رواية نعيمي وجحيمها بنت الجنوب بقلم امل نصر (كاملة)
المحتويات
يقول بحزم
بس بقى اهدي كدة يصح ولا مايصحش دا مكتبنا واحنا حرين فيه اهدي عشان تسمعي عايز اقول إيه
توقفت عن مقاومتها واضطرت صاغرة لمطلبه على مضض فشاكسها بمرح
وافردي بوزك دا عشان اعرف اكلمك كويس.
أومأت ترسم ابتسامة مضطربة فاستطرد يسألها
عرفتي اني أمرت بصرف مكافأة نص شهر لكل الموظفين بمناسبة الشراكة الجديدة
اه عرفت دي البت غادة كانت هاتموت من الفرحة وهي بتكلمني
تبسم يسألها
وانت بقى مسألتيش عن مكافأتك ليه
هزت بأكتافها تجيبه
واسأل ليه بقى هو انت مخليني محتاجة حاجة ولا بصرف قرش حتى من مرتبي
تطلع إليها صامتا يتأملها للحظات ثم تناول كف يدها
ليسألها برقة
طب انا عايز أكافئك بحاجة مختلفة عن الفلوس نفسك في إيه بقى
مممم مش عارفة ياجاسر أصلك مش منقصني من أي شئ شالله يخليك ليا يارب.
ضحك من قلبه يقبل كفها بعمق فهذه المرأة ستذهب بعقله يوما ما برودودها الغير متوقعة ثم تنهد مطولا ليقول
طب بقولك إيه انا هاجيبلك من الاخر واقولك إني قررت ياستي اراقيكي...
شقهت متفاجأة تردد بتساؤل غير مصدقة
طب ليه وازاي دا بقى
أجابها مرة أخرى ضاحكا
ليه إيه أنا صاحب الشغل يابنتي يعني ارقي واوظف على كيفي المهم بقى جيبي انت اسم الإدارة اللي عايزاها وانا اخليك تمسكيها.
كدة على طول!
قالتها لتقهقه غير مستوعبة ثم تذكرت وخبئت ابتسامتها وهي ترد بقلق
بس الموظفين كدة ممكن يكرهوني ويقولوا دي اترقت بواسطة جوزها لا بلاش ياعم .
وما يقوله اللي يقوله يازهرة إنت هاتوقفي حياتنا بقى عشان كلام الناس أنا لو عندي شك واحد في المية انك مش كفاءة ماكنتش سألتك سيبك بقى من العالم الوردي بتاعك دا ياقلبي وخليك معايا الناس ما بتسيبش حد في حاله يعني ماتجيش على نفسك ولا توقفي طموحك عشان حد.
ياللا بقى جاوبي على سؤالي وقولي ع اللي نفسك فيه.
همت لتجيبه على الفور عن إدارة الحسابات ولكن تذكرت رئيسها السابق فقالت بتهرب
طب ممكن تخليها وقت تاني على ما افكر .
تمام .
تفوه بها بعملية ثم أردف
خدي وقتك براحتك في التفكير عشان تختاري كويس الإدارة اللي تحسي انك هاتسبتي نفسك فيها اهم حاجة ماتبعدش عن الشركة وعني وعلى فكرة انا حطيتلك مبلغ كدة في حسابك مكافأة مؤقتة.
تاني ياجاسر وانا مالي بالفلوس دي كلها أساسا
جعد أنفه يمازحها بقوله
مزاجي كدة ياستي فيها حاجة دي ياللا قومي بقى شوفي شغلك ولا انت استحليتي قعدة المكتب.
شهقت محرجة تنزل بأقدامها على الأرض بابتسامة مستترة لكزته بقبضتها على كتفه تأوه ضاحكا يقول بسخرية
دي كانت ضړبة دي ولا زغزغة
بس بقى
قالتها وهي تستدير لتغادر ولكنها تذكرت سبب دلوفها الأساسي فالتفتت تخاطبه
اه صحيح ياجاسر انا كنت عايزة اروح النهاردة عند ستي عشان خالي اتصل بيا وقالي عايزك ضروري.
سألها قاطبا
عايزك في إيه يعني
مطت بشفتيها تقول بابتسامتها
هو مقالش بس ممكن يكون بسبب اللي انتشر عني وعنك ما احنا بقينا نجوم خلاص.
هزهز برأسه بعدم اقتناع يقول
يمكن! بس استني هنا يازهرة.
إيه
قالتها باستفسار فأجاب يحاول اختيار كلماته
حاولي تقنعيهم بالبيت اللي قولتلك عليه انا ببقى حاطط إيدي على قلبي في كل مرة تزوريهم حتى عشان تبقى المسافة قريبة مابينا.
اومأت برأسها صامتة بحرج قبل أن تتركه وتذهب لعملها .
دلفت لمنزلهم وقد فتحت بمفتاحها بعد عودتها من العمل مرهقة وتشكو من صداع رأسها لقد كان يوما عصيبا بحق منذ مواجهتها له في بداية اليوم
التي اسټنزفت طاقتها بشدة ثم إدعائها القوة أمامه في كل مرة التقت به بعدها خلال اليوم بالإضافة إلى سهرها طول الليلة السابقة أقصى امنياتها الان هي أن تستلقي على سريرها لتنام ولو لأسبوع قادما.
انتبهت على الأصوات الصادرة من غرفة المعيشة وماهي الا خطوتين إلا وتفاجأت به أمامها
كارم .
قالتها بدهشة قابلها هو بابتسامة منمقة صامتا فقال والدها الذي كان جالسا معه
طب مش تسلمي الأول يابنتي وبعد كدة اسألي
شعرت بالحرج فخطت متقدمة إليه لترحب به قبل أن تنضم معهم في الجلسة تسامرت بالكلمات الودوة قبل أن تسأله هامسة حتى لا يسمع والدها
ما اتصلتش يعني تبلغني بحضورك
أجابها بهمس هو الاخر
اتصلت بيك من ساعة وانت ما ردتيش اعملك ايه بقى وانا متفق مع عمي من امبارح على الميعاد ده اخلف ميعادي معاه يعني
همت لتجادله ولكن قطع عليها والدها بقوله
بس كان لازم والدتك تيجي النهاردة يا بني حتى عشان يبقالها كلمة معانا .
أجابه كارم
خليها بعدين
يا عمي أمي ملهاش في الاتفاقات والكلام ده دي بتخرج بالعافية اساسا.....
اتفاق إيه بالظبط
سألته مقاطعة كلماته فجاءها الرد من والدها
كارم النهاردة جاي يتفق على ميعاد الخطوبة الرسمي وبيقترح يخليها كتب كتاب بالمرة.
إيه
صدرت منها متفاجئة فقال كارم يخاطبها
بيقولك كتب كتاب ياكاميليا غريبة دي
وإلى زهرة التي تمكنت من الوصول إلى شقة جدتها بصعوبة للازدحام الشديد
متابعة القراءة