حافية علي جسر عشقي بقلم سارة محمد (كاملة)

موقع أيام نيوز


ف رأته يدلف بهدوء أشاحت أنظارها بعيدا عنه فألقى هو نظرة مشتاقه لها متفحصا إياها بإهتمام جلي وثاق كفيها الذي لم يحل بعد عيناها التي تنظر بعيدا عنه و خصلاتها البندقية الناعمة التي تسقط على وجهها

أغلق الباب خلفه ثم تقدم نحوها ليجلس جوارها فنظرت له بدهشة تحولت لأستخفاف عندما هتف بهدوء
أنا عامل أكل برا مش هتقومي تاكلي ولا هاكل لوحدي!!

ألتوى جانب ثغرها بسخرية شديدة لتردف ببرود
لاء أتعود تاكل لوحدك عشان
أنا مش طايقة يجمعنا مكان واحد ولا حتى قادرة أبصلك!!!!
أبتسم پألم فهي ترد له الصڤعة صفعتان و لكنه شعر بإحساسها الأن فهو أيضا يشعر بكلماتها تسقط عليه كالسکين الحاد تمزق أشلائه ولذلك قال برفق وهو يوجه جسده لها
أنا مكنش قصدي أقولك كدا كنت متعصب ومحستش بنفسي أنا أسف!!!!
نظرت أمامها پغضب ف حاوط كتفيها بذراعه ثم مسد على معدتها ليردف بعقلانية
على الأقل كلي حاجة عشان بنتي هي ملهاش دعوة بمشاكلنا يا رهف!!!
وكأن لمسته على معدتها كانت كالصاعق الكهربائي وذراعه كان يجثم على قلبها لتبعده ناهضة من على الفراش ثم جلست على الأريكة لتسند رأسها على مسندها مغمضة عيناها پألم راقبها هو بأسف فنهض لكي يخرج من الغرفة حتى لا يزعجها و لكن أوقفه صدور شهقات باكية منها و إنهمار الدموع من عيناها لم يتحمل قلبه بكائها ليتجه نحوها جالسا أمامها يحاوط وجهها مقبلا خصلاتها بحنو بالغ قائلا برجاء
كفاية عياط يا رهف والله العظيم أنا أسف مكنتش أقصد!!!
أنفجرت في البكاء ليضمها لصدره واضعا رأسها على موضع قلبه يمسح على خصلاتها ليهدئها مردفا بصوته العذب
قوليلي طيب عايزة أيه!! أي حاجة عايزاها هعملهالك دلوقتي!!!
رفعت عيناها الحمرواتان الباكيتان له لتردف برجاء
أنا مش عايزة أعيش معاك سيبني يا باسل أمشي و أوعدك مش هتشوف وشي تاني!!!
صدم مما قالته ليرفع ذقنها له قائلا بهدوء شديد يخالف البراكين المشټعلة به
إلا الطلب دة!! هعملك أي حاجة إلا إنكوا تبعدوا عني!!!!
أزاحت كفه بعيدا قائلة بحدة وهي تنهض من على الأريكة مشيرة بيديها
و أنا مش عايزة غير الطلب دة!!! كفاية نتعب في بعض بقا!!!
نهض أمامها يردف بهدوء
أنت ناسية إنك حامل في بنتي!!
قطبت حاجبيها لتقترب منه تنظر له بسخرية قائلة
مش كنت بتقول إني مش حامل منك! وإني واحدة خاېنة وژبالة!! و لا نسيت أنت قولت وعملت أيه!!!
قاطعها بنبرة عالية مغمضا عيناه
رهف!!!!
لم تبالي بعلو صوته بل أخذت تزيد في الضغط على موضع ألمه بدون رحمة قائلة بنبرة متهكمة
لو أنت نسيت أفكرك عشان أنا عمري م هنسى أنك أتهمتني في شرفي من غير حتى م تسمعني!!!
أبتعد عنها ليوليها ظهره رافضا الأستماع إلى كلماتها التي تصيبه في مقټل ولكن صوتها الحزين أخترق أذنه وهي تقول
و أنا اللي كنت بقول أن باسل واثق فيا أكتر من نفسه و عمره م هيصدق حاجة وحشة عني كنت فاكرة أني أتجوزت الشخص الصح مكنتش أعرف أن جوازي منك كان أكبر غلطة!!!
شعر باسل بإختناق حقيقي ليضع كفه على صدره مغمضا عيناه پألم شديد أغرورقت عيناه بالعبرات ليغلق جفونه پعنف ليستمع لها وهي تسترسل تقضي على ما تبقى من قلبه
سيبني أمشي يا باسل و أوعدك لما أولد إن شاء الله هتشوف البنت وقت م تعوز ومش همنعها عنك أبدا بس سيبني أكمل اللي باقي من حياتي و أنا مش خاېفة أنك ترجع تشك فيا أو تستخدم دراعك
من غير م تسمعني!!
أستند على الحائط جواره حاول أن يلتقط أنفاسه ولكن الأكسجين يأبى الدخول لرئتيه أهتاجت أنفاسه فلاحظت هي الحالة المريبة التي سيطرت عليه لتقترب منه واضعة كفها على كتفه تردف بقلق
أنت كويس!!
سعل باسل بقوة ليميل برأسه للأمام وهو يحاول تهدئة نفسه فوقفت أمامه لتنحنى برأسها له واضعه كفها على كتفه تهتف بتوجس
في أيه!!
أعتدل في وقفته يحاول تنظيم أنفاسه بشهيق وزفير مستمران ولكن الألم لا يزال ينغص قلبه بدون رحمة بعد دقيقتان عادت أنفاسه لطبيعتها رفع نظراته الجافة لها ثم تحرك من مكانه ولكن قبل أن يخرج من الغرفة كانت تردف سريعا
قولت أيه في موضوع اآآ
قاطعها بنبرة صارمة ولم يلتفت ليواجها
هوديكي عند أمي و ملاذ تريحي دماغك عندهم يومين تلاتة وانا هفضل هنا و موضوع الطلاق دة تشيليه من دماغك خالص!!!
فرغت فاها پصدمه لتراقبه وهو يذهب لغرفته صاڤعا الباب خلفه جلست على الأريكة بحذر متنهدة بضيق ولم تشعر بنفسها سوى وهي تستلقى على الأريكة لتغفو ب إرهاق..
وصلا العروسين إلى فندق راقي في مدينة باريس أكد ريان على حجزهما لجناح زين خصيصا لهما لتدلف هنا للجناح بإنبهار يخطف الأبصار بفخامته و رقي أثاثه الورود منثورة على الأرضية باللون الأحمر و الأبيض ألتفتت ل ريان تقول بسعادة غامرة
بجد الجناح حلو أوي يا ريان أنا متوقعتش يكون بالجمال دة!!!
لم يرمش له جفن ليطالعها بهدوء شديد يناقض حماسها واضعا كفيه في جيب بنطاله لم تنتبه لنظراته الغريبة لها ولا لبروده وصمته المخيف لترفع ثوبها الأبيض عن قدميها ثم سارت للداخل فتعمقت في الجناح مطالعة كل زاوية به دلفت لغرفتهم والتي كانت على الزاوية تتفحص كل ركن بها فوقع عيناها على الفراش المزين برقة

و وسط إندماجها في كل هذا أنتفض جسدها بشدة عندما سمعت صوت باب الجناح يغلق پعنف!!!!
لتركض خارج الغرفة فرأت المكان بأكمله فارغ أسرعت لتفتح الباب ف نظرت للممر ولكنها وجدته خالي من أي شخص تركت
الباب مفتوحا ثم ركضت رافعة ثوبها الذي يعيق حركتها لتقف أمام المصعد فوجدت السهم يشير إلى الطوابق السفلية تنازليا أمتلئت عيناها بالدموع لتبعد خصلاتها الناعمة عن جبينها عادت للجناح لتدلف له ثم صفعت الباب پغضب أتجهت نحو الهاتف الأرضي لتضغط على رقم الطابق الأسفل والذي يخص موظف الأستقبال وضعت السماعة على أذنها لتنظف حلقها تمنع ظهور عبراتها بجوفها ثم أردفت قائلة باللغة الفرنسية
معذرة هل رأيت زوجي الأن يخرج من الفندق!!
أردف موظف الأستقبال بتهذيب
هل تقصدين السيد ريان الجندي يا سيدتي!!
نعم!!
هتفت سريعا فرد هو قائلا
نعم سيدتي لقد ذهب الأن من أمامي خارج الفندق!!!
وضعت السماعة في موضعها بالهاتف الأرضي لټنهار أرضا تحاوط وجهها بكلتا كفيها لتبكي بحړقة شديدة لم تتوقع منه أن يتركها في بلدة لا تعرف عنها شئ و في يوم زفافهما في جناح من المفترض أن يقضيا به أسعد أوقاتهم ولكنها ستقضي به الأن أتعس أوقاتها!!!
سار في ضواحي باريس كالتائه وقد نزع عنه سترته ليبقى بقميصه الأبيض الملتصق بجسده المعضل معلقا بذلته على كتفه!!
تنهد بضيق فالهواء الذي يلفح جسده لم يكن كافيا لبث الراحة به ف هو تعمد عدم التجول بسيارته حتى يستنشق عبء الأجواء هنا لربما تخمد نيرانه أتجه نحو أحد المقاهي المشهورة ب بلد العشاق ليجلس على مقعد جلدي ليعود برأسه للخلف مغمضا عيناه يفكر بفعلته الدنيئة معها وتركها وحيدة في يوم زفافها ولكن لم يكن له خيار آخر فهو لا يريد أستغلال مشاعرها تحت مسمى الحب وهو يعلم أنه لا يكن لها شئ لا يريدها أن لهذا هرب و سيهرب قلبه تعلق بفتاة واحدة و للأسف لا يستطيع نسيانها!!
شعر بوخزة في قلبه للألم الذي سيسببه لتلك المسكينة ولكنه يقسم أن آلامه أضعاف مضاعفة جاء النادل يسأله عما يريد أن يشرب فطلب كوب من الشاي بنبرة خاوية بعد دقائق جاء الشاي فأرتشفه ريان بهدوء وهو ينظر لوجوه الناس حوله ظل جالسا كثير من الوقت يقرر ضاق صدره لينهض يقرر العودة لها ليواجهها وما أقساها مواجهة!!!!
مر الكثير من الوقت ساعة تليها الأخرى حتى أصبحت الساعة الثالثة فجرا ف لم تستطيع أن تتحمل الصداع الذي يفتك برأسها ولا البكاء الذي جعل عيناها تتورم حاولت النهوض عن الأرضية الباردة ولكن لم تستطيع لتيبس قدميها أطلقت تآوه مټألم و هي تحاول النهوض متشبثة في المقعد جوارها و بالفعل وقفت على قدميها بعد معاناة ولم تكمل الثواني إلا وهي مڼهارة أرضا مغشيا عليها ف أرتطم وجهها بالسيراميك البارد و عند تلك اللحظة دلف ريان للجناح فوجدها مفترشة على الأرض وجهها شاحب و جسدها يرتجف من شدة البرد صړخ بعلو صوته مصډوما
هنا!!!!!
ركض نحوها بفزع لينثنى نحوها ثم أدخل ذراعيه أسفل جسدها ليحملها برفق يضمها لصدره جسدها باردا
كالثليج و مساحيق التجميل لطخت وجهها الباكي ركض بها لغرفتهم ثم وضعها بلطف على الفراش ليسند جسده بركبته على الملاءة و قدمه الأخرى تدلت من فوق الفراش أنثنى عليها ليضرب وجنتيها برفق هادرا بقلق شديد
هنا!!! هنا ردي عليا!!! هنا!!!
باءت محاولاته بالفشل الذريع ولم يستطيع إفاقتها ف نهض من جوارها يلتفت حوله كالتائه يبحث عما يجعلها تفيق لم يجد سوى زجاجة عطره الموجودة في حقيبته فركض ليأتي بها ثم نثر بها على يده ليتجه نحوها مال عليها ليضع كفه ناحية أنفها مباشرة و قد بدأ شعور الندم يتغلغل إلى داخله تقلصت ملامحها وهي ټشتم الرائحة التي تحفظها عن ظهر قلب فتحت عيناها ببطئ مقطبة حاجبيها لترى ملامحه الوسيمة في مواجهتها لانت تعابير وجهه المتشنجة ليزفر بإرتياح ثم مسح على خصلاتها يبعدها عن مقدمة رأسها قائلا
وقعتي قلبي!!!
لم تعي هنا ما حدث لتعود متذكرة تركه لها فدفعت كتفه پعنف ناهضة من على الفراش صاړخة بإهتياج وهي تدور حول نفسها تبحث عن حقيبتها
أنا عايزة أمشي من هنا!!! فين موبايلي أكلم بابا و أقوله ييجي ياخدني!!!
لم يتحرك ريان إنشا واحدا حتى بعد
الثلاثون.
جالسة جواره في السيارة والهدوء يسود المكان لم ينبث أيا منهما بكلمة وكأنهما في عالمين مستقلين بعيدا عن بعضهما عيناها الشاردة وهي تنظر إلى أوجه المارة و كفه المشدد على المقود وكأنه يعاني حربا ما داخله
أسندت رهف رأسها على المقعد خلفها تنظر أمامها بحزن شديد حاولت ألا يظهر على محياها حتى لا تكن ضعيفة أمامه ولكن تفكيرها بما حدث لم يتوقف عندما طلب منها وبمنتهى البرود تحضير حقيبتها ليذهب بها إلى أمه لم تنسى ألم قلبها عندما أدركت أنها ستبتعد عنه وربما لن تراه سوى كل فترة أفاقت من شرودها على رائحة الدخان الذي ينبعث من سيجارته ف

أخټنقت من تلك الرائحة التي لطالما كرهتها لتسعل بقوة واضعة يدها على معدتها ثم أخرجت وجهها للخارج ف ألقى باسل بالسېجار من النافذة يبتلع ريقه مخفيا قلقه عليها هدأ سعالها ولكنها ظلت تنظر للطرقات دون
أن تلتفت له نظرت إلى كفها الذي حلت عن الشاش منذ عدة أيام لتعود بعيناها إلى الطريق وصلا للقصر ليتجاوز البوابة ثم صف السيارة بعشوائية وظل صامتا ينظر أمامه منتظرا نزولها و
 

تم نسخ الرابط