رواية امانه نوح بقلم ميمي عوالي (كاملة)
المحتويات
انا كنت فى بلد بعيدة فى البحيرة وخالتى كانت فى الجيزة
نوح طبعا عارف
نعمة انا كمان كنت يتيمة وبرضو كنت متربية فى بيت عمى بس مع الفرق يانوح انا مراة عمى كان عندها بنتين وولد كانت واخدانى اكنى شغالة ليهم رغم أن عمرى وقتها كان خمستاشر سنة لحد ما بالصدفة عمك كان فى بلدنا عشان فرح واحد صاحبه وخالتى كانت موصياه يزورنى ويتطمن عليا وعشان ربنا ماكانش رايدلى اتبهدل بزيادة ساعة ماجه خبط على باب عمى كانت مراة عمى بتضربنى ومبهدلانى
عمك فى لحظة شدنى من ورا ضهره وقاللى ادخلى البسى وماتجيبيش معاكى غير كتبك وبس
وفعلا فى ظرف أنه كله كان من جيب عمك وخالتى راحت لعمى بعدها باسبوعين واللى ماحاولش يعرف حتى حصللى ايه فيهم وكأنى كنت هم وانزاح وجابت اوراقى كلها وخلونى كملت تعليم لحد مانا اللى استكفيت واتجوزت ابوك
ما انساش ابدا يوم ماجابنى لخالتى وقاللها عم نعمة خان الأمانة عاوزنى انا كمان أخون الأمانة يانوح
كان نوح يستمع إليها وهو يتنقل بعينيه بين عينى أمه وكأنها يبحث عن اى مبالغة ولكنه لم يجد إلا الصدق والحنين وعندما انتهت نعمة من حديثها قال نوح طول عمرك وانتى صايناها يا ماما
لما كنت بشوف غيرتك وانت صغير كنت بقول بكرة يكبر ويفهم بس ما اتصورتش ابدا انك لحد دلوقتى حاططها فى دماغك يابنى
نعمة بامتعاض تحاول !
نوح ضاحكا يعنى اكتبلك تعهد
طيب وإلا اعمل ايه
سهر بزهق انتو على فكرة مكبرين الموضوع اوى عادى يعنى ما ياما ناس بيبقى أهلها ميتين وبيعيشوا عادى يعنى ايه الاوفر ده
لتمتعض نعمة من حديثها ولكنها تفضل الصمت
سهر وهى تنفخ وجنتيها بامتعاض المغرب قرب يأذن هنفطر ايه
نعمة انا هحط الاكل فى الفرن واسخنه وهروح اطل على امانة أشوفها لو محتاجة حاجة ونبقى نطلع الاكل على السفرة وقت الفطار عشان مايبردش
سهر ايه ده تقصدى الاكل بتاع امبارح
نعمة ااه يابنتى الاكل اللى فضل كتير جدا هنوديه فين
سهر بلا مبالاه شحتوه ارموه كلوه انتو لكن انا ماباكلش اكل بايت
نعمة خلاص يابنتى لو مش عاجبك قومى شوقى عاوزة تفطرى ايه واعملى اللى يعجبك لكن حرام انى أرمى الاكل ده كله
سهر باستهجان ايه ده انا أقف اعمل اكل لا طبعا
نعمة بدهشة اومال مين اللى كان بيعمل لكم الاكل وانتو فى دبى
سهر بتأفف كنا بناكل برة أو بنجيب دليفرى
نعمة بأسى والله يابنتى انتو حرين انا اللى عليا عملته
سهر وهى تنظر لنوح پغضب قلتلك نفضل فى الاوتيل ماعجبكش
نوح وهو يسحب سهر من يدها بشئ من الحدة تعالى عاوزك
لياخذها إلى حجرته مغلقا الباب من ورائه ويلتفت إليها وهو ېعنفها بصوت خاڤت وبعدها معاكى ياسهر احنا اتفقنا على ايه
سهر بضجر بقولك ايه يا نوح انا مابحبش الخانقة
نوح بدهشة أنهى خنقة دى اللى بتتكلمى عنها هو حد داسلك على طرف
سهر بعصبية شديدة من ساعة ماجينا وانتو مالكمش سيرة غير ربة الصون والعفاف وذكريات الأموات اللى ماليش فيها وسكت لكن كمان هتغيرولى نظام حياتى واكلى وشربى
نوح اولا المفروض أن انتى زوجة ومسئولة عن نفسك وعنى يعنى انتى المفروض تفكرى هندبر حياتنا ازاى مش تسالى ثانيا حياتنا هنا هتبقى غير دبى ودخلنا هيتغير فلازم نأقلم حياتنا على كده ونتعلم نعمل اللى ماكناش بتعمله واعتبريها فرصة انك تتعلمى من ماما وأمانة
سهر افندم أمانة مين دى اللى اتعلم منها
نوح وطى صوتك وانتى بتتكلمى معايا ياسهر وماتنسيش اننا مش لوحدنا فى البيت وانا ما احبش ابدا ان امى تسمعك وانت بتعلى صوتك كده أو أن اى حد يحس انى مختلف معاكى
سهر بتنمر والحد ده طبعا يبقى الست أمانة مش كده
ليعطيها نوح ظهره وهو يردد الاستغفار لتلتفت حوله تواجهه مرة أخرى قائلة لازم يعرفوا أننا سعدا مع بعض ياسهر وخصوصا أمانة واشمعنى أمانة يانوح تقوللى يعنى عشان تعرف أن ابن عمها اتجوز احلى واحدة فى الدنيا وأنه سعيد معاها كمان
ثم تقول وهى تستشيط ڠضبا من يوم ما عرفتك وانت خاوتنى بيها شوية تحكى وشوية تشكى وبصراحة بعد اللى شفته منك امبارح ماباقيتش مصدقاك يانوح
نوح بدهشة وانتى شفتى منى ايه امبارح
سهر وهى تتمعن بتغييرات وجهه شفت غيرتك يانوح انت بتغير على امانة
نوح محاولا استيعاب ما سمعه من سهر اغير على مين أمانة انتى هبلة بلاش شغل ستات فاضى انا مش عاوز ۏجع دماغ ثم هى اصلا بتقعد معانا واللا بشوفها ده انا نسيت شكلها ايه
سهر پغضب بس كلامك وخناقك معاها ومحاسبتك ليها امبارح مايقولش كده ابدا يانوح
نوح پغضب بقولك ايه ياسهر مش هنبتديها خناق وعكننة خلى الحكاية تمشى سلسة كده وبلاش عكننة الله لا يسيئك
سهر بامتعاض بس انا مش حابة وجودنا هنا مش حاسة بخصوصيتى
نوح بتعجب خصوصيتك ده اللى هو ازاى مش فاهم مانتى قاعدة براحتك اهوه وانا سايبك على حريتك وماما مابتتدخلش عاوزة ايه تانى
لتنفخ سهر اوداجها قائلة وهى مامتك هتفضل كتير قاعدة معانا
ليستدير إليها نوح پغضب لا طبعا
وقبل أن تبتهج سهر لحديثه يكمل نوح حديثه قائلا لان احنا اللى قاعدين معاها مش العكس ياسهر ولازم تاخدى بالك كويس من الحكاية دى
سهر بامتعاض بس انا عاوزة شقة لوحدى مش عاوزة اقعد مع حد انا
نوح بس ده ماكانش كلامك معايا قبل مانتجوز انا ماكدبتش عليكى وقلتلك من أول لحظة انى عايش مع امى
سهر بس ماقلتليش أن الست أمانة هتفضل لازقة لنا العمر كله
نوح بفضول انتى ايه حكيتك بالظبط من ساعة ماشفتيها قدامك وانتى اتبدلتى وبعدين ماهى هتبقى فى شقتها وبعيد عننا مالك ومالها
سهر بامتعاض ااهبعيد عننا اوى بأمارة مامتك اللى ملبسهالنا وملزقاهالنا من دلوقتى وطبعا بعد كده هتبقى كل شوية مرة فطار ومرة غدا ومرة سهرة ومش هنخلص
نوح وهو يحاول أن يتمالك أعصابه وتفتكرى ايه الحل من وجهة نظرك دلوقتى
سهر بحذر انا عاوزة ارجع دبى
نوح پغضب شديد نعم دبى انتى بتستهبلى ده اللى هو ازاى يعنى
سهر انت عارف ان انا كده كده مش بقعد فى مكان واحد وكل شوية هبقى فى بلد عشان شغلى
نوح طب وانا
سهر ماهو انت اللى صممت تنزل مصر عشان عاوز تبقى متطمن على مامتك واديك اتطمنت يبقى خلاص بقى
نوح بسخرية انا مش راجع دبى ولا هتغرب تانى يا سهر وانا قلتلك الكلام ده من واحنا لسه هناك ثم ما انتى لسه بتقولى انك كده كده كل شوية هتبقى فى بلد يفرق معاكى بقى الترانزيت فى ايه ده انتى هتبقى هنا ضيفة مش اكتر
سهر احنا هنبتديها تريقة انت عارف طبيعة شغلى وموافق عليه من قبل الجواز
نوح بإحباط ما انكرش بس برضة ما انكرش انى لما جربت لقيت أن الموضوع مش لذيذ بالمرة
سهر كل شئ وله مميزات وعيوب وادينى اهوه شوف رصيدى فى البنك بقى كام
نوح بس ماتنسيش أن شغلك ده حارمنا لحد دلوقتى من أن يبقى لنا حتى عيل واحنا ماباقيناش صغيرين انتى عديتى التلاتين وانا اهوه كملت الخمسة وتلاتين يبقى امتى هنعمل الخطوة دى
سهر برفض شديد لا لا لا لا ولاد ايه وكلام فاضى ايه انسى خالص الكلام ده دلوقتى انا شغلى عندى اهم من الدنيا ومافيها
نوح ولحد امتى
سهر لحد ما اشبع من الدنيا
لينظر لها نوح بامتعاض شديد ثم يتركها ويخرج من الغرفة ليجد أن المنزل خالى لا يحوى أحد غيرهما فعلم أن أمه ذهبت لأمانة ولكنه عندما اتجه مرة أخرى إلى غرفته وجد سهر تمسك هاتفها وهى تقوم بطلب طعام من أحد المطاعم الشهيرة ليقول لها باقتضاب ماتعمليش حسابى فى الاكل ده انا هاكل من الاكل اللى موجود
سهر بعد أن أغلقت هاتفها انت حر وياريت تفهم مامتك انى ماليش فى الاكل البابت ونظام المحاشى والمشمر والمحمر ده انا مش عاوزة جسمى يبوظ
نوح وماما مالها ومال الكلام ده افهمها واللا ما افهمهاش
سهر مش مامتك اللى هتطبخ
نوح وهو يحاول استيعاب حديثها تطبخ لمين
سهر لينا يا بيبى مش هى هتبقى موجودة معانا يبقى هى اللى هتعمللنا الاكل مش كنت لسه بتقوللى أن هنا هيبقى غير دبى
نوح ااه قلت بس ماقلتش أننا هنشغل امى عندنا
سهر بنعومة ليه بتقول كده ياحبيبى ماهو لو كنا قعدنا مع مامتى كانت برضة هى اللى هتعمللنا الاكل عادى يعنى مامتى ومامتك واحد وبعدين انت عارف انى مابحبش وقفة المطبخ وبتخنق منها لكن لو حابب نجيب اكل
جاهز زى ماكنا فى دبى يبقى خلاص its up to you
نوح خلينا نشوف الكلام ده بعدين ليستمعوا إلى رنين جرس الباب ليجد أمه وأمانة وهما يدخلان وبيد أمانة وعاء طبخ تتجه لتضعه على مائدة الطعام ثم تتجه إلى المطبخ فى صمت وتبدأ فى تجهيز المائدة
نوح لوالدته اومال ايه اللى أمانة
جايباه ده
نعمة ده كشك أمانة عملته عشان سهر لما قالت إنها مابتاكلش اكل بايت
نوح ببعض الخجل طب وليه كده سهر طلبت لها اكل من برة وخلاص
نعمة هى حرة بقى يابنى خير ربنا كتير وتبقى تاكل من اللى عاوزة تأكله
وعندما انتهت أمانة من تجهيز المائدة انتبهت إلى جرس الباب ونوح يستلم طعام سهر من التوصيل ويذهب ليضعه على المائدة
فلم تعلق أمانة وعاودت الاتجاه للمطبخ ولكنها توقفت عند سماعها لنوح قائلا تسلم ايديكى على الكشك بس ماكانش فى داعى تتعبى نفسك
لتقول أمانة بهدوء دون أن تستدير له تعبك راحة يا ابن عمى
ما أن حان موعد الإفطار حتى تحلقوا حول مائدة الطعام وكان أول مابدأ نوح به طعامه هو الكشك الذى أعدته أمانة مع رفض سهر تذوقه ولكن نوح قد
________________________________________
اغتال الوعاء بأكمله كما قالت
متابعة القراءة