حافية علي جسر عشقي بقلم سارة محمد (كاملة)

موقع أيام نيوز


فاشل وأني أعرف أعتمد على نفسي كويس وأعرف أكون عيلة قولتي أيه !!!
صدمت من عرضه فرغت شفتيها بذهول لتلوي شفتيها بتقزز متمتمة 
أنت فعلا فاشل يا مازن و مستحيل تنجح في أنك تكون عيلة أنت مش عارف تحب نفسك عشان تحب اللي حواليك و أنا مش مستعدة أبقى فار تجارب عشان تثبت لعيلتك أنك مسؤول !!!!
أظلمت نظراته ليضع يداه في جيبه قائلا بسخرية 

فريدة أنت مراتي والمهر بتاعك أنا دافع فيه ډم قلبي يعني كدا ولا كدا أنت هتيجي معايا عند أهلي بس أنا عايز تبقي مستفادة عشان تضمني حقك لما أطلقك بس واضح أنك غبية فعلا !!
ظلت تناظره بحدة ممزوجة بتحدي و أخيرا أسترسلت 
على شرط ..
أبتسمت عيناه لنجاح خطته قائلا
أشرطي يا مدام ..
نظرت لأخيها الذي ينظر لهما بعدم فهم لتهمس 
جوازنا هيبقى على ورق بس يا مازن !!!
قطب حاجبيه لوهلة لتصدح صوت ضحكاته العالية أرجاء الغرفة عائدا برأسه للخلف سرعان ما قطع ضحكاته بنظرة راغبة تتفرسها 
أنت أنانية أوي يا فريدة عايزة تاخدي كل حاجة و أنا ماخدش أي حاجة فريدة أنا متجوزك لسبب واحد أنت عارفاه .. وبعمل كل دة بردو و أنت عارفة ليه !!!! وتيجي تقوليلي
على ورق طب و أنا كدا هبقى مستفيد بأيه !!!!
شهقت مصډومة من مدى وقاحته لتعود للخلف ضاربة الأرض بقدميها قائلة 
مستحيل دة يحصل !!!!!
نظر إلى يزيد ليجده قد غفى ذاهبا في سبات عميق تقدم منها بضع خطوات لتعود هي ضعفهما لينتهي بها الحال محاصرة بين الحائط وذراعيه ينظر لها كالأسد الذي يود إفتراس بل ټمزيق فريسته تاهت في عيناه السمرواتين شاردة بقساوتهما يقترب ليسند جبينه على جبينها مستنشقا أنفاسها الدافئة قائلا بنبرة خالية 
أنت محتاجاني صدقيني أبوكي مستحيل يسأل فيكي لا أنت ولا يزيد شغلك مش هيكفي المصاريف اللي هتصرفوها أعتبري أنك بتعملي خدمة مقابل مبلغ مادي محترم وشقة و أحلى عيشة بذمتك مش عرض مغري !!!!
أغمضت عيناها البندقيتان لتنهمر الدموع على وجنتيها شعر بقبضة تعتصر قلبه ليميل مزيلا دموعها بشفتيه الغليظة التي أخذت تجول على وجنتيها فتحت عيناها على مصراعيهما دون أن تتحرك نزل بشفتيه قليلا حتى كاد أن يطبق بشفتيه على شفتيها لتدفعه فريدة قبل أن تستسلم للمساته المذيبة خفق قلبها بړعب لتتمتم 
طيب .. موافقة .. موافقة بس سيبني لوحدي لو سمحت ..!!!
أبتسم بخبث ليقول 
مافيش وقت جهزي نفسك وأخوكي عشان هنسافر الصعيد .. دلوقتي !!!!!
تركها ليدلف خارج الغرفه أرتمى على الأريكة في إرهاق ليخرج سېجاره البني نفث دخانها يحك جبهته بتعب عاد بذاكرته للخلف عندما هاتفه أخيه ..
أنت لازم تيجي حالا يا زفت وتجيب البت اللي متجوزها دي معاك صدقني ليلتك مطينة !!!!!
أمسك بذهنه بشرود كيف علم أخيه يأنه تزوج رغم حرصه على أن لا يعلم أحد من عائلته أبدا لم يكن يريد أن يعلم ظافر دون أن يخبره هو نهض واثبا ليجلب مفاتيح سيارته لينتظرهما بالأسفل ..
الدموع عالقة بأهدابها تنظر إلى وجهها الذي بهت لونه وعيناها التي أصبحت خالية من كل شئ لم يعد لديها ظهر تحتمي به لم يعد لديها سوى الله حملت أخيها الصغير الغارق في النوم بعد أن أرتدت ملابسها البسيطة لتلج خارج الغرفة بحثت عنه لكنها لم تجده في البيت ظنت أنه تركها وذهب لتضع يزيد على الأريكة قائلة في ڠضب 
هو راح فين !!! يارب أنا تعبت ..!!!
لم تشعر بنفسها إلا وهي تجلس على الأريكة مڼهارة في البكاء الشديد الذي جعل أخيها ينتفض من نومه يقترب منها بيداه الصغيرتان جدا ليزيل دموعها عن وجنتيها بلطف طفولي مبتسما في وجهها كالملاك أحتضنته هي فلم يعد لديها في الدنيا سواه نظرت لباب الشقة الذي فتح پعنف ليدلف مازن قائلا پعنف أشد 
أنت مطلعتيش ليه بقالي ساعة مستنيكي في العرب...
استوقفته دموعها ليقترب منها بجزع نهضت هي قبالته تصرخ في وجهه بحړقة 
و أنت مش قولتلي ليه انك واقف برا !!!!!
ثم أكملت بنبرة تشوبها الألم 
أنا فكرتك مشيت ..!!!
ربت على كتفيها قائلا بلا مبالاة 
لاء متقلقيش أنا مش همشي و أسيبكم أبدا ..
دلف للغرفة ليجدها مستلقية على الفراش في وضع الجنين مسبلة بعيناها

بإرهاق كم يود هو أن ينام بعمق مثلها منذ ۏفاة والده لم يستطيع الغوص في النوم بتلك الطريقة التي تنام بها يقترب منها لينثنى بجزعه العلوي مستندا على الوسادة بكلتا ذراعيه محدقا بجمالها الجذاب مسح على خصلاتها كما لو أنها طفلته تململت ملاذ لتفتح عيناها ببطئ و أول ما رأته كانت غابات الزيتون خاصته أنتفضت من على الفراش لتفرك عيناها من شدة النعاس أعتدل هو في وقفته أبتسم يطالع وجهها الصافي كم كانت بريئة كالأطفال تفاجأت هي من وجوده لتقول
ظافر كنت عايز حاجة
تنهد قائلا 
كنت فاكرك صاحية فقولت أجي عشان أتكلم معاكي على فرحنا
أبتلعت ريقها قائلة بتردد 
فرحنا !!!!
بدا الإرهاق على توترها قائلة بشك 
بجد!!!
أبتسم لها قائلا وهو يربت على ذراعها مسترسلا 
أرجعي نامي يا ملاذ ..
فركت عيناها كالأطفال قائلة زامة شفتيها 
لاء أنا مش عايزة أنام !!!!
لتكمل قائلة بتردد 
!
طرقات خفيفة على الباب جعلتها تجحظ بعيناها لتدفعه بصدر يعلو ويهبط حاولت إزاحة ذراعه القوي عن ظهرها ليشددها هو أكثر ناظرا لها بتحذير شديد سمح للطارق بالدلوف لتدلف الخادمة تخبرهم بضرورة
النزول ليأكلوا منكسة بنظرها للأسفل خرجت بهدوء لتنظر له پغضب نافضة ذراعه عنها لتنهض واثبة مزمجرة به بوجنتان متخضبتان 
يا ظافر في حد يعمل كدا !!! يعني ينفع الموقف اللي حطتني فيه دة !!!!
جذبها من
ذراعها ليصمت بعد برهة من الزمن كما لو أنهما بعالم منفرد عن ذاك بإبتسامة لطيفة على ثغره يتأمله كان دائما ينظر إليها وكأنها أعظم أحلامه التي تحققت وأجمل إنتصار فاز به !!!
أنتفضت من صرخته لتلتفت له بړعب أقترب منها يحاصرها بذراعه قائلا بنبرة سوداوية 
ورحمة أبويا قبل م تعتبي باب أوضتك لو مشوفتيش أنت متنيلة ولابسة أيه متعرفيش أنا هعمل أيه !!!!
نظرت لما ترتديه ببساطة لترفع رأسها له قائلة بأعتيادية 
يا ظافر طب م أنا لابسة محترم أهو !!!!
أظلمت عيناه لتتراجع برهبة من عيناه المخيفة قائلة 
طب خلاص هغيرهم ..
جذبها من كفها ليقف أمام الخزانة فتح الضلفة ليرى ثياب قصيرة لا تليق بشرقيته مسح على وجهه پعنف ينظر لها پغضب ڼاري كيف كان تخرج بتلك الثياب ويراها الجميع بها هتف بها بعينان متقدان 
هو أنت لبسك كله ژبالة كدا !!!!!
رفعت حاجبيها بڠصب قائلة 
ژبالة !!!!!
تابعت بنبرة قوية قائلة 
ظافر أنا مسمحلكش تقول على لبسي كدة !!! وبعدين انا حرة ألبس اللي أنا عايزاه ..
جمدت عيناه ليجذب ذراعها پعنف قائلا 
مش عايز أسمع صوتك أنت مراتي وتعملي اللي بقولك عليه !!!!
نفضت ذراعها صاړخة بقوة 
ولو معملتش اللي هتقولي عليه !!! هتضربني !!!!!
مسح على وجهه پغضب صارخا بها بصوت عالي 
متعليش صوتك !!!!!
أنتفضت من صراخه بوجهها ذكرها صراخه بأبيه عيناه القاسېة ونبرته الجهورية أبتعدت عنه ببطئ لتجلس على الفراش شعرت بنفسها يضيق أهتاج صدرها بأنفاس لاهثه ركض ظافر نحوها لجلس كالقرفصاء أمامه ممسكا بكفيها قائلا بقلق شديد 
ملاذ حبيبتي أنت كويسة !!!
أمسكت هي بقميصه متشبثه به تشهق كالغارقة عجز ظافر امامها لا يعلم ماذا يفعل لتشير هي إلى حقيبة يدها أتجه هو سريعا ليجلبها لها فتحتها ملاذ لتمسك برذاذ الربو الخاص بها وضعته بفمها
ثم قبل جبهتها ليخرج من الجناح ...
على الجانب الأخر .. وفي القاهرة بالتحديد يقود باسل سيارته بأعصاب مشدودة تطالعه رهف بغرابة ولكنها فضلت الصمت على أن تزعجه لا تعلم ماذا قرأ ليكن بتلك الحالة ...
وعلى نفس الحال كان مازنوفريدة التي وضعت أخيها بالأريكة الخلفية لتجلس هي جواره بملامح باهته وعينان مرهقة سرق منها بريقها عنوة ظلت جالسة بهدوء تام وكأنها ليست من نفس العالم أسبلت جفنيها بنعاس لتستند على زجاج السيارة وسرعان ما ذهبت بنوم عميق كحال أخيها بالخلف نظر لها مازن بإستنكار وبعد عدة فترة ليست بطويلة جدا وصلوا كلا من باسل ومازن وزوجاتهم ليصفوا سيارتهم بالكراج الخاص بهذه العائلة العتيقة تفاجأ باسل ب مازن يقف أمامه ليقول بدهشه ممزوجة بقلق اخوي 
مازن ..!!!! أنت طلعت أمتى من المستشفى و أزاي محدش يقولي أنت كويس طيب يا مازن !!
ثم نظر لداخل السيارة لتلك الفتاة النائمة إلا أنه لم يلاحظ يزيد ليتابع بتفاجأ مشيرا نحوها 
مين دي يا مازن!!!!!
أهدي يا حبيبتي مافيش حاجة خلاص أوعدك مش هتشوفي وشه تاني ..
مش عايز أشوفك بټعيطي تمام !!
أومأت ببطئ ليبتسم مقبلا جبهتها ثم سحبها متجهين إلى بوابة القصر ..
حاولت فريدة نزع كلها الصغير من بين كفه الغليظ وهو يسحبها وراءه پغضب حقيقي و هم يقفان في حديقة القصر صړخت به فريدة بحدة 
أبعد عني بقا أنت أتجننت ويزيد في عربيتك لو صحي هيتخض لما مش يلاقيني جنبه !!!
تأفف بضيق ليقول بنبرة باردة 
هبقى أبعت أي حد من الخدم يجيبوه وبطلي زن بقى !!!!
فركت رسغها الذي طغى عليه الأحمرار لتنظر له مجددا بإنكسار قائلة 
ويا ترى بقى لما تدخل 
أفضل ساكته لأني للأسف ماليش غيرك دلوقتي أبويا باعني .. و ماما ماټت من زمان و كل دة بسببك حسبي الله

ونعمة الوكيل فيك يا مازن ربنا مش عليا أبدا و أدبكب قولتي أنت ملكيش غيري دلوقتي!!!!! يعني أنا ملجئك الوحيد!!!!
أغرقت دموعها وجهها بالكامل ألم كلماته كان أقوى من ألم قبضته القوية على فكها أبعدها عنه بحدة ليجذبها ذراعها يسحبها خلفه دلفا للقصر وسط زغاريد بعض الخدم بوصول كلا من مازن وباسل أحفاد عائلة الهلالي ووسط همهمات حول الفتاتان التان تجاورهما جاءت السيدة رقية لوصول الزغاريد على مسامعها أحتدت ملامحها عندما رأتهما تمنت لو أن هذا كابوس ستفوق منه سريعا ذهبت لكلا من باسل و مازن اللذان حدقا بها بتوتر نظرت هي لهم بدورها بإشمئزاز قائلة 
يا خسارة يا ولادي!!! يا خسارة!!!
نزل ظافر من فوق الدرج يطالع هذا الجو المشحون بذبذبات التوتر وضع كلتا كفيه بجيبه وفضل الصمت دون أن يقل شئ بينما أقتربت والدته من باسل قائلة بحسرة 
ليه يا باسل تعمل أكده يابني !!!!
أخفض باسل أنظاره يشعر بغصة داخل حلقه أكتفى بالصمت لتنظر رقية إلى رهف بسخرية لاذعه 
چيتي لفيتي على أولادي معرفتيش توقعي مازن في أشباكك ف قولتي توقعي باسل!!!!
صدمت رهف من حديثها لينظر لها باسل.. أمسك بكفها قائلا بنبرة صارمة بعض الشئ 
أمي لو سمحتي !!! رهف بقت مراتي يعني كرامتها من كرامتي ولو هنضايقك أوي كدا هاخدها وهمشي مش من القصر من الصعيد كلها !!!
نظرت له أمه پألم و عيناها تفيضان بالحزن لتنظر إلى مازن ذو الملامح
 

تم نسخ الرابط