رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن (كاملة)
المحتويات
ووالدها الذى قال بتصميم
لا والله ما ينفع.. ده انت لسه داخل حتى ملحقتش تشرب حاجة
أبتسم عمرو بمودة وهو يقول
معلش يا عمى مرة تانية ان شاء الله
نظر إليها والدها وقال آمرا
وصلى خطيبك يا عزة
أحمر وجهها بشدة وهى تنظر لوالدها وكادت أن ترفض ولكنها وجدت علامات الجدية على وجهه فتراجعت عن الرفض وقالت وهى تشير لعمرو
توجه والدها للداخل وتركهم عند باب الشقة المفتوح وقف عمرو بالخارج وهى بالداخل تنظر إلى الارض كانت تتصور انه سيلقى السلام ويغادر ولكنه لم يفعل وقف ينظر إليها وكل خلجة من خلجاته تنطق بالحب ليس نظراته فقط وما كانت عيناه إلا مرآة يمر الحب خلالهما وينساب بدون أن يشعر ليسكن فى عينيها عندما رفعتهما إليه لترى سبب صمته الذى طال فأخفضت عينيها حياء منه ومن نظراته وهى تقول بخفوت
قال بنفس خفوتها وابتسامته تملأ وجهه
على فكرة.. أنا أسمى عمرو ..هه
قالت دون أن تنظر إليه
فى حاجة يا عمرو
خفق قلبه وابتسم فى سعادة و .. قاطعت نظراته وأفكاره ورفعت رأسها فجأة وقالت بجدية
على فكرة مينفعش تبصلى كده ..عن اذنك
تراجع للخلف بدهشة وأغلقت هى الباب
ېخرب عقلك .. قطعتى لحظة رومانسية بنت لذينه
وخبط كفا بكف وهو ينزل درجات السلم وهو يهتف
أيه شغل الجنان ده
أبتسمت رغما عنها واتجت للداخل لا تعلم لماذا تزداد أعجابا به يوما بعد يوم برغم من أنهما لم يتقابلا إلا مرات معدودة ولكنه فى كل مرة يثبت أنه أهلا لها ولتحمل المسؤلية عن جداره تستحق الأحترام رغم صغر سنه بالمقارنة ببعض الرجال الذين تعدوا الثلاثين ولكنهم لا يشغلهم من الحياة إلا أنفسهم ورغباتهم فقط .. فالأيام لا تغير البشر ولكنها فقط تنزع القناع عنهم
أنهى باسم جميع متعلقاته فى مكتب الدكتور حمدى مهران وتركه نهائيا وأخذ معه حسن للعمل معه فى مكتبه الخاص وفى نفس اليوم دخل الدكتور حمدى المكتب ولكنه لم يذهب مباشرة إلى مكتبه وانما مر بالحجرة الأخرى الخاصة ب فارس أطل برأسه وقال موجها حديثه لفارس
تعالى يا فارس شوية عايزك
نهض فارس واقفا وذهب خلف الدكتور حمدى ودخل حجرة مكتب الدكتور حمدى خلفه وسمعه يقول وهو يجلس خلف مكتبه
أغلق فارس الباب خلفه وجلس قبالته وهو ينظر إليه باهتمام وهو يتوقع التكليف بقضية مهمة من ضمن القضايا التى يكلفه بها ولكنه فوجى به يقول
أنت هتمسك أدارة المكتب مكان الأستاذ باسم
أتسعت عيناه دهشة فهو لم يكن يتوقع أن تسند إليه مثل هذه المهمة وفى هذا التوقيت المبكر وقال
قاطعه الدكتور حمدى قائلا بجدية
متقلقش من حاجة.. الموضوع أصلا مش محتاج حاجة يعنى مش مسؤلية زى ما انت فاهم .. وبعدين القضايا مبقتش كتير زى ما انت شايف
أطرق فارس برأسه لبرهة من الوقت صمت خلالها يفكر ثم رفع رأسه وقال
بس أنا مش اقدم واحد فى المكتب فى ناس أقدم مني
أبتسم الدكتور حمدى وهو يقول
بثقة
بس انا بثق فيك انت
ثم نظر أمامه وشرد قليلا وهو يقول
وبعدين انا بحضرك لحاجة كبيرة بس مش دلوقتى
حاول فارس أن يتكلم متسائلا عن الأمر ولكنه قاطعه مرة أخرى قائلا
أخبار الماجستير أية
فكر فارس قليلا وكأنها يجمع الأوراق أمام عينيه وقال
مش أقل من سنة يا دكتور
هز رأسه مبتسما وهو يقول
طب يالا بقى على مكتبك الجديد
خرج فارس من حجرة الدكتور حمدى بمشاعر مضطربة ما بين السعادة والخۏف من المسؤلية الكبيرة التى ألقاها أستاذه على كاهله ووجد نفسه يهتف داخله متضرعا
يارب وفقنى أنا محتاجلك أوى يارب
دخل حجرته فوجد دنيا تنتظره ونهضت على الفور متسائلة
خير يا فارس الدكتور كان عاوزك ليه
أبتسم فارس وهو يأخذ نفسا عميقا ثم قال
الدكتور كلفنى بأدارة المكتب بدل الأستاذ باسم
شهقت دنيا فرحا وهى تضع كفيها على وجنتيها وهتفت بسعادة
معقول .. ألف مبروك يا حبيبى
كان قد انتهى من جمع بعض أوراقه وقبل أن يخرج توقف وقد تذكر شيئا ذات أهمية وقال
لو سمحتى يا دنيا تعالي كمان ساعة كده.. عاوزك ضرورى
أبتسمت دنيا وهى تتابعه وهو يخرج من الحجرة بينما توجهت نورا خلفه لتهنئه طرقت الباب ودخلت عندما سمعته يعطى الأذن بالدخول وقفت عند حافة الباب المفتوح تهنئه فشكرها بابتسامة هادئة وقد كان يتوقع أن تغادر ولكنه وجدها تقف فى حيرة من أمرها لا تدرى ماذا تقول فقال فارس بهدوء لا يخلو من الدهشة
فى حاجة يا أستاذة نورا
تقدمت للداخل وبحركة تلقائية كادت أن تغلق الباب ولكنه استوقفها قائلا
لو سمحتى سيبى الباب مفتوح
أومأت برأسها وجلست قبالته وقالت بتوتر
أستاذ فارس ..أنا عارفة انك مشغول أوى بس انا.. أنا بجد مخڼوقة أوى ومحتاجة اتكلم معاك
ترك فارس مافى يده من ملفات وقال ببطء متسائلا
خير فى حاجة مضايقاكى .. فى الشغل
قال كلمته الأخيرة تلك وهو يضغط حروفها بتعمد فرفعت نظرها إليه متعجبة وقالت باستنكار
أنت كنت بتسمع
متابعة القراءة