رواية للقدر حكاية بقلم سهام صادق (كاملة)

موقع أيام نيوز


عين مكرم بنقطه بعيده 
انا عارف صفا كويس يافرات بيه صفا كانت صديقه الطفوله وسجنها كان ظلم كلنا عارفين مين هو عدنان الأنصاري 
اڼصدم فرات مما يسمعه عن معرفته بها
انت طلعت تعرفها يامكرم ومقولتش ليه من اول مره شوفتها هنا 
ارتبك مكرم من سؤال فرات فخطته ستكشف وفرات ليس إلا رجلا عسكريا قبل أن يكون رجل أعمال يدير السوق ببراعه

محبتش اسبب ليها مشكله
رمقه فرات دون اقتناع فشكوكه تخبره ان هناك لغزا في عرض مكرم
والدك هيوافق على الارتباط ده انت ناسي وضعه ودخوله مجلس الشعب 
واردف بتلاعب متفحصا ملامح مكرم المتوتره 
وخطوبتك من بنت شريكه يامكرم 
حاصره فرات بما لم يحسب له حساب انتقامه منها كان يقوده الي فعل اي شئ دارت الأفكار في عقله يبحث عما يقنع به فرات 
فرات بيه صفا كانت حلم ومحتاج احققه عشان أنهى مرضى بيها لو اتجوزتها هنهي هوسياكيد انت فاهمني 
تلاعب فرات بالقلم بين اصابعه الكل يراها حلما وهوس وهو لا يري بها الا امرأه لعوب اماء برأسه يظهر له اقتناعه 
جواز متعه تقصد 
لمعت عين مكرم بعدما شعر ان خطته تسير كما يرغب واماء له برأسه فلا بأس أن ينالها وينتقم منها 
زفر شهاب أنفاسه بأرهاق وارتخي في مقعده يغمض عيناه من آلم الصداعطرقت سمر بخفه على باب غرفته ودلفت تحمل بعض الأوراق التي تحتاج امضاءه 
أسبلت جفنيها وهي ترمقه تضع الأوراق أمامه تسأله بأهتمام 
حضرتك شكلك تعبان 
حرك رابطه عنقه وهو يعتدل في جلوسه لتخرج من الغرفه تحت نظراته المتعجبه لهرولتها بعدما ألقت بسؤالها
مجنونه ديه ولا ايه 
خمسة عشر دقائق قد مرت ليجدها تدلف غرفته ثانيه تحمل فنجان قهوه ومسكن للصداع 
اتفضل
رمق ماوضعته أمامه متعجبا لتمتم بعبارات هامسه
حضرتك بترهق نفسك اوي في الشغل 
ابتسم بلطف على فعلتها فرغم
شعوره بالقلق منها الا انه لا ينكر اجتهادها بعملها مكتبه ترتبه بنفسها قهوته تعدها له
شكرا ياسمر 
وعلي تلك الجمله كانت ندي تدلف غرفه مكتبه تسلط عيناها نحوهما مبتسمه
ازيك ياسمر
تعلقت عين سمر بنهوض مديرها من فوق مقعده 
ذكرها المشهد بحبيبها الخائڼ الذي تركها قبل عرسهم وجعلها اضحوكه للجميع وشئ داخلها هتف انها تستحق رجلا مثل مديرها 
تجمدت يد فرات على هاتفه وهو يستمع لوالد مكرم بعدما اخبره عن عرض مكرم بالزواج من خادمته صدمة عامر كانت كبري وهو يسمع اسمها ثانيه في حياة أولاده 
ابعدها عنه يافرات مكرم ممكن يضيع بسببهااعمل اي حاجه ووقف الجوازه
ديه انا مش عايز الماضي يرجع واللي راح راح خلاص
ومنال ماټت مش هترجع تاني 
تعجب فرات مما يسمعه
متذكرا منال حبه الصامت لم يخفق قلبه الا لها لن ينسى اليوم الذي عاد فيه من اجازته بخدمته بالجيش مقررا طلب يداها وتكمل دراستها وهي زوجته 
ارتجف قلبه من أثر ذكراها
ايه اللي دخل منال في الحكايه مش منال ماټت في حاډثه 
سقطت دموع عامر وهو يتذكر ابنته وسرها 
عدنان الأنصاري هو السبب في مۏتها يافرات مكرم بيحلم باليوم اللي هينتقم في من صفا صفا اللي كانت حلم طفولته ومحبش غيرها
خرجت هناء من غرفتها ترتدي حذائها بأستعجال 
لازم يعني اجي المناسبه ديه معاك 
تأملها مراد بأعجاب برق في مقلتيه لتقترب منه تستند على كتفه 
اخيرا خلصت 
عملها وخروجها من دائره أحلامها جعلها تحيا بطاقه وأعادت لقلبها الثقه أصبحت لا تشعر انها ناقصه انما هو من ستجعله يشعر كل يوم انه نقص حينا رفض حبها 
طالعه حلوه ياهناء
رفعت عيناها نحوه ترفع كتفيها بزهو وهتفت بدراما
شكرا للمجامله ديه سيدي 
ضحك على دعابتها وعيناه تلمع وهو ينظر إليها شعرت بنظراته تفحصها 
مش يلا بقى هتتأخر كده 
تنحنح حرجا بعدما فاق من تحديقه بهاليمد كفه كي يلتقط يدها انتظر ان تمد له يدها وشعر بالخيبه عندما رأي علامات ترددها وسريعا استرخت ملامحه وطرب قلبه عندما تلامست كفوفهم 
ابتسمت ياقوت بسعاده وهي تضع بعض من الزينه على وجه مها التي اخبرتها انها تعد مفاجأة اليوم لشريف وتريد ان تظهر في عينيه جميله 
كده خلصت مع انك مش محتاجه حاجه انتي جميله لوحدك يامها 
ارتجف قلب مها بسعاده 
انا مش عارفه اشكرك ازاي يا ياقوت مكنتش عارفه اطلب ده من حد واتحرجت من ندي الحمدلله انك جيتي النهارده 
وعندما تذكرت حديث مريم مع ياقوت اليوم عند زيارتها كانت ذاهبه للصغيره كي تجلس معها 
متزعليش من مريم يا ياقوت بكره تعرفك كويس وتحبك 
ارتسم الحزن على ملامح ياقوت ومازال تهكم الصغيره بها حينما عرفتها على معلمتها يمر أمام عينيها فعلتها ولم تكن غير ريما التي طالعتها بتفحص غير مصدقه انها هي من اختارها حمزه الزهدي وتزوجها
ياقوت رحتي فين 
انتبهت ياقوت على صوتها ومسحت على شعرها الناعم 
معاكي يامها انتي محتاجه مني حاجه تانيه قبل ما انزل 
طرقات على باب الغرفه قطع حوارهم لتدلف الخادمه 
حمزه بيه مستني حضرتك تحت 
تعلقت عين هناء بأتساع وهي ترى مديرها واقترابه من احداهن ابتلعت ريقها بتوتر خشيه ان يراها في حفل كهذا وادارت جسدها عندما وجدته يلتف حوله بحثت عن مراد الذي وقف على بضعه خطوات منها يحادث احد الرجال مع شريكته الجديده التي تقف جانبه وتلتهمه بنظراتها 
اقتربت منهما تمسك يده أمام نظرات نغم التي تجهم وجهها حين عرفت انه متزوجا 
مراد
انا تعبانه وعايزه اروح 
ابتعد بها قلقا يلامس وجهها بكفيه 
مالك ياهناء انتي كنتي كويسه 
توترت من لمساته ثم مالت قليلا حينا سمعت صوت نغم يهتف بأسم خالد الذي كان يقترب من مكان وقوفهم
بحثت عن مهرب بعينيها فلو رأها هنا ولو علم مراد بمكان عملها فقد كذبت عليه واخبرته انها تعمل في إحدى الشركات الكبرى 
هناء فيكي ايه حاسه بأيه طيب راسك مش سخنه
وخالد يمر جانبها ذاهبا الي نغم التي عرفته بالرجل الذي يقف معها
خالد ابن عمي وجوز اختي جنات 
اتسعت حدقتيها ذهولا وهي تقف أمامه
بجد هسافر معاك
رغم انه لم يفكر بأخذها الا اليوم وكان مترددا في أخذها فالرحله رحلة عمل لا أكثر ابتسم على سعادتها 
بجد يا ياقوت اخر الأسبوع مسافرين بس ديه سفريه شغل 
تهللت اساريرها تتقافز أمامه وقد بدأت قيود
خجلها منه تذوب 
مش مهم المهم اننا هنسافر هنروح فين شرم ولا
الغردقه 
ضحك على تقافزها وسؤالها 
مسافرين هولندا 
وكانت عيناها هي من تعبر عنها لتصدح ضحكاته 
في ايه مالك شكلك بيقول مش عايزه تيجي معايا 
داعبها بكلماته ثم اتجه نحو الفراش ليقف على صړختها
طب والمركز هند تقول عليا ايه مركز ايه لا الفرصه مش بتتعوض صح 
كانت
تحادث نفسها لتشهق حينا وجدته منحني عليها يفحصها بنظراته 
أنتي فيكي ايه النهارده 
مش عارفه اظاهر اني تقلت في العشا 
ضحك من قلبه على عبارتها 
ياريت تتقلي في العشا كل يوم وتاكلي من نفس الأصناف 
تمتم عبارته وهو يلتهمها بنظراتهفسعادتها لا تلمع فوق وجنتيها وحسب إنما تشع من عينيها التي ترمقه بنظرة يشعر وكأنها تذيب عتمته
اتقل في العشا ليه كده هتخن 
مش مهم عايزك مجنونه يا ياقوت حياة العاقلين تعبتني
وقد صدقت ناديه في كلامها معها شقيقها قد مل من حياه العقلاء حياه تحسب بالورقه والقلم 
كانت تتشبث بغطائها ټصارع كابوسها تعتذر من صديقتها ووالدها يقف ضاحكا يسحب منال خلفه وهي تركض خلفهم كي تنجدها منه 
انتفضت فزعا على أثر صرخات وعصا تلطمها في معدتها
انا تسرقيني هستني ايه من خريجه سجون 
ارتجف قلب صفا وهي تفتح عيناها وتلتقط أنفاسها فأي سرقه يتحدث عنها لم تذنب ولم تسرق شئ
انا مسرقتش حاجه
الفصل السابع والثلاثين
قلبت الغرفه رأسا على عقب تبحث عن الخاتم الماسي الذي يتهمها بسرقته عصرت ذاكرتها لعلها تتذكر شئ أثناء تنظيفها لغرفته ولكن لم تلقط عيناها شئ كهذا
سقطت دموعها بعجز تدور حول نفسها هنا وهناك حتى نهكت قواها ليتصلب جسدها وهي تسمع صوته 
ساعه بتدوري عليه
واردف متهكما
مش لايق عليكي التمثيل ده 
واقترب منها يدفشها أمامه 
والله ما سړقت حاجه ولا شوفته وانا بنضف انا مش حراميه 
ارتسمت السخريه على شفتيه ومازال يدفعها أمامه الي ان وصل بها للمطبخ الذى تبيت فيه أمرا اياها 
دوري في حاجتك ووريني
تعلقت عيناها بفرشتها التي تأخذ ركنا في احد أركان المطبخاعتصر الآلم قلبها فأي حياه تلك التي كانت تنتظرها وتعد لها الايام حينما كانت في مسجنها انحنت تبحث أسفل وسادتها وتنفض فرشتها
رمقها فرات بوجه جامد لتنظر الي مكان نومتها 
مافيش حاجه 
كان يعلم أين ستجد ضالته ولعبته التي خطط لها ولكن بعقله العسكري كان يرسم الدور بأتقان وببطئ 
دوري في هدومك
طالعته بأعين غامت بها دموعها لتفعل ما أمرها حتي تتخلص بعدها من ذلك الاتهام ثم سترحل مهما كلفها الأمر 
بحثت في ملابسها لتقع يدها على شئ مستدير ارتجفت اوصالها وهي تخرج كفها
من أسفل ملابسها تخشي مخاوفها 
ألتقط يدها پعنف ناظرا الي ما تقبض عليه بكفها لتسقط عيناه على ضالته ناظرا لها بأحتقار 
هستني ايه من واحده خريجه سجون 
وفي ثواني كان يخرج من المطبخ متجها الي الخارج صارخا بالحارس الذي يقف على بوابه المنزل والذي دلف سريعا بعد اوامره ليحاصرها بسلاحھ والتهمه التي لم تفعلها سقطت على عاتقها لتصرخ بآلم 
مسرقتش حاجه والله ما سړقت حاجه 
صړاخها لم يحرك به ساكنا وهو يرفع هاتفه أمامها
مكانك السچن اللي خرجتي منه 
ركضت نحوه تتوسله بعدما ازاحت الحارس عنها 
انا عمري ماكنت حراميه في يوم واتسجنت ظلمابوس ايدك رجعني مصر ولو بتعمل كده عشان عزيز ميقربش مني احلفلك اني هبعد عنه ومش هتشفوني في حياتكم خالص 
جعلها تصل إلى حد الاڼهيار ترجته وتوسلت ان يرحمها ولن يروها بحياتهم ثانيه ليشعر فرات بالاشباع وهو يري ذلولها يقسم انه سيجعلها تعيش ماعاشته منال حبيبته وقد عرف سبب رحيلها بعد سنين ډفن فيها حبه 
اخرج انت يا ابراهيم 
اشار
الي حارسه بالخروج فأنصرف الحارس دون كلمه لتتعلق عين صفا به تظن انه سيعفو عنها من ذنب لم تقترفه
حريتك ولا السچن 
هتف عبارته
بوجه جامد جعل جسدها يرتجف من قسۏة ما
تعيشه قضمت شفتيها بقوة ودموعها تسيل فوق وجنتيها 
جدران السچن كانت احن عليا من قسۏة البشر
طالعت وجهه الذي كرهته 
يعنى اختارتي السچن 
تمتم فرات عبارته متهكما وكاد ان يعود لرفع هاتفه ثانية فوق أذنيه كي يطلب الشرطه اغمضت عيناها والألم يجثم فوق روحها ستلقي في السچن مرة ثانية ظلما 
عايزه حريتي
سمع الجمله التي ينتظرها ليحدق بها للحظات يتأمل هيئتها الشاحبه 
مدام اختارتي حريتك يبقى هتدفعي حق منال وهتعيشي زي ماعاشت 
تقلبت في نومتها ترفع كفها تبحث عن وجهه 
أبتسم شريف إليها وهو اسعد رجلا بعد أن وهبت له نفسها برضى 
صباح الخير ياحببتي 
خجلت وهي تتذكر أحداث ليله أمس كانت لمساته تخرجها من ظلامها سقطت دموعها ورغبتها في رؤية وجهه الان حتى ترى سعادته بأنها أصبحت له
بټعيطي ليه ياحببتي في حاجه تعباكي 
نفسي اشوفك كل اللحظات الحلوه محرومه منها
انهمرت دموعها بغزاره فمهما خرج من بين الشفاه كلمات تأخذنا لعالم اخر الا ان لغه الأعين اقوى في إيصال مشاعرنا 
هتعملي العمليه وتخفي يامها وهنعوض كل حاجه من تاني اوعدك ياحببتي 
سمع شهقاتها فضمھا اليه اكثر
 

تم نسخ الرابط