رواية همس القلوب بقلم اميره الشافعي (كاملة)

موقع أيام نيوز


ممدوح خلاص إنتم كلكم كبرتم وإتجوزتم وأنا إطمنت عليكم
خد بالك من بيري يا ممدوح وخلي زيزي تهتم بيها أكتر من كده
هتروحي فين يا ماما 
هروح لماهي لحد ما أخوك يخرج بالسلامة ونشوف هنعمل إيه
ممدوح بحزن لاء يا ماما ما ينفعش تسيبي البيت
أنا كده هكرهه بال فيه 
نوال بحنان وهي تربت علي كتف ممدوح إنت يا حبيبي شغلك كله مع أبوك ما تخسروش يا ممدوح 

وما تتكلمش معاه هوا خلاص معدش فيه فايده وأنا تعبت يا بني ومعتش قادره أستحمل
خد بالك من بنتك يا بني الله يعينك قالت ذلك وأمرت الخدم بتوصيل كل الأشياء إلي السياره
حاول ممدوح كثيرآ أن يثنيها عن عزمها ولكنها رفضت تمامآ 
فقال ممدوح العربيه مش هتاخد الحاجات دي يا ماما بدال مصره هاجي أوصلك ونخلي السواق يمشي ورانا
كانت نوال تشفق داخليا علي ممدوح لقد حاول إرضائها كثيرا وبدا كطفل حائر ولكنها إتخذت القرار ولن تعود مرة أخري
يلا يا همس قالت نوال لتتبعها الصغيره
بعد خروج نوال
جلست زيزي في البهو الخارجي واضعه ساق فوق الأخري وهي تنظر لوجهها بمرآه صغيره بيدها وتضع بعض مستحضرات التجميل
كانت تشعر بنشوة الإنتصار هاهي ليلي وهمس قد تركو البيت ومعهم نوال التي كانت تدافع عنهم دائما 
نادت زيزي علي وداد بصوت عالي لتحضر وداد في الحال لتقول
نعم يا ست زيزي
زيزي بكبرياء من هنا ورايح كل يوم تسأليني عن نوعية الأكل ال صالح هيطبخها
وكل أوامرك مني فهمتي
وداد بحزن يا حبيبتي ياست نوال يا عاقله يا كامله ثم تمتمت علي رأي المثل راح النوار وقعد القوار
زيزي وهي تزفر بضيق أوار إيه ونوار إيه إمشي غوري من قدامي داهيه تاخدك 
في المستشفي
دخل الطبيب حجرة مراد ليفحص جرحه ثم ابتسم وقال لا لا لا دا إحنا عال
الحمد لله همست ليلي
مراد بتساؤل يعني ممكن أمشي النهارده وأرجع شغلي 
الطبيب بكره! إن شاء الله تخرج بالسلامة
خرج الطبيب وسألت الممرضه ليلي إن كانت تريد شيئآ ثم خرجت تتبع الطبيب
إبتسمت ليلي وقالت إظاهر إننا وش مستشفيات يا مراد ما بنبقاش مع بعض علي طول إلا في المستشفي 
تنهدت وقالت مفروض همس تروح المدرسه النهارده يا تري راحت ولا لأ 
مراد بهدوء إحنا إن شاء الله هنكون مع بعض علي طول
خلينا نعمل فرحنا أول ما أخرج من هنا علشان حياتنا تستقر
وأنا أركز في شغلي شويه مش ملاحظه إن ماما مطلبتنيش من امبارح 
قالت ليلي طب إطلبها إنت يا مراد وإسأل علي ميسو
حاضر قالها مراد وهو يطلب والدته التي ردت عليه وأخبرته ماحدث
سمعته ليلي بحاډث أمه ويقول
ولا يهمك يا ماما أنا أصلا طلبت من رامي يشوف لي شقه واسعه وكويسه
وأول ما أخرج هكون مجهزها وأخدك تعيشي فيها 
وضع الهاتف وقص علي ليلي ماحدث فقالت
مسكينه ماما نوال مستكتر عليها الفيلا وهو خد عمرها كله 
مراد بضيق إن شاء الله هعوضها وأشتري لها شقه خاصه بيها
ليلي بتعجب يعني في السن ده وبعد العيله واللمه تعيش لوحدها في شقه يا مراد
لاء طبعآ ماما نوال هتعيش معانا
خد شقه واسعه يا مراد علشان نعمل أوضه لماما وأوضه لهمس 
مراد بتساؤل بس كل بنت بتحب تعيش مستقله و لوحدها يا ليلي 
ليلي بمرح لما تبقي حماتها ماما نوال يبقي
أكيد هيبقي حلمها تعيش معاها
مراد بسعاده كده هبقي عايش مع أهم اتنين في حياتي
عبست ليلي فقال أنا قلت حاجه غلط
ليلي پغضب مصطنع طبعآ نسيت أهم حد
مراد وهو يحك رأسه مين
ليلي وهي توكزه ميسو
مراد ضاحكآ بايني هغير من ميسو يا لولو ليلي وهي تذكره إحنا لولا ميسو ماكناش عرفنا بعض 
مراد وهو يجذبها بحنان طبعآ إنتو رزقي من أول ما شفتكم مش لقفتكم من الشجره تبقو بتوعي
لتتعالي ضحكاتها وتقول دا كان يوم يا مراد 
مراد مازحآ اللص الوسيم حرامي التوت
ليلي بتعجب عرفت منين يا مراد إني قلت عليك كده بالله عليك تقولي 
مراد وهويحك ذقنه إممممم طب لو قلت لك هتديني إيه 
ليلي بسرعه خمسه جنيه
مراد تؤتؤ تؤ خمس 
ليلي پغضب مصطنع تؤتؤ تؤ إنت إنسان إنتهازي 
مراد مازحآ طب اتنين ومعدش فصال
ليلي بجديه موافقه قول الأول
مراد ضاحكآ شفت الورقة ال إنتي كتباها في دفترك
ليلي وهي تقذفه بالوسائد حرامي متطفل
مراد بإبتسامه جميله يلا هاتي إل إتفقنا عليه
ليلي بمرح طفولي وهي تقذف له قبلتين في الهواء وقالت واحده اتنين إتفضل أي خدمه مش خساره فيك 
في شقة ماهي
إحتضنت ماهي همس وأمها ورحبت بهن كثيرآ
كرم أيضآ حاول أن يشعر نوال بأنها عزيزه ومرغوب فيها فهي حساسه وراقية المشاعر 
في صباح اليوم التالي سمعت همس طرق علي باب الشقه في الصباح الباكر
قالت بصوت منخفض تيته نوال إصحي
إستيقظت نوال وقالت فيه إيه يا همس
همس ببراءه الباب بيخبط يا تيته
خرجت نوال بعد أن وضعت عليها شال كبير لتفتح الباب وتصيح وهي تبكي
مراد حبيبي
صاحت همس التي
رأت ليلي خلف مراد وهي تندفع حولها
ماما حبيبتي جتلي تاني
حملتها ليلي وقالت قلب ماما يا همس
ما روحتيش المدرسه ليه مش الدراسه بدءت
همس ببراءه مين هيلبسني ويعمل لي حاجاتي 
يا قلبي إنتي يا ميسو قالت ليلي
ووضعت همس نوال
كذلك حمل مراد همس 
دخلت همس لإيقاظ عمتها ماهي وهي تقول
بابا وماما جم بره يا عمتو ماهي
بكت نوال رغمآ عنها حينما قال لها مراد أنه
سيوقع بعد ساعه واحده عقد شراء شقه واسعه علي النيل
دلفت نوال للداخل وخرجت تحمل صندوق به مصوغاتها وقالت بحنان 
خد يا حبيبي علشان يساعدو في ثمن الشقه
مراد بجديه شيلي حاجتك يا ماما الحمد لله أنا عندي ال يكفينا وزياده 
أنا نازل يا ماما رايح الشركه 
وبالليل هأخدكم تشوفو الشقه ويومين بالكتير هتكون مفروشه إن شاء الله
ليلي بخجل أنا كمان عندي فلوس يا مراد من إيراد أرضي
مراد بجديه ولا كلمه زياده قلت لكم معايا ال يكفينا 
همس ببراءه أضحكت الجميع وأنا يا بابا معايا عشره جنيه من عمتوماهي خدها هات الشقه 
مراد ضاحكآ دي آخرها شقة فول يا همس 
في شقة سالم
تعالت ضحكات شهد ومالك مما جعل محمد يشعر بالإرتياح 
فأخيرا سيطمئن علي شقيقته وهويعتقد أن مالك إنسان محترم وسيصونها ويقدرها
بعد إنصراف مالك
قالت أمه لشهد باين عليكي مبسوطه بمالك يا شهد
شهد بإبتسامه راضيه الخقيقه يا ماما هو شكله طيب جدآ وعدني كمان يعلمني السواقه 
محمد ضاحكآ معقوله يا شودي هتتجوزي وتسافري والله هحس حاجه نقصاني
هلطش لمين في الرايحه والجايه
قال ذلك وجذبها ليحتضنها بحنان
في المساء 
إصطحب مراد نوال وليلي والصغيره لرؤية الشقه
إنبهرت ليلي فالشقه في بنايه حديثه
واسعه جدآبها أربع حجرات وردهه كبيره وبها كذلك شرفات تطل علي النيل مباشرة
كانت همس تقفز من الفرحه وهي تصيح
بيتنا الجديد يا تيته صح
نوال بسعاده صح يا همس ثم نظرت لليلي وقالت بصوت منخفض
بقول يا ليلي إيه رأيك إني أبيع صيغتي وأشوف شقه صغيره علي قدي علشان تاخدو راحتكم يا بنتي
لتجذب ليلي يدها لتقبلهاوتقول راحتي أبقي معاكي يا ماما أنا مصدقت ألاقي لي أم
ورجعت أقول يا ماما من تاني 
نوال فقد تأثرت بكلماتها الصادقه
نظر لهم مراد مبتسما وهو يزفر بإرتياح
قال مراد بلهجه آمره إعملي حسابك يا ليلي قدامك أسبوع واحد ونكون عاملين فرحنا 
أنا عاوز أعيش مع عيلتي الحلوه
ربنا يسعدك يا بني قالت ذلك نوال بمحبه
في شقة كرم
جلست ماهي مع زوجها يتناولان طعام العشاء
ولاحظ كرم أن ماهي متوتره بعض الشئ
نظر لها بتمعن وقال مالك يا ماهي
ماهي برجاء عندي طلب منك يا كرم بس هيه حاجه لو عملتهالي هكون أسعد إنسانه في الدنيا 
فيه إيه يا ماهي قولي عاوزه إيه قال كرم
ماهي برجاء عاوزه نتبني طفل رضيع يا كرم أربيه ويكون إبني أو بنت وأسميها قمر 
كرم بإنزعاج طيب سبيني أفكر شويه في الموضوع ده يا ماهي 
ماهي برقه أنا متأكده أنك مش هتزعلني يا كرم
مرت الأيام سريعآ ومراد بين شركته ومحلات الموبيليا لتجهيز شقته
حتي صارت شقه جميله راقية الآثاث والمفروشات
في شقة كرم 
جلست ليلي مع ماهي وهي تشعر بالإرتباك
فقالت ماهي مالك يا عروسه متوتره ليه
ليلي بوجل مش مصدقه يا ماهي إن بكره فرحي أنا ومراد حاسه إني بحلم
ماهي ضاحكه و الفستان التحفه ال مراد إشتراه وجابه ده كمان حلم 
ليلي بسعاده دا أجمل حلم حلمته وإتحقق يا ماهي 
الفصل الثالث والثلاثون يوم جميل
في فيلا الخرافي
عاد شاكر من عمله كعادته ولم يجد من يضع الطعام علي الطاوله أويهتم به كما إعتاد دومآ
منذ إسبوع وبالتحديد منذ أن غادرت نوال البيت وهو يشعر رغمآ عنه بأن المكان أصبح باردآ معتمآ لم يهتم بها أبدآ ولكنه إعتادها وإعتاد وجودها وإهتمامها بكل صغيره و كبيره تخصه
زيزي أفسدت نظام المنزل أمرت الخدم ألا يفعلو شيئآ بدون إذنها وها هي لاهيه كالعاده لا تهتم بشئون أحد إلا نفسها فقط
صاح شاكر بصوت هادر وداد صالح
إنتو يا بهايم
هرولت وداد بإتجاهه وهي ترتعد وقفت أمامه وقالت
أوامرك يا شاكر بيه 
شاكر پغضب فين الغدا هو أنا هطلبه كل يوم إنتي مش عارفه نظامي ال متعودين عليه من سنين مش باجي كل يوم أغير هدومي وألاقي الغدا محطوط وكلهم بيستنوني
وداد بحسره هو فضل مين يستني يا سعادة البيه دا ممدوح بيه بقي بياكل بره علي طول والست زيزي بظروفها 
شاكر پغضب عارم إنتي كمان هتناقشيني أردف بلوم ماهو كله من إهمالكم
وداد بتوتر والله مالينا ذنب يا سعادة البيه زيزي هانم قالت لي الصبح ما أخليش صالح يطبخ علشان هيه هتطلب أكل من بره النهارده
شاكر وهويزفر بضيق من إمتي بنطلب زفت من مره
هبطت زيزي الدرج وهي متأنقه كالعاده
وقالت بإبتسامه واسعه أنا راحه النادي يا وداد لما بيري تيجي خلي آني تنزل تقابلها وهي نازله من باص المدرسه 
إنتبهت لشاكر العابس الوجه فقالت بدلال باردون يا أنكل مخدتش بالي من حضرتك 
شاكر بضيق شديد ليه قلتي لصالح ما يطبخش يا زيزي
زيزي وهي تخبط جبينها بيدها يا خبر أبيض سوري يا أنكل شاكر أصل نودي صاحبتي اتصلت قالت إنها مستنياني في النادي فنسيت والله أطلب الأكل أردفت
حالآ يا عمي هطلبك أكل
صاح شاكر پغضب ما تطلبيش زفت وآخر مره تقولي لصالح ميطبخش
نظر لوداد محذرآ وقال بلهجه آمره أقسم بالله لو إتكررت الهمجيه دي لأكون طاردكم من الفيلا نهائي
غوري هاتي أي حاجه أتسممها
حاضر يا سعادة البيه قالت وداد وهي تهرول إلي حجرة الطعام
بينما تجاهلت زيزي ڠضب شاكر العارم وإنصرفت بدون أي إحساس بالمسئوليه
جلس شاكر علي مقعد أمام الطاوله الخاويه
وهو ينظرإلي الفراغ أبدآ لم يشعر طوال حياته مع نوال بأهميتها لكنه الآن
 

تم نسخ الرابط