رواية مزرعة الدموع بقلم مني سلامة (كاملة)

موقع أيام نيوز

الله تعالى نطلع نتفسح فى أى مكان ونغير جو
هتفت ريهام بفرحه 
بجد يا ياسمين . هيييييييييه 
قالت ياسمين بفرحة 
ايه رأيك كمان أكلم سماح واهى تغير جو معانا هى كمان
ابتسمت ريهام قائله 
طبعا فكرة حلوة جدا كلميها دلوقتى عشان تعمل حسابها
هاتفت ياسمين صديقتها واقترحت عليها الخروج معا يوم الجمعة فقالت لها سماح 
موافقة طبعا أنا كمان مخڼوقة جدا ولسه كنت بقول ل أيمن كدة خلاص هستأذنه وأرد عليكي يا ياسمين
خلاص وأنا منتظرة اتصالك ان شاء الله
بعدما عاد أيمن من العمل التف الإثنان حول طاولة الطاعم وأخبرته سماحبرغبتها فى التنزه مع ياسمين و ريهام قائله 
بصراحة نفسي أخرج يا أيمن أنا على طول محپوسه فى البيت
مسح أيمن
بكفه على شعرها قائلا 
معلش يا حبيبتى عارف انى بسيبك لوحدك كتير
أخذت يده الموضوعه على شعرها وقبلتها قائله 
ربنا يعينك يا حبيبتى أنا عارفه انت بتتعب أد ايه عارف نفسي نخرج سوا بس انت بتكون مشغول حتى يوم الجمعة 
ابتسم لها أيمن قائلا 
أنا أفضى نفسي عشانك يا حبيبتى
هتفت بسعادة قائله 
بجد يا أيمن يعني هنخرج سوا يوم الجمعة 
قلبها قائلا 
طالما حبيبتى عايزه تخرج تتفسح يبقى لازم نفسحها
ما لبثت أن تلاشت ابتسامة سماح قائله 
طب وياسمين يا ربي خاېفه تزعل منى
فكر أيمن قليلا ثم قال 
طيب أنا عندى اقتراح حلو
نظرت اليه سماح بلهفه قائله 
ايه هو 
ايه رأيك نطلع أنا وانتى و ياسمين و ريهام وعم عبد الحميد ونقضى يوم فى راس البر
بجد يا أيمن 
أيوة بجد هيكون يوم حلو وتغيير جو وكمان الفترة دى البلد بتكون فاضية يعني هنكون على راحتنا وانتى تغيري جو وكمان تتفسحى مع صحبتك
قامت سماح معانقه اياه قائله 
انت أحسن زوج فى الدنيا دى كلها
قائلا
وانتى أروع زوجة فى الدنيا دى كلها
صباح الخير يا دكتورة ياسمين 
كانت ياسمين تستعد لبدء عملها عندما دخل دكتور حسن وألقى عليها تلك العبارة التفتت اليه قائله 
صباح الخير يا دكتور حسن 
سألها دكتور حسن وهو يستعد بإرتداء البالطو 
ايه أخبار حالة ال mastitis بتاعة امبارح
كله تمام يا دكتور اديتلها جرعة ال antibiotic بعد ما حضرتك مشيت وان شاء الله همر عليها دلوقتى
توجهت الى باب المكتب لتهم بالخروج عندما استوقفها قائلا 
دكتورة ياسمين 
التفتت اليه قائله 
أيوة يا دكتور
فى طالب هييجى يتدرب عندنا هنا هو ابن لعميل مهم من عملاء المزرعة البشمهندس عمر وصاني عليه هو طالب فى البكالوريوس 
كانت ياسمين تستمع اليه فى اهتمام فأكمل قائلا 
انتى اللى هتتولى تدريبه
قالت بدهشة 
أنا يا دكتور 
ايوة انتى
قالت بإستغراب 
بس يا دكتور أنا نفسي لسه بتدرب 
وعشان كدة عايزك تدربيه شوفى يا دكتورة أحسن طريقة لتثبيت المعلومة لا بكتابتها ولا بحفظها بممارستها كون ان يبقى فى طالب عندك وانتى بتشرحيله كل المعلومات اللى عارفاها عن الحالة اللي أدامك ده يثبت المعلومة أكتر ومش بس كده ده بيديكى ثقه فى نفسك كمان
ابتسمت قائله 
فعلا يا دكتور أيام الكلية مكنتش بعرف أحفظ أسماء ال Nerve وال Muscles إلا وأنا بشرحها لصحابي
ابتسم لها قائلا 
وعشان كده عايزك انتى اللى تدربيه
ابتسمت له قائله 
متشكرة على الثقه دى يا دكتور بعد اذنك
اتفضلى
كانت ياسمين تقوم بعملها عندما أتاها اتصال من سماح أخبرتها صديقتها بفكرة أيمن رحبت ياسمين بالفكرة لأنها لم تكن لتحب ترك والدها فى المزرعة بمفرده اتفقا على السفر بعد صلاة الفجر يوم الجمعة ان شاء الله فى فترة الغداء أتت شيماء لتجلس مع ياسمين على الطاولة استقبلتها ياسمين بالإبتسامه قالت شيماء 
ازيك يا سمسم أخبارك ايه
تمام يا شيماء الحمد لله
فينك بقالك كام يوم مش بشوفك فى فترة الغدا
أهاا الشغل كتير أوى اليومين دول فباكل أى حاجه وأنا بشتغل
هتقوليلى دكتور حسن مبيرحمش نفسه أبدا ولا بيرحم اللى معاه
دافعت ياسمين عنه قائله 
ده لأنه عنده ضمير فى الشغل وفعلا بستفاد منه جدا
انتهت الفتاتان التهام طعامهما وتوجهتا الى الخارج عندها قالت شيماء ل ياسمين 
وأنا أقول مجتش تتغدى ليه

مش عوايدها أتاريها واقفه مع الدون جوان
نظرت ياسمين الى حيث تشير شيماء لتجد مها واقفه تتحدث الى عمر وعلى وجهها ابتسامه كبيرة وتنظر فى عينيه بجرأة حانت من عمر التفاته اتجاه ياسمين فتظاهرت ياسمين بالنظر الى شئ آخر ثم التفتت الى شيماء قائله 
هروح أكمل شغلى
انصرفت الى عملها وهى تتساءل فى نفسها عن طبيعة العلاقة بين عمر و مها
استوقف عمر أثناء انصرافه أحد العمال قائلا 
يا باشمهندس عمر خلاص لقينا غفير كويس وابن حلال وساكن فى البلد دى
سألتوا عنه كويس
أيوة واد غلبان مقطوع من شجره وبيجرى على أكل عيشه
طيب تمام خليه ييجي بكرة لرئيس العمال عشان يبدأ شغل من بكرة ان شاء الله
تنحنح الرجل قليلا وبدا عليه التردد فسأله عمر 
خير فى حاجه 
يعني يا بشمهندس عمر متاخذنيش فى الكلام يعني بس يعني هو فين عويس والجماعه بتوعه 
قال عمر ببرود 
مشى 
أيوة يعني مشى فجأة كدة ومن يوم وليلة ده حتى هدومه وهدوم جماعته لسه فى الأوضة ومقالش لجنس مخلوق
انه هيسيب الشغل
قال عمر بنفاذ صبر 
ده شئ ميخصنيش يلا على شغلك
فى صباح يوم الجمعة وبعد صلاة الفجر استعدت ياسمين و ريهام ووالدهما اتصلت سماح ليخبرها أنها تنتظرهم مع أيمن أمام بوابة المزرعة كانت ياسمين فرحه للغاية وأعدت الكثير من السندوتشات والعصير وريهام أيضا كانت متلهفة على تلك النزهه سبقهما والدهما وحملت الفتاتان حقيبة الطعام وأسرعا الخطى عندها قالت ريهام فجأة 
ايه ده هو المز جاى هو كمان ولا ايه
نظرت ياسمين الى حيث تنظر أختها لتجد عمر وقد أوقف سيارته خلف سيارة أيمن خفق قلبها بشدة وقالت ل ريهام 
أكيد لأ ايه اللى هيجيبه معانا
لأ أنا حاسه انه جاى معانا
عندما وصلت الفتاتان نزلت سماح لترحب بهما وبعد تبادل عبارات المجاملة انطلقت سيارة أيمن و سماح تجلس بجواره أما ياسمين و ريهام ووالدهما يجلسون فى الخلف بعد فترة حانت من ريهام التفاته للخلف ثم مالت على أذن ياسمين قائله 
مش قولتلك المز جاى معانا
نظرت اليها ياسمين فأشارت ريهام الى الخلف التفتت ياسمين لتنظر عبر الزجاج الخلفى للسيارة فتلاقت نظراتها مع نظرات عمر فأسرعت بإعادة رأسها الى الأمام وقلبها يخفق بشدة وهى تتساءل لماذا لم تخبرها سماح بمرافقة عمر لهم وصلوا جميعا الى الشط التهى الرجال الثلاثة معا فى المزاح والضحك ولعب الدومينو أما الفتيات الثلاثة فأخذن يتمشين على الشاطى ويستعدن ذكريات الطفوله والجامعة كانت ياسمين فرحه للغاية وتشعر بأنها خفيفه كالريشه كانت تنظر الى البحر وتملى نظرها بجمال سحره وروعته فى الغداء تناول الجميع السندوتشات التى أعدتها ياسمين و سماح كانت سماح مندمجة فى الحديث مع ريهام فتركتهما ياسمين وتمشت على الشاطئ بلا هدف رآها عمر وهى تنحنى لتلتقط شئ من الأرض ثم تتحسسه بيدها وتنحنى لتلتقط شيئا آخر فى نهاية اليوم كان الجميع فرحا وسعيدا واندمج عبد الحميد مع الشابين جدا وأحبا صحبته أخذ يقص عليهم ذكرياته الى يختزنها فى زوايا عقله كانوا يستمعون له والابتسانه تعلو شفتيهما وصلت ياسمين و ريهام الى سيارة أيمن ووقفوا بجوارها أقبل عمر ووقف على مقربه منهما فى انتظار الباقيين الټفت عمر الى ياسمين فوجدها تمسك شئ بيدها وتعبث به فنظر الى ما تحمله قائلا 
ايه اللى فى ايدك ده 
رفعت ياسمين رأسها تنظر اليه وقد أدهشها سؤاله ظلت صامته للحظات ثم قالت 
أحجار صغيرة
ابتسم ابتسامه جذابه قائلا 
ايوة أنا عارف بس بتعملى بيهم ايه
احتارت ياسمين فيما تقول ساد الصمت برهه ثم قالت 
بحب أجمعهم من على الشط
اتسعت ابتسامة عمر ولمعت عيناه قائلا 
أخيرا لقيت حد يشاركنى هوايتي الغريبة
تصاعدت حمرة الخجل على وجنتيها بسبب نظرته العميقة التى تربكها وابتسامته التى ټخطف الألباب أكمل بنفس الابتسامه 
أنا كمان بحب أجمع الصخور الصغيرة من على الشط بس مش أى صخور بحتفظ باللى تلفت انتباهى بس
لم تبادله ياسمين الإبتسام بل تجاهلت تماما كلامه والنظر اليه حضر الجميع وركبوا وانطلوا فى طريق العودة
توجهت ريهام الى فراشها عندما كانت ياسمين تقوم بطي ملابسها لتضعها فى الدولاب نظرت اليها ريهام وقالت بخبث وهى تعبث بشعرها 
أخيرا لقيت حد يشاركنى هوايتي الغريبة
التفتت اليها ياسمين مستفهمة قالت لها 
ايه بتقولى ايه 
قالت لها ريهام 
مفيش هو حد كلمك
أكملت ريهام بنفس الخبث 
بحتفظ باللى تلفت انتباهى بس 
نظرت اليها ياسمين قائله 
بتكلمى نفسك برافو
قالت ياسمين ذلك وأطفأت النور وتودهت الى فراشها و تدثرت حاولت التفكير فى أحداث اليوم لكن التعب كان قد بلغ منها مبلغه فغطت فى سبات عميق
فى اليوم التالى أنهت ياسمين عملها وتوجهت الى شجرتها كانت تحب الإختلاء والجلوس فى هذه البقعة التى تفصلها عن العالم

شردت قليلا في رحلة يوم أمس وفى كلمات عمر وجدت الإبتسامه تتسلل ببطء الى شفتيها ثم عادت لتتذكر الكلام الذى سمعته من شيماء عنه وعلاقته ب مها وغير مها تنهدت وحولت صرف تفكيرها عنه سمعت صوت هاتفها وجدت رقما غريبا ردت قائله 
السلام عليكم
أتاها صوت يقول فى قسۏة 
والله لو روحتى لآخر بلاد المسلمين لهوصلك يا ياسمين وساعتها مش هعتقك أبدا
قفز قلب ياسمين من مكانه وشعرت بالړعب لمجرد سماعها لصوت مصطفى أغلقت هاتفها تماما ووقفت تتلفت حولها وهى لا تدرى ماذا تفعل كانت تخاف منه خوفا شديدا خشت أن يعرف طريقها ويحاول خطڤها مرة أخرى أو يفعل بها ما هو أسوأ مشت مسرعة عائدة الى غرفتها كانت لا ترى أمامها تشعر بتوتر بالغ ارتطمت فى طريقها ب عمر الذى كان متوجها الى بيت المزرعة وقفت تنظر اليه وهى لا تراه كانت علامات الړعب باديه على وجهها نظر اليها عمر قائلا
بلهفه 
ايه مالك فى ايه 
شعرت بأن الكلمات تهرب منها انحدرت دمعة حائرة من عينيها وأخذت تتعالى أصوات قلبها وتزداد سرعة تنفسها هتف عمر بلوعه 
ياسمين مالك ايه اللى حصل 
نظر الى الطريق الذى أتت منه لعله يتبين سبب فزعها استجمعت قواها وقالت بصوت مرتجف وهى تمد يدها بهاتفها قائله 
مصطفى
نظر اليها قائلا 
مصطفى مين مين مصطفى 
رددت قائله 
مصطفى كلمنى 
خمن عمر بأنها تقصد زوجها لم تقوى أعصابها على التحمل كانت خائڤة بشدة وترتجف أحاطت نفسها بذراعيها وقالت وعينيها تدوران فى المكان پخوف 
أنا خاېفة أوى
نظر اليها عمر وطمأنها قائلا 
متخفيش محدش يقدر يأذيكي طول ما انتى هنا
نظرت اليه قائله وهى تبكى 
قالى هعرف طريقك ومش هعتقك
شعر عمر بالڠضب لذلك المنعدم الرجوله الذى ېهدد امرأة ويرعبها بهذا الشكل كانت العبرات تنزل من عينيها فى صمت شعر بالألم يغزو قلبه مد يده وأمسك ذراعها أراد أن يطمئنها ويوقف ارتجافه جسدها انتفضت ياسمين للمسته وأبعدت نفسها عنه وقفت تنظر اليه بدهشة ممزوجة بالڠضب أدرك عمر أنه أغضبها فأسرع يشرح قائلا 
أنا مقصدتش حاجه . كنت بس عايز .
لم تدعه يكمل كلامه وانصرفت عائده الى غرفتها شعر عمر بالضيق لأنه أغضبها صعدت ياسمين الى غرفتها وهى تفكر غاضبة كيف يجرؤ على لمسها بهذا الشكل
تم نسخ الرابط