضة
تنفست ياسمين الصعداء مردده
الحمد لله .. اللهم لك الحمد
خرجت هذه المرة من مكتب المحامى وقلبها يقفز فرحا .. أخيرا ستتخلص من ذلك المدعو زوجها .. نظرت الى يدها والتى احتوت دبلة زواجها وأخرجتها وظلت تنظر الى يدها الفارغة والابتسامه تعلو شفتيها ثم وضعت الدبلة فى جيبها وانطلقت عائدة الى بيت والدها .. بيتها ..
جلست ياسمين مع سماح فى غرفة هذه الأخيره .. وقالت ياسمين
شوفتى يا سماح كان عايز يطلبنى فى بيت الطاعة .. يعني مش مكفيه اللي عمله فيا .. لأ وكمان عايزنى أعيش معاه ڠصب عنه
قالت سماح بقرف
أعوذ بالله .. هو فى رجاله كده .. عايزك ازاى تعيشي معاه ڠصب عنك ازاى هيكون بينكوا حياة طبيعية وانتى مش طيقاه
هو مش همه ان يكون فى حياة طبيعية بينا .. هو همه بس انه يذلنى ويجيب مناخيري الأرض
ثم قالت بأسى
أنا مش عارفه أنا عملت فيه ايه عشان يعمل فيا كده .. مشفش منى حاجه وحشه
عانقتها صديقتها قائله
بكرة تخلصى منه خالص وتنسي انه دخل حياتك أصلا
ثم نظرت اليها قائله وهى تبتسم
بس أهم حاجه انك لسه زى ما انتى شكل ده اللي مجننه
ضحكت باسمين قائله
وده اللى مصبرنى ومخليني لسه محتفظه بشوية عقل فى راسى والا كان زمانى اټجننت
صمتت قليلا ثم قالت
فعلا وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم .. تعرفى ان حاډثة العربية هى السبب
قالت سماح بإستغراب
الحاډثة اللى حصلتلك قبل فرحك
أيوة .. لولا الحاډثة كان الفرح تم فى معاده .. عارفه أنا دلوقتى مستشعره قول النبي صلى الله عليه وسلم عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له
فعلا
سبحان الله
وعشان كده أنا حسه انى مطمنه ومش قلقانه وعارفه ان آخرة المشاكل دى كلها أكيد ربنا هيعوضنى .. مش ربنا بيقول وبشر الصابرين أنا مستبشره خير
ابتسمت لها سماح قائله
وأنا كمان مستبشره خير ان شاء الله ..
قالت سماح بجديه
اسمعى بأه مش عايزين نجيب سيرة اللى اسمه مصطفى ده تانى أنا لما بسمع اسمه بيركبنى مليون عفريت
قال لها ياسمين بخبث
طيب واسم أيمن
ابتسمت قائله
أيمن .. هو فى زى أيمن وطيبة أيمن وحنية أيمن وخفة ډم أيمن
ضحكت ياسمين قائله
حيلك حيلك نحن هنا
بجد يا ياسمين أنا حسه ان هو ده الإنسان اللى فعلا أتمنى ان يكون زوج ليا حسه اننا شبه بعض في حاجات كتير
انتى بنت حلال يا سماح وتستاهلى كل خير
ثم أضافت فى حزن
بس أكتر حاجة تعبانى انك هتبعدى عنى مش متخيله انى مش هعرف أشوفك وقت ما أنا عايزه
ودى فعلا الحاجة الوحيده اللي مضايقانى فى سفرى انى هبعد عنك انتى وماما وبابا مش عارفه ازاى هعيش فى بلد غريبة لوحدى
هونت عليها ياسمين قائله
مش لوحدك يا بنتى أيمن معاكى وانتوا الحمد لله متفاهميش وكمان أكيد هتيجى زيارات
أكيد طبعا ان شاء الله
ها قوليلى جهزتى لبسك وكل حاجتك
أيوة كله تمام بابا جابلى فستان جميل أوى معاه وهو جاى استنى أوريهولك
قفزت سماح تخرج الفستان من خزانتها لتريه لصديقتها فى مرح .. كانت ياسمين سعيدة للغاية لرؤية سماح سعيدة وفرحه بهذا الشكل ودعت ربها أن يديم عليها فرحها وهناءها
جاء موعد الزيارة التى تأجلت كثيرا .. نعم زيارة وائل ووالده ووالدته لبيت ريهام وطلب يدها .. صدمت ريهام عندما رأت وائل وتذكرت ملاحقته لها فى الكلية .. كانت جالسه فى صمت تستمع لما يدور حولها من أحاديث وتركز أكثر كلما تحدث وائل تحاول استكشاف شخصيته .. ثم تركوها معه بمفردها وجلسوا فى مكان آخر لا يبعد كثيرا عنهما مثلما فعلوا مع ياسمين
و مصطفى .. ران صمت طويل لم تقطعه هى وانتظرت أن يبدأ بالكلام
متابعة القراءة