رواية ليتني لم احبك بقلم شهد الشوري (كاملة)
المحتويات
كل يوم حبي و عشقي ليكي
ثم ركع على ركبتيه قائلا بعشق و هو ينظر لعيناها
مقدرش اسيبك تمشي و ابعد عنك بعد ما لقيت حظي في الدنيا مقدرش اسيب سعادتي تمشي من بين ايديا من غير ما اعافر لحد ما اوصلها
....
استندت بيدها على سور الشرفة و هي متعجبة كيف لشخص ان يزيف مشاعره بتلك الدرجة كيف لشخص ان يكون هكذا و كيف وقعت هي بذلك الفخ
الو
لكن لا رد كررت النداء مرة أخرى و لا تسمع شيء لتتوقف عيناها على تلك السيارة التي تقف على بعد ما من بنايتهم لكن هذا لا يهم ما يهم هو ذلك الذي يستند بجسده عليها و ينظر لها و الهاتف على اذنه ينظر لخصلات شعرها التي تتطاير بفعل الهواء
جيانااا
نظرت له و انزلت الهاتف من على اذنها
ثم اغلقت الهاتف و دخلت للداخل و اغلقت عيناها تحاول النوم و الهروب من تلك الذكريات التي تهاجم رأسها الآن هيئته و هو يجلس هكذا على إطار السيارة من الامام ذكرتها كيف كان يقف قديما ينتظرها حتى تخرج للشرفة و ينظر لها بهيام كيف كانوا يتحدثون بالهاتف حتى يذهب كلاهما في النوم
ثبات عميق هروبا من ذلك الواقع الأليم
بأحد المخازن المهجورة التي لا يصدر منها سوا صوت صړيخ يشق سكون الليل ناتج عن ركلات و لكمات قوية عڼيفة
اما بالداخل نجد رجلان ملقيان على الأرض يتلوا الاثنان من الألم ليضرخ أحدهم پغضب
انت مفكر أن اللي بتعمله ده هيعدي على خير انت متعرفش انا مين انا...سراج الفيومي...ابويا هيوديك في ستين داهية
طب و حياة ابوك اللي للأسف
معرفش يربي لهجيبه هنا و يترمي جنبك يا دلوعة ابوك
ڠضب سراج من اهانته بتلك الطريقة ليقول
بخبث مستفزا الآخر
مش كنت تقول ان البنت تلزمك و عجباك كنا قسمنا مع بعض و اتفقنا بدل اللي بيحصل ده
ڠضب تمكن من الآخر لينقض عليه و يمطر عليه العديد من الركلات و اللكمات و سيبه بأفظع الشتائم
الكلبين دول يتربوا تلت ايام و ارموهم و الواد ده تاخده من ايده ترميه قدام ابوه و تقوله ان عملت اللي هو فشل يعمله و ربيت ابنه و لو فتح بوقه و نطق بكلمة تجيبه هو و ابنه على هنا
ثم غادر المخزن و المكان بأكمله يمسح بيده على وجهه عدة مرات يحاول ان يهدأ من نفسه بعدما اشتعلت تلك النيران بصدره بعدما استمع لكلمات ذلك الحقېر
تناول الجميع الأفطار و شاركهم مي و رغدة الذين أتوا للاطمئنان على تيا و قامت بعزيمتهم على عيد مولودها غدا ثم غادروا و طلب الجد الذي يقيم معهم بالمنزل من تيا ان تصعد لغرفته ترتاح و ذهب هو لمنزل آسر و سمير بالطابق الأسفل ليطمئن عليهم
ثم ذهبت رونزي لترد على هاتفها ليقترب رامي من جيانا قائلا بحرج
جيانا انا اسف
جيانا بجمود مصطنع
اسف على ايه
رامي بحرج
مكنش قصدي اقول اللي قولته و اسف عشان بجحت في كلامي مع اني غلطان
نظرت له ثم قالت بعتاب
زعلتني منك اوي يا رامي.....نظرتك ليا زي نظرة الناس مسترجلة و عانس طب هما غرب لكن انت اخويا لما زعقت فيك كان من خۏفي عليك
اومأت لها ثم قبل جبينها و قال باسف
عارف والله حق عليا انا بطلت السجاير و معدش بشرب خالص و بعدت عن صحابي دول
نظرت له بشك ليقول سريعا لا بابتسامة
اه والله العظيم زي ما بقولك توبة خلاص
البناية المتهالكة بمنزل صغير ذو اثاث متهالك يصدح صوت القرآن عبر التلفاز بينما تجلس سيدة على الاريكة في منتصف الثلاثون من عمرها تمتلك جمال هادئ مثل شخصيتها تماما تمكث بذلك المنزل بمفردها منذ سنوات
تمسك بالمسبحة بيدها و تذكر الله بصوت خفيض لتسمع صوت طرق على الباب ذهبت لتفتح بعدما ارتدت اسدالها و ما ان فتحت الباب و رأت الطارق قالت بهدوء
عاش من شافك يا حامد و لا نقول حامد باشا بقى
تنهد ثم قال دخل للداخل دون أن يستأذن بالدخول حتى تركت الباب مفتوح و اقتربت منه ليقول هو
عايزة ايه يا نعمة و جيتي سألتي عليا ليه
ابتسمت بهدوء ثم قالت
كنت جاية انصحك و اوعيك و اقولك ان الطريق اللي انت ماشي فيه ده آخرته وحشة ده انت حتى في يوم من الايام كنت جوزي و ابو ابني الله يرحمه !!!!
كز على أسنانه و قال پغضب
طريق ايه و كلام فارغ ايه اللي بتتكلمي عنه انا شغلي كله سليم و مليش في الشغل الشمال ده
ابتسمت ثم قال
الكلام ده تضحك بيه على الناس مش على نعمة...نعمة اللي عرفاك و حفظاك اكتر من نفسك
نظر لها مطولا لتتابع هي بعتاب
ليه يا حامد....ايه اللي يخليك تمشي في الطريق ده هتعمل ايه بفلوس حرام تتمتع بيها في دنيتك و تخسر بيها اخرتك....ذنبهم ايه الناس الغلابه اللي بيموتوا بسببك ياخي افتكر حتى أن ابنك كان من ضمن الناس الغلابة دي اللي ذنب كل واحد فيهم هيبقى في رقبتك
نظر لها ثم هدر پعنف
اخرسي و متفتحيش بوقك بكلمة و إياكي ثم إياكي تهوبي
ناحية القصر او الشركة تاني
نظرت له مطولا بصمت ليقول هو پغضب
بتبصيلي كده ليه
ابتسمت بسخرية ثم قالت بحزن
مستغربة من اللي شيفاه و بسأل نفسي فين حامد اللي مكنش يقدر يأذي نملة فين حامد الطيب اللي كان عمره ما يقبل يصرف قرش حرام على
نفسه و بيته
اشارت عليه بيدها ثم قالت
انا شايفة قدامي دلوقتي واحد اتعود ع الحړام و بقى أسهل حاجة عنده الأذية شايفة واحد غريب عني....مش انت حامد و مستحيل تكون حامد اللي انا عرفته و حبيته في يوم من الايام و استأمنته على نفسي
ابتسم بسخرية ثم هدر پغضب
فوقي بقى....الطيبة و الأخلاق ما بتأكلش عيش ما انا كنت ماشي في حالي و جنب الحيط و كانت ايه النتيجة ابني....ابني اللي ماټ قدام عيني و بيتي اتهد الزمن ده مينفعش فيه غير كده من أربع سنين و انا أقسمت اني لازم اجيب فلوس بأي طريقة كانت معاك قرش تسوى معكش يبقى متسواش
نظرت له بحسرة ثم قالت
امشي يا حامد امشي و مش هقولك غير اتقي ربنا ربنا بلاش تخسر اخرتك توب و ارجع لربنا عشان خاطر يوم ما تقابل ابنك يوم الحساب تعرف تحط عينك في عينه
نظر لها ثم غادر المنزل پغضب شديد و اخذت هي تدعو له باكية
ربنا يهديك يا حامد....ربنا يهديك
بشركة الزيني للحديد و الصلب
يجلس فريد خلف مكتبه يباشر عمله بتركيز شديد يحاول الهاء نفسه عن التفكير بها لكن دون جدوى تذكر امر الحاډث الذي قال جده انها تعرضت له غادر مكتبه متوجها لمكتب ابن عمه ايهم و ما ذهب لهناك لم يجد السكرتيرة بمكتبها فدخل للداخل دون أن يطرق الباب و ما ان دخل قلب عينيه بملل ما ان رآى ايهم بجلس على مقعده خلف مكتبه و على قدميه تجلس سكرتيرته سالي في وضع مشين و غير لائق ما ان فتح الباب ابتعدت عنه سالي تضبط هيئتها ثم خرجت للخارج مغلقة الباب خلفها لينظر لها فريد باشمئزاز و ذهب و جلس على المقعد الموجود أمام المكتب ثم هدر بأبن عمه پغضب
مش هتبطل القرف ده بقى و بعدين هي حبكت في المكتب لا و كمان مع الزفته سالي اللي بره
ايهم بسخرية و هو يرجع بجسده للخلف
اللي بيته من ازاز يا بن عمي
فريد بحدة
قصدك ايه
ايهم بسخرية
قصدي انك تبطل كل ما تشوفني تديني في نصايح الأولى تقولها لنفسك و بعدين ايه اللي مضايقك في اللي بعمله ما انت عملته زمان و سالي دي انت مجربها قبلي من زمان و على كرسي مكتبك اللي بعيد عن هنا بكام متر يا حبيب قلب البنات
نظر له فريد پغضب ليقول فريد بحدة ليتابع الأخر
بلا مبالاه
المهم كنت عاوزني في ايه
فريد بتساؤل
حاډثة ايه اللي حصلت مع جيانا دي و جدك كان بيقول عليها
ايهم و هو يرفع كتفيه لأعلى
معرفش كل اللي اعرفه ان جدك من كام شهر كان راجع الشركة و قالنا انه لقى بنت واقعة جنب عربيتها اللي مخبوطة في الشجرة و كانت باين عليها انها مضړوبة و نقلها المستشفى وكمان قالنا انه حالتها كانت خطېرة معرفش الباقي بقى و لا كنت اعرف انها جيانا
شعر بانقباض بقلبه أثر سماعه لما يقوله و هو يتخيل كم المعاناة التي عاشتها و تمنى لو كان موجود حينها ليحميها و يتوعد بداخله لمن فعل بها هذا سيذيقه
كافة انواع العڈاب ليكون المۏت رحمة له
نظر لابن عمه ثم قال
الراجل اللي اسمه حامد صفوان ده تجيبلي كل حاجة عنه المعروفه و اللي مش معروفة عايز اعرف عنه كل حاجة من يوم ما اتولد لحد دلوقتي
اومأ له ايهم ثم قال
اعتبره حصل
اومأ له فريد ليدق الباب مرة قبل أن يدخل الطارق من الباب و الذي لم يكن سوا جمال الزيني الذي ما ان دخل وقف الاثنان مرحبين به
ليقول ايهم بتساؤل
بقالك فترة مجتش الشركة يعني يا بابا ايه
سر الزيارة
جماا بابتسامة حزينة
كنت بزور قبر نور و قولت اعدي ع الشركة
اشوف الوضع ايه
اومأ له ايهم بابتسامة لم تصل إلى عينيه التي امتلئت بالحزن بتلك
اللحظة خصيصا عند ذكر اسم والدته المتوفاة و التي أخذها المۏت بلحظة من بينهم ماټت دون أن يودعها ماټت بدون سابق إنذار ماټت دون أن يشبع من حنانها و يكتفي
حزن فريد على حال عمه و ابن عمه الذي يعرف انه ربما لا يظهر حزنه و تأثره كثيرا لكنه يعرف ان بداخله ينهار خزنا على ۏفاة والدته و التي كانت له كل شئ.....وحد نفسه يسأله بتلقائية
كنت بتحبها للدرجة دي يا عمي
ابتسم جمال ثم قال بحنين و بصوت عاشق يتألم من ألم الفراق و الدي لا يضاهي اي ألم بالعالم
الحب ده انا عديته من زمان عارف كلام الحب و الغرام كله مش ممكن يوصف مقدار مبي ليها و اللي بحسه ناحيتها....بحبها لدرجة بتمنى المۏت كله لحظة عشان اكون جنبها
فريد
متابعة القراءة