رواية مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبد الرحمن (كاملة)

موقع أيام نيوز


وتوتره وتعرقت يديه بشدة وقال محاولا التحكم بعصبيته
اه علشان كده بقى
دخلت أم يحيى وقدمت له الشاى قائلة 
والله يا أستاذ فارس شاب يفرح ويشرح القلب ومن ساعة ما شفها عند الدكتور بلال وهو هيتجنن عليها.. وهى دماغها ناشفة
ثم توجهت للخارج وهى تقول 
انا هناديهالك وانت بقى تحاول تاثر عليها.. أنا عارفة انها بتسمع كلامك

دخلت أم مهرة غرفتها وقالت لها بلهفة
قومى بسرعة أستاذ فارس عاوزك بره
نهضت مهرة من خلف مكتبها الصغير وهى تحدق بوالدتها وقالت بحزن
جاى يقنعنى انى اوافق على العريس.. مش كدة
أومأت أمها برأسها وقالت مؤكدة
أومال معطل نفسه وطالع مع ابوكى ليه .. وبعدين يا مهرة خلى بالك لو فضلتى رافضة ابوكى هيبهدلنا ويمكن يطلقنى يابنتى .. يرضيكى امك تطلق على كبر كده
زاغت نظراتها وهى تجلس على مقعدها مرة أخرى ترمى بثقل جسدها عليه دفعة واحدة بعد ان خذلتها قدميها وقد شعرت أن الألم يعتصر قلبها اعتصارا محاولا أن يتخلص من هذا الرجل الذى طالما أحبه وعشق كل سكناته وخلجاته وحروف كلماته وضحكاته بل وآلامه وأحزانه خرجت كلماتها بصعوبة بعد أن بللت الدموع شفاهها وقالت 
قوليلوا مفيش داعى يتعب نفسه يا ماما ..أنا خلاص موافقة
خرجت أم يحيى من غرفة ابنتها وهى تطلق الزغاريد فنهض فارس ووالدها متسائلين فقالت أم يحيى بسعادة كبيرة
بركاتك يا أستاذ فارس .. أول ما خطيت بيتنا عنادها اتفك
ونظرت إلى زوجها قائلة
كلم العريس وقوله البت وافقت يا ابو العروسة
خفق قلبه بقوة وهو ينظر إليها مشدوها قائلا
هى قالتك انها موافقة يا ام يحيى
ضحكت أم يحيى وهى تقول
طبعا يا أستاذ فارس موافقة
توجه والد مهرة إلى الهاتف بينما شعرهو أن الدنيا تميد به وأنه يتنفس من ثقب أبرة لا تروى ظمأ رأتيه فاتجه إلى الباب خارجا وهو يتمتم غاضبا
مبروك
عاد الفارس مهزوما إلى شقته ولكن غاضبا لأقصى حد فتح الباب پعنف وأغلقه خلفه بقوة خرجت والدته من المطبخ فزعة ورأته غاضبا بشدة لا يرد عليها ودخل إلى الحمام وضع رأسه تحت الصنبور لعله يطفأ الڼار التى نشبت برأسه وهو لا يدرى مصدر الڼار الحقيقية وقفت والدته بجواره ترجوه أن يتحدث ويخبرها ما به وأخيرا أغلق الصنبور واعتدل واقفا وهو يتكأ على الحائط أمامه بكلتا يديه ناظرا لوجه بالمرآة والمياه تقطر من
كل مكان بوجهه وشعره لټغرق ملابسه قائلا 
هتتجوز ..
رفعت والدته حاجبيها دهشة وهى تقول 
هى مين يابنى
وفجأة انقلب الصمت إلى زوبعة
شديدة تتلوها الأعاصير تترا وأخذ يهدر فى ڠضب شديد
خلاص مبقاش ليا لازمة عندها .. أنا بقيت ولا حاجة عند الهانم.. رايحة تقرر وتوافق من غير ما ترجعلى
خرج من الحمام متوجها إلى المائدة وراح يركل المقاعد واحدا تلو الآخر فينقلب على عقبيه محدثا جلبة شديدة وهو يصيح 
كانت بتاخد رأيى فى لون الفيونكة اللى فى شعرها .. كانت بتاخد رأيى فى القلم اللى بتكتب بيه .. دلوقتى بتقرر تتجوز ..كده من نفسها ..خلاص كبرت وعاوزه تجوز .. خلاص مبقاليش قيمة عندها
حاولت والدته أن تهدىء من روعه وتتشبث به لتجلسه ولكنه كان كالعاصفة الهوجاء يطيح بكل ما يقابله أمامه يمينا ويسارا لم تعد تعرف كيف تعيده إلى رشده أخذت تمسح على ذراعيه تارة وعلى رأسه تارة وهى تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم حتى هدأ أخيرا وجلس وقد احتقن وجهه بشدة وډفن رأسه بين كفيه محاولا السيطرة على غضبه يلتقط أنفاسه بصعوبة كأنه كان يعدو بقوة.
وقفت والدته بجواره تمسح رأسه وتقرأ بعض آيات القرآن وبينما هم كذلك صدح رنين هاتف المنزل تركته والدته ورفعت سماعة الهاتف لتجيب المتصل أمتقع وجهها وهى تنظر إلى فارس الذى بدأ يهدأ قليلا وأنفاسه تنتظم ثم قالت بشحوب
أمتى حصل ده يابنتى
رفع رأسه ونظر إلى والدته متسائلا حينما سمعها تقول لمحدثتها
لاحول ولا قوة الا بالله ..البقاء لله يابنتى
الفصل الثانى والعشرون
أغلق فارس باب شقة والدة دنيا خلف المعزيين وعاد ليجلس بجوارها منهكا من شدة التعب نظر إليها فوجدها ټدفن رأسها بين كفيها وتنساب عبراتها المنهمرة على وجنتيها لتبلل كفيها ووجهها أقتربت والدته منها ومسحت على ظهر دنيا بحنان قائلة
كفايه يا بنتى هتموتى نفسك من العياط .. أدعيلها بالرحمة
ثم نظرت ل فارس وأردفت 
قوم يابنى خد مراتك وادخلوا ارتاحوا شوية.. أنتوا منمتوش من امبارح
نهض فارس بتثاقل فكم كان محتاجا لقسط من الراحة لبعض الوقت بعد نهار طويل من اجراءات الډفن والوقوف لاستقبال المعزين أمسك يدها وساعدها على النهوض وهو يقول بإشفاق
تعالى جوه يا دنيا.. قومى يالا
نهضت وهى تجفف دموعها وقد أطرقت رأسها إلى الأرض وكادت أن تسقط من فرط أجهادها وحالتها النفسية السيئة 
نامى شوية علشان أعصابك تهدى
رفعت رأسها إليه ببطء ونظرت له من بين دموعها وقالت بصوت مبحوح من كثرة البكاء
أقعد لو سمحت
جلس بجوارها على الفراش والټفت إليها مشفقا لحالها 
متسبنيش يا فارس .. أنا ماليش غيرك دلوقتى .. أرجوك متسبنيش
 

تم نسخ الرابط