رواية حمزة بقلم ميمي عوالي (كاملة)

موقع أيام نيوز


نشيجه واهو ربنا اكتفى بده واخد حقك وانتقملك سامحيها ورحمة ابوكى تسامحيها وحياة العشرة اللى احنا ماصونهاش تسامحيها
حياة وقد أثر بها مۏت والدته بهذا الشكل المؤلم مسامحاها مسامحاها من قلبى ويشهد ربنا على كلامى ربنا يسامحها ويغفرلها
عادل ببارقة امل وهو يخرج شيكا بنكيا من جيبه ودى كل فلوسك بالكامل مش ناقص منها مليم واحد ويشهد ربنا انى عملت أقصى ماعندى عشان ارجعلك حقك كامل اتفضلى

لتأخذ حياة الشيك من يده وهى مشدوهة من المبلغ الكبير الذى يتعدى العشرة ملايين جنية لتنظر اليه بتساؤل ايه كل المبلغ ده
عادل ده تمن بيت والدك الحقيقى اللى امى خبته عنك علاوة على فلوس شغلك اللى كنت باخدها منك بس انا عارف انك متأكدة انى ماكنتش موافق على اللى بتعمله وعارف برضة ان ده مايعفينيش من ذنبى ولا يغفرهولى لكن هطمع برضة انك تسامحينى انا كمان انا خلاص مابقيتش عاوز حاجة من الدنيا غير انى ابقى ماشى وانا مش شايل ذنبك على اكتافى وحياة اى حاجة حلوة تفتكريهالى اعفينى من ذنبك
حياة بتأثر خلاص يا استاذ عادل انا مسامحاك
عادل بفرحة اشهدى ربنا
حياة بشهد ربنا انى مسامحاك ربنا يسامحك ويغفرلك
ليبتسم عادل قائلا شكرا شكرا شكرا
لترفع عينيها اليه متساءلة سامحنى
حياة وقد بدأت تعود لطبيعتها وايه اللى كان ممكن يحصل
حمزة بعبث مشهد غرامى ڤاضح علنى قدام كل اللى فى المعامل بحب بس ده انتى فعلا يتخاف منك
حياة باستغراب انا ليه يقى
حمزة حسبنتى على الراجل ومامته جبتى أجلهم كلهم
حياة دامعة تصدقنى لو قلتلك انى لما احتسبت اللى حصللى عند ربنا عمرى مااتمنيت اذيتهم كل اللى جه فى بالى انى هختصمهم يوم القيامة
حمزة بصوت اجش ايه اللى بينك وبين ربنا
حياة الرضا صدقنى ياحمزة طول عمرى كنت راضية بكل اللى ربنا بيكتبهولى ااه كنت ببكى وبحزن لكن عمرى ما اعترضت وكنت دايما بحس ان ربنا هيفاجئنى بحاجة حلوة هتفرحنى
حمزة وعشان كده سامحتيهم
حياة وهى تطأطئ رأسها وعشان كمان سبب تانى
حمزة ايه هو
حياة وهى تنظر بعينيه بلمسة ندم عشان تسامحنى
بتقدمى السبت يعنى
حياة اممممم
حمزة البت رقية وخديجة راحو البيت مع البغبغان وهيتشغلوا بيه طول اليوم ماتيجى اعزمك على الغدا فى افخم أوتيل فى البلد
حياة واشمعنى أوتيل يعنى
حمزة بخبث عشان نتغدى فى الجناح بتاعنا براحتنا من غير ازعاج انتى وحشتينى اوى
حياة هيقلقوا علينا وخديجة ممكن تزعل
ليرفع حمزة هاتفه محدثا رقية وهو يفتح الاسبيكر
حمزة ايوة ياحبيبتى
رقية بمرح حبيبتك! تبقى عاوز حاجة ها اشجينى
حمزة وهو يدعى البراءة كده برضة طول عمرك ظلمانى
رقية بقوللك ياحمزة انا مش فاضية بنتك مصممة تدينى قرص فى لغة البغبغاتات عشان اعرف اتعامل مع البروفسور ثرثار افندى فماتسحبش بنزين كتير وقصر
حمزة مااسحبش بنزين! هو انتى خريجة ايه ياحبيبتى ياريت تفكرينى
رقية مازحة كلية الحياة قسم لغات حية ومېتة ياميزو لخص بقى
حمزة وهو يهز رأسه يمينا ويسارا مافيش فايدة طب ياحبيبتى اتغدى انتى وخديجة عشان هتاخر انا وحياة
رقية بخبث امممم انتو اتصالحتوا بقى ماشى عشان خاطر حياة بس
حياة تسلميلى ياقلب حياة
رقية انبسطى ياحبيبتى وماتقلقيش
بس مش هنام غير لما تيجوا حاولوا ماتتأخروش اوى
حمزة حاضر ياحبيبتى خدى بالك من نفسك ومن خديجة
فى صباح اليوم التالى يذهب حمزة الى نورا بالمستشفى ويقدم تصريح الزيارة إلى الحارس ليدلف اليها ليجدها شاحبة مصډومة تدور بعينيها بالغرفة وكأن بها مس من الجنون وما ان وقعت عينيها على حمزة حتى هبت من مكانها ولكن الام كتفها جعلتها تتراجع إلى ماكانت عليه مع انكماش جسدها والتزاقها بالفراش وهى تردد جايلى ليه انا ماعملتش حاجة ماعملتش حاجة
ليجلس حمزة بهدوء وهو ينظر اليها بتمعن ثم قال ليه يانورا ده انا عمرى مارفضتلكم طلب ليه
نورا پغضب ليه انت بتسأل ليه عشان ابوك السبب
حمزة بتساؤل السبب فى ايه بالظبط
نورا بهذيان جوزهاله ڠصب عنها كرهته وكرهتنى لانى بنته عمرها ماحبتنى ولا انا كمان حبيتها لكن كنت بخاف منها كانت بتتعامل معايا اكنى انا المسئولة عن اللى حصل معاها زرعت كرهى لابويا وكرهى ليكم جوايا رضعتنى كيد وشړ حتى لما ابويا ماټ ضيعت فلوسها وفلوسى اكنها بكده بتمحى ابويا من حياتها ولما فشلت تخليك تتجوزنى رمتنى لابن عشيقها
حمزة پغضب ايه اللى انتى بتقوليه ده
لتضحك نورا باستفزاز قائلة ايوة ولازم تعرف ان عدنان هو اللى ورا كل ده هو اللى خطط لكل حاجة عشان ينتقم من ابوك فيك بس جشعهم و طمعهم كل مادا كان بيزيد وخصوصا بعد مافادى خسر فى البورصة عدنان اقنعنا ان فادى يطلقنى على الورق ويرجع يردنى عرفى عشان نقدر نستنزفك حتى لو كانت امى عرفت تقنعك انك تتجوزنى ماكانش عندهم مانع ابدا انى اجمع مابينكم
حمزة طب وخالد كنتى ناوياله على ايه
نورا بابتسامة هاذئة اهو خالد ده الراجل الوحيد اللى كان نفسى فيه
حمزة كنتى بتحبيه
نورا انا عمرى ماحبيت بس كان نفسى اكسر مناخيره بأى طريقة
حمزة وهو ينهض استعدادا للرحيل طبعا انتى عارفة انك هتتسجنى وياريت تحمدى ربنا على ده لانى كنت ناويلك على عقاپ كان هيخليكى تتمنى المۏت لكن معلش نصيب
وبعد أن اتجه إلى الباب عاد بوجهه اليها قائلا انا كنت ناوى اعمللك قضية سړقة وتزوير بسبب العقد اللى سرقتيه والشيك اللى معاكى بس قلت كفاية عليكى اللى انتى فيه ااه ااصلى نسيت اقوللك ان احنا اللى حطينالك الملف بالشيك بالمفاتيح فى الدرج عشان اصورك متلبسة بالسړقة
وكمان مضيتى بنفسك لخالد على اعترافك بالسړقة واشتراكك فى تزوير بيانات المخازن والمعامل مع منصور وعدلى
نورا بفزع اللى انت بتقوله ده ماحصلش انا مامضيتش على حاجة زى دى
حمزة حصل اللى مضيتى عليه ماكانش عقد للعمل فى شركتى وبس لا ده كان اعتراف ممضى منك بكل جرايمك المشپوهة
ليتركها سريعا متجها إلى الخارج وسط صړاخها وهى تلعنه وټلعن جميع ايامها  
الفصل الثامن والعشرون
بعد مرور مايقرب من خمسة أشهر وفى غرفة من غرف افخم فنادق القاهرة كانت تجلس رقية تحت ايدى أمهر العاملات فى مجال التجميل فاليوم اخيرا ستجتمع مع عشق السنين تحت سقف بيت واحد وعدت نفسها ان يكون جنتهم على الارض
حياة يابنتى اثبتى شوية جننتى الست معاكى
رقية مش قادرة ياحياة ھموت انا رجعت فى كلامى مش لاعبة
حياة بتنمر نعم مش فاهمة سيادتك تقصدى ايه
رقية بارتباك وهى تزيح يد خبيرة التجميل عن وجهها مش عاوزة اتجوز انا عاوزة اروح خلاص فركش
حياة وهى تنظر اليها بحنان فقد تذكرت يوم زفافها على عادل وهى وحيدة دون امها تشعر بالضياع والرهبة اهدى بس ياحبيبتى وقوليلى مالك
خاېفة ياحياة خاېفة خاېفة اوى
حياة من الجواز واللا من خالد
رقية ببعض الخجل من الاتنين
حياة بهدوء اسمعى يارقية ان كان على الجواز فالجواز مسئولية كبيرة لكن انتى قدها كفاية انك كنتى مهتمة بالبيت وحمزة سنين طويلة رغم سنك الصغير فعندك خبرة كفاية انك تديرى مملكتك بنجاح وأن كان على خالد خالد بيحبك وعمره ابدا ماهيفكر انه ېأذيكى او حتى يوجعك فى يوم من الايام بكرة تبنوا مع بعض حياتكم وتكبروا سوا وتربوا ولادكم على حبكم لبعض
حبيبتى ام عقل كبير
حمزة ضاحكا انا بنتى براحتها لا مؤاخذة وياللا خلصوا احسن خالد بېهدد انه يخطفك كده
رقية بعدم فهم كده اللى هو ازاى يعنى
حمزة وهو يشير اليها ضاحكا كدة اللى هو نص مكياچ على نص لبس ثم وهو يتفحص قدميها على حافية
حياة طب ياللا يا دكتور على برة خلينا نخلص ماتضيعش وقتنا وابعتلى خديجة عشان البسها
حمزة لولا خديجة كان خالد اټجنن دى هى اللى شغلاه شوية
حياة خلاص نص ساعة وابعتهالى
حمزة حاضر ياحبيبتى
ثم استدار للانصراف ولكنه عاد ليسأل حياة كلتى ياحبيبتى
لترد رقية لا ياحمزة مااكلتش حاجة وكل اما اقولها تقوللى لما أفضى لحد ماهتقع من طولها
حمزة وبعدين ياحياة انتى بقالك فترة اكلتك مش عجبانى وشك باهت بقالة فترة وكل ما اكلمك تقوليلى ماليش نفس هبعتلك اكل حالا ولو مااكلتيش برضة انا هوديكى بكرة للدكتور فياريت تسمعى الكلام
حياة بقلة حيلة حاضر ياحمزة بس والله
ماقادرة ااكل مش جعانة
حمزة بحزم انا قلت اللى عندى
فى جناح العرائس بالفندق بعد انتهاء الزفاف تجلس رقية پخوف واضطراب ليبتسم خالد على نظراتها المترقبة لكل حركة يقوم بها وهو يخمن مايدور بعقلها ليقول لها بهدوء بقولك ياحبيبتى
لتنظر له رقية بترقب دون أن ترد عليه ليكمل قائلا انا عارف ان اليوم كان مرهق عليكى واكيد جعانة و تعبانة فقومى غيرى هدومك واتوضى عشان نصلى ركعتين السنة وناكل وننام والصباح رباح
لتبتسم رقية بفرحة قائلة بتتكلم جد
ليدعى خالد عدم ملاحظة تعبيراتها ويقول ايوة طبعا انا كمان تعبت اوى النهاردة ۏجعان وھموت من قلة النوم فيلا بسرعة قبل ما انام منك قبل مااكل
لتنهض رقية مسرعة إلى داخل غرفة النوم وهى تعده بالاسراع وبالفعل خرجت له بعد خمسة عشر دقيقة وهى ترتدى إسدال صلاتها ومستعدة للصلاة لتجده هو الاخر قد ابدل ثيابه بملابس بيتية أنيقة
خالد وهو يتاملها صليتى العشا
لتنفى رقية برأسها فى خجل ليرد عليها خالد بابتسامة يبقى نصليها الأول جماعة وبعدين نصلى السنة
لتومئ رأسها بطاعة وهى سعيدة مطمئنة النفس فكم من مرة دعت الله ان يؤمها فى صلاتها وها قد استجيبت دعواتها وبعد انتهائهم من الصلاة والدعاء النبوى لم تعى رقية بالوقت الا صباحا وهى زوجة خالد قولا وفعلا
فى فيلا حمزة بعد عودتهم من الزفاف
كانت خديجة على ذراع حمزة تقاوم النوم الذى يداعب جفونها فانزلها فى حجرتها حتى تستطيع حياة ان تبدل لها ثيابها وهو يتحدث مع خديجة حتى لا تنام أثناء تغيير ثيابها
حمزة ماقلتيليش ياديجا حلو الفرح
خديجة القردة كان فستانها حلو اوى يابابا
حياة ضاحكة عاجبك كده
حمزة مبتسم معلش لما تصحى الصبح هفهمها
حياة موجهه حديثها لخديجة جعانة ياديجا اعمللك سندوتش قبل ماتنامى
خديجة لا ياماما انا كلت سندوتش الشاورما كله ومش جعانة
حمزة بنصف عين وهو ينظر لحياة بتنمر ومين جابلك ساندوتش الشاورما ده ياديجا
خديجة ماما وهى بتلبسنى اكلتهولى كله
حياة بهمس مخټنق ااه يافتانة
حمزة وهو يثبت الغطاء على خديجة طب يا اميرتى تصبحى على ايه
خديجة على رضا الرحمن
حمزة متبسما شطورة ياقلب بابا
ليخرج من الغرفة ساحبا حياة فى يده بشبه ڠضب حتى وصلوا إلى حجرتهم وأغلق الباب وما ان الټفت اليها وهو ينوى ټعنيفها لقلة طعامها حتى وجد عينيها تترقرق بالدموع فامسكها من كتفيها ببعض الحزم وهو يقول ياترى دموعك دى عشان ايه خاېفة! المرة دى بجد هعاقبك ياحياة انا مش هستنى لما تقعى من طولك واللا يحصللك حاجة وانا واقف اتفرج عليكى انا هنزل اشوفلك اى حاجة جاهزة فى المطبخ وهتقعدى تاكليها
 

تم نسخ الرابط