رواية مزرعة الدموع بقلم مني سلامة (كاملة)

موقع أيام نيوز

غير جوانتى .. يعني بصماتهم ماليه البيت
قالت ياسمين وهى تفكر 
بس مش ممكن يوصلوا للبيت ده ويمسحوا بصماتهم
قال عمر شارحا 
البويس رفع البصمات خلاص .. يعنى حتى لو مسحوها هى خلاص اتثبتت فى المحضر .. وكمان البيت أنا أفلته كويس وغيرت الباب لباب حديد يعني محدش يقدر يدخله
انتبهت ياسمين لكلماته وقالت بإستغراب 
ازاى يعني غيرت الباب وأفلت البيت .. وصحاب البيت لما يرجعوا أكيد هيعملولك مشاكل عشان غيرت باب بيتهم
قال عمر وهو يكمل طعامه 
لأ محدش هيعملى مشاكل
بلعت ريقها وقالت بقلق 
ازاى تضمن انهم مش هيعملولك مشاكل
صمت قليلا .. وبدا وكأنه يفكر .. ثم نظر اليها ليفجر قنبلة فى وجهها 
لأن انا صاحب البيت
شعرت بقلبها وقد توقف عن الخفقان .. وبرئتها وقد شلت على الحركة .. لحظات .. ثم عادت أجهزتها للعمل مرة أخرى لكن بصورة چنونيه .. قالت بصوت حاولت أن يبدو طبيعيا 
يعني البيت ده بتاعك .. ملكك 
رد بهدوء وهو يبدو شاردا 
أيوة ملكى .. بس مبروحوش كتير .. روحته كام مرة بس
راقبت وجهه لترى عليه تعبيرات غريبة كمن يتذكر شيئا يضايقه .. ثم هذ رأسه وكأنه يحاول نفض تلك الذكرى من رأسه .. استأذنت لتذهب الى الحمام .. دخلت الى الحمام وهى ترتعش .. وقفت أمام المرآه تنظر الى وجهها المضطرب .. ونظراتها الشاردة المتوترة .. بيته .. ملكه .. هو صاحب البيت .. البيت الذى زنت فيه زوجة الغفير مع رجل .. ظنت أن عمر ليس له علاقة بالبيت وما حدث فيه .. لكنه صاحب البيت .. ومالكه .. لماذا يشترى رجلا مثله مثل هذا البيت الموجود على أطراف القرية والذى لا يحتوى إلا على فراش ودولاب وبضع الأوانى البسيطة .. ماذا يفعل رجلا مثله فى هذا البيت الذى قال انه زاره مرات .. لم يذهب اليه الا لسبب واحد .. لكى يلتقى فيه بعشيقته بعيدا عن أعين زوجها .. وبعيدا عن أعين الخدم .. لكم تمنت أن يكون برئيا .. لكم حاولت تناسى تلك الحاډثة وتجاهلها وكأنها شيئا لم يكن .. لكنه أثبت لها .. أنه هو نفسه الرجل الذى ژنى بزوجة الغفير فى هذا البيت المحترق ..

نظرت الى نفسها فى المرآه لتقسط من عينيها دمعة حزينة .. يعقبها شلالا من الدموع الصامتة .
الفصل التاسع والثلاثين
Part 39
أيوة ملكى .. بس مبروحوش كتير .. روحته كام مرة بس
راقبت وجهه لترى عليه تعبيرات غريبة كمن يتذكر شيئا يضايقه .. ثم هذ رأسه وكأنه يحاول نفض تلك الذكرى من رأسه .. استأذنت لتذهب الى الحمام .. دخلت الى الحمام وهى ترتعش .. وقفت أمام المرآه تنظر الى وجهها المضطرب .. ونظراتها الشاردة المتوترة .. بيته .. ملكه .. هو صاحب البيت .. البيت الذى زنت فيه زوجة الغفير مع رجل .. ظنت أن عمر ليس له علاقة بالبيت وما
حدث فيه .. لكنه صاحب البيت .. ومالكه .. لماذا يشترى رجلا مثله مثل هذا البيت الموجود على أطراف القرية والذى لا يحتوى إلا على فراش ودولاب وبضع الأوانى البسيطة .. ماذا يفعل رجلا مثله فى هذا البيت الذى قال انه زاره مرات .. لم يذهب اليه الا لسبب واحد .. لكى يلتقى فيه بعشيقته بعيدا عن أعين زوجها .. وبعيدا عن أعين الخدم .. لكم تمنت أن يكون برئيا .. لكم حاولت تناسى تلك الحاډثة وتجاهلها وكأنها شيئا لم يكن .. لكنه أثبت لها .. أنه هو نفسه الرجل الذى ژنى بزوجة الغفير فى هذا البيت المحترق .. نظرت الى نفسها فى المرآه لتقسط من عينيها دمعة حزينة .. يعقبها شلالا من الدموع الصامتة
شعرت ياسمين وكأن الدنيا قد توقفت من حولها ولا يوجد سوى تلك الحقيقة المره .. وقفت تنظر فى المرآه وهى متألمه مچروحه حائرة لا تدرى ماذا تفعل .. وكيف تتصرف .. أتواجهه .. أتسامحه .. أتبتعد عنه .. لا تدرى ماذا ستفعل .. ليست واثقه من أى شئ .. الشئ الوحيد الذى تثق به .. هو أن زوجها الجالس فى الخارج أجرم فى حقه نفسه وفى حقها وفى حق ربه بچريمة بشعة للغايه .. كفكفت دموعها وغسلت وجهها وعادت الى الطاوله .. تفرس فيها عمر .. ثم قال بإهتمام 
مالك يا ياسمين
قالت بصوت مبحوح 
مفيش
قال بحزم 
لأ فى .. انتى كنتى بتعيطى صح 
لم تستطع التأكيد أو الانكار .. صمتت .. أمسك يدها بين يديه الاثنين واقترب منها قائلا 
حبيبتى ادعيله ربنا يرحمه هو وماما 
نظرت اليه .. ليتك تعلم سبب دموعى يا عمر .. ليس أبي سببها .. بل أنت .. أنت من قهرنى وچرحنى .. قالت ياسمين وقد بدا عليها الضيق 
معلش ممكن نمشى .. عايزة أروح
ركبا السيارة .. وظلت صامته طوال الطريق .. وعمر لم يحاول مضايقتها بالحديث .. لكنه ظل يلتفت اليها .. ويتفرس فيها وفى تعبيرات وجهها الحزين .. وصلا الى البيت صعدا معا .. توقفا أمام باب غرفتها .. اقترب منها عمر ثم قال 
تصبحى على خير يا حبيبتى .. لو مجالكيش نوم واحتجتى تتكلمى أنا سهران فى المكتب
دخلت ياسمين غرفتها وألقت بنفسها على الفراش بملابسها واڼفجرت فى بكاء صامت .. بكاء يبكى فيه قلبها قبل عينيها ..لم تدرى كم جلست تبكى .. لكنها لم تتوقف الا عندما لم يعد لديها القدرة على البكاء .. قامت بتثاقل وتوضأت وصلت .. بكت كثيرا فى سجودها وهى تتضرع الى الله عز وجل أن ينير لها طريقها .. ويلهمها حسن التصرف .. أنهت صلاتها وجلست على فراشها تفكر .. هى الآن تشعر بأن عمر بالفعل مذنب بهذا الجرم .. وأنه أخطأ مع تلك المرأة .. وترى ياسمين الآن انه ليس لديها الا طريقين اثنين لا ثالث لهما .. ويجب عليها أن تختار أحدهما .. الطريق الأول هو أن تواجهه ثم تنفصل عنه وتبتعد عنه تماما .. الطريق الثاني أن تخفى ما عرفته .. وتسامحه .. وتغفر له ما فعل .. لكن السؤال الآن .. هل حبها له كافى لأن يغفر تلك الغلطة .. هل حبها له كافى لأن ترمى هذا الأمر خلف ظهرها وألا تفكر فيه مرة أخرى .. هل حبها له كافى لأن تساعده على التغيير للأفضل وتأخذ بيده وتجعله يسير معها فى طريقها .. أم أن حبها له أضعف من أن يتحمل تلك الغلطة التى سبقت معرفته بها .. وقلبها لن يستطيع أن يغفر له أبدا .. هى تعلم أن الحب كلمة لها معانى كثيرة .. من بين تلك المعانى .. التسامح .. وغفران الزلات .. وكلما كان الحب أكبر .. كلما كان التسامح أكبر .. وكلما كان الاحتواء أعمق .. فهل حبها بالفعل كبير وقوى .. .. حتى يقف فى وجه تلك العاصفه التى تحاصره من جميع الجهات .. 
مكثت فى غرفتها الى بعد الظهر .. كانت تحاول أن تتحاشي الاجتماع به .. خرجت من غرفتها ومرت بجوار باب غرفته المغلق فأسرعت السير حتى نزلت الدرج .. ليس

من المعقول أن يظل عمر نائما لهذا الوقت فليس هذا من عادته .. لكنها لا تجد أثرا له فى المنزل .. ذهبت الى الخادمة فى المطبخ وسألتها عنه فقالت انها لا تعرف مكانه .. حضرت له الفطار فى الصبح ولم يطلب منها شيئا آخر .. على قدر ما كنت تشعر بالراحه لعدم رؤياه حتى لا تتذكر ألمها منه .. على قدر ما كانت تشعر بالقلق عليه .. غلبها قلقها .. اتصلت به .. رد عليها قائلا 
صباح الخير يا حبيبة قلبي
السلام عليكم ..
صباح النور
وعليكم السلام
انت فين .. صحيت لقيتك مش موجود
أتاها صوته الدافئ 
وحشتك 
خفق قلبها .. وصمتت .. فقالت 
مستخسره حتى تقوليهالى
لم ترد .. فاكمل 
اما أنا فمش بستخسر فيكي حاجه ..وحشتيني .. وبتوحشيني على طول .. ولولا الشغل اللى فى ايدى كنت طرت لحد عندك
أغمضت عينيها وقد آلمتها كلماته .. آلمها حبه الكبير لها .. وهى لا تستطيع أن تبادله حبا بحب .. أرادت أن تسأله ان كان فى مكتبه أم خارج المزرعة .. لكنها وجدت نفسها تسأله سؤال آخر تماما 
عمر .. انت بتحبنى بجد 
لم تمسع صوتا .. بل انقطع الخط .. تركت الهاتف من يدها .. وأنبت نفسها على سؤالها .. تمنت أن يكون الخط قد انقطع قبل أن يستمع الى سؤالها .. والذى لا تعلم لماذا سألته أصلا .. جلست تقرأ احدى المجلات عندما سمعت صوت الباب يفتح وقفت لتجد عمر يدخل ويقف أمامها .. قالت بإستغراب 
عمر
كانت نظراته تحمل كل معانى الحب والشوق واللهفة .. قال 
جيت عشان أرد أرد على سؤالك
تبادلا النظرات لبرهه. ثم .. شعرت بالخجل .. حاولت ابعاده عنها .. رفع رأسه ونظر اليها مبتسما .. قال بصوت حانى 
عرفتى اجابة سوالك 
احمرت وجنتاها وأخفضت بصرها .. حاول رفع وجهها بكفه .. فوقع نظرها على الحړق .. فشعرت بغصه فى حلقها .. سألته بصوت مضطرب قليلا 
من ايه الحړق ده
نظر عمر اليها يتفرس فيها قائلا 
دى تانى مرة تسأليني عنه
ياسمين وهى تحاول أن يبدو صوتها طبيعيا 
فضول مش أكتر
قال عمر بحزم 
مش هقولك
نظرت اليه قائله 
ليه 
صمت .. طال صمته .. بدا عليه الضيق .. وأخيرا قال 
لأنك بعيده عنى بما فيه الكفايه .. ولو عرفتى هتبعدى أكتر
ارتجف قلبها لكلماته التى تؤكد ما عرفته .. أومأت برأسها وحاولت رسم بسمه على شفتيها قائله 
يلا عشان متتأخرش على شغلك .. وأنا هستناك على الغدا
سألها بإهتمام 
فطرتى
لأ لسه
قال بحزم 
حالا .. تفطرى حالا 
حاضر
ابتسم قائلا 
قوليها تانى
ايه هى 
حاضر
ابتسمت قائله 
حاضر
مش هتأخر عليكي .. لو احتجتى حاجة كلميني
ابتسمت له حتى انصرف .. ثم اختفت الابتسامه من شفتيها لتحل محلها عبره فى عينيها.
جلست سماح مع أيمن فى شرفة منزلهما .. بدا على سماح التفكير .. قالت ل أيمن 
أيمن عايزة أسألك سؤال
خير
بدا عليها وكأنها تحاول تخير كلماتها بعنايه .. ثم سألته 
هو الحړق اللي فى ايد عمر .. قديم ولا جديد
الټفت اليها ورفع حاجبه قائلا 
نعم .. وانتى ايه دخلك بالموضوع ده
اضطربت قليلا ثم قالت 
عادى يعني .. فضول .. ياسمين كانت عايزة تعرف
نظر الى عينيها بحزم قائلا 
مراته عايزة تعرف يبقى تسأله .. لكن انتى متسأليش سؤال زى ده عن واحد صحبى
قالت تحاول تلطيف الجو 
ده سؤال عادى يا أيمن يعني مش سؤال شخصى
قال بحزم 
لأ مش عادى .. متسأليش اى حاجه عن أى راجل .. حتى لو كان صحبي .. انت ايه دخلك بالحړق الى فى ايده .. وكمان بتسأليني أنا 
ابتسمت
تم نسخ الرابط