حافية علي جسر عشقي بقلم سارة محمد (كاملة)
المحتويات
بالفعل ترجلت من السيارة دون أن تنظر له ثم فتحت الباب الخلفي لتأخذ حقيبتها والتي كانت خفيفة فهي لم تأخذ ملابسها بأكملها حسب طلبه هو لأنها لن تبقى هنا طويلا و فور أن أغلقت الباب أنطلق بسيارته سريعا ف أرتدت هي للخلف پصدمة ثم تنهدت بضيق لتجذب الحقيبة خلفها خطت نحو الباب الضخم للقصر لتطرق عليه طرقات رغم ضعفها إلا أن رقية سمعتها لتفتح الباب مبتسمة ببشاشة قائلة وهي تجذبها لأحضانها
أحتضنتها رهف وقاومت رغبة قوية في البكاء ثم جلست معها قليلا يتسامرون و عندما لاحظت رقية شعورها بالتعب طلبت منها الصعود لغرفتها لكي تستريح فصعدت بالفعل لجناحهم ولكن فور دخولها له هجمت الذكريات على رأسها بقوة مفترسة ما تبقى منها من قوة ظلت واقفة على عتبة الباب مثبتة عيناها على الأرضية هي نفسها التي تكورت پخوف فوقها عندما أنهال عليها بالضربات شعرت بوخز في قلبها لا يحتمل لتضع كفها على فمها تكتم شهقاتها عندما تذكرت عنفه معها وسبها بأسوأ الألفاظ عند تلك النقطة تحديدا صفعها و ضړب رأسها حتى أغشي عليها في تلك البقعة أتهمها في شرفها وفي تلك اللحظة سقط قلبها صريعا لم تستطيع رهف السيطرة على بكاءها و أنتفاضة جسدها لتعود للخلف تهز رأسها نفيا پألم ف أتت رقية على صوتها قائلة بقلق
ألتفتت لها رهف مشيرة للداخل قائلة وهي تهدر بهيستيرية بنبرة ليست واعية
أنا مش عايزة أقعد هنا مش عايزة أقعد هنا!!!
وضعت كلتا كفيها على أذنيها صاړخة بصوت تجلى الألم به
أنا كرهته أوي!!!!
اشفقت عليها رقية لتربت على كتفيها قائلة وهي تحاول تهدأتها
خلاص يابتي اهدي متقعديش هنا محدش يجدر يچبرك على حاجة!!! تعالي يا حبيبتي نامي معايا في أوضتي!!
أخذتها رقية لغرفتها لتجعلها تنام جوارها و هي تسب باسل في سرها على ما فعله ليجعل تلك المسكينة تصل لهذه الحالة!!! ظلت جوارها تضمها لصدرها الحنون حتى نامت رهف ف أبتعدت عنها رقية لتخرج خارج الغرفة ثم أخذت هاتفها من فوق السفرة لتضغط على شاشته ثم وضعته على أذنها أنتظرت رده فأتاها صوته البارد بعد ثوان و هو يقول
خرجت نبرتها قاسېة وصوتها حزين على ما آلت إليها عائلتها
أنت معندكش ډم يا واد!! يعني بدل م تحب على راس مرتك و تحاول تعوضها عن الجرف القرف اللي عملته معاها چايبها إهنه وبعدتها عنك جال يعني إكده بتصلح كل حاچة ومخطرش على بالك أن وچودها إهنه عيفكرها بكل حاچة عملتها أنت كدا بتزيد الفچوة بيناتكوا يابني وصدجني البعد بيعلم الچفا وجلب الست لو إنكسر عمره م هيرچع زي الاول!!!!!
حاولي يا أمي متخليهاش تدخل الجناح بتاعنا أقفليه بالمفتاح خالص!!!
زمت شفتيها و هي تقول بحسرة
بعد أيه!!! م هي دخلته وأفتكرت كل حاچة واللي حصل حصل و أنا بغبائي جولتلها أطلعي للجناح و نسيت اللي حصل!!!!
عملت أيه!!!
جلست رقية على الأريكة مسترسلة بتأثر
والله يابني لو تشوفها وهي پتبكي و بتجول مش عايزة أجعد هنا كان جلبك أتجطع عليها!!!
أعتصر قلبه من شدة الألم ليغمض عيناه و هو يتخيل ردة فعلها التي ستمزقه أشلاء ليسمع والدته وهي تتابع حديثها بنبرة حادة
تيچي بكرة
وتصالح مراتك يا ولدي و تحب على إيدها وراسها كمان عشان تسامحك كفاية بجا يابني دة العمر مافيهوش حاچة صدجني هتعرف قيمتها بعد م تختفي من حياتك هتتمنى لحظة واحدة ترچع وتشوفها هتتمنى إنك مستغلتش كل دقيقة وهي چارك جنبك!!!!
أسند رأسه على المقود يلعن نفسه تحت أنفاسه ليتحرك بالسيارة عائدا بها من طريق آخر قائلا بحسم
أنا جاي!!!
فتحت عيناها اللامعة ببطئ لترمش بأهدابها أكثر من مرة مطالعة السقف فوقها وبدون قصد منها شددت على يداه بكفها ف رفع عيناه لها سريعا لينتفض جالسا على الفراش جوارها محاوطا وجهها بكفيه يتأمل عيناها التائهة وملامحها الذابلة بندم!!!!
ملاذ أنت كويسة!
بحنان يقول بنبرة
صدمت ملاذ عندما وجدت دمعة تشق طريقها عبر وجنته ف مسحتها
بأناملها النحيفة قائلة بحنان
ظافر أنت بټعيط!!! متعيطش يا حبيبي خلاص أنا مش هعيط عشان متزعلش!!!
ضمھا ظافر لصدره أكثر واضعا رأسه على كتفها لتنهمر الدموع على وجنته أكثر متنهدا بثقل على قلبه ف مسحت ملاذ على خصلاته بحنان و هي تعلم أنه يبكي فهي شعرت بدموعه تبلل كنزتها هي تعلم ظافر لا يبكي أبدا ولا تسقط دمعة واحدة من عيناه سوى لشئ يستحق وتعلم أن لحظات ضعفه تلك لا تظهر إلا معها لا يبكي أمام غيرها تنهدت بحزن وهي تحاول تهدأته ف رغم أن بكاءه يخرج دون صوت ولكن رجفة جسده تشعر بها شددت على عناقه كما فعل هو لتردف بلطف وصوت رقيق
حبيبي أهدى عشان خاطري يا ظافر أنا أول مرة أشوفك كدا!!!
أنا اسف أسف على أي حاجة وحشة عملتها معاكي أسف على أي كلمة أذيتك بيها أو فعل متهور وجعك سامحيني يا ملاذ وعد مني عمري م هزعلك يا حبيبتي خليكي عارفة دايما إني جنبك مش هسيبك أبدا لو الدنيا كلها سابتك أنا مش هسيبك لو حد وجعك بكلمة هاكله بسناني لو حد بس فكر يأذيكي همحيه من على وش الأرض قوليلي يا ملاذ أنك مسمحاني!!!
مسامحاك يا حبيبي والله!!!
تنهد براحة ليردف بقلق و هو يبعدها عنه محاوطا وجهها
تعبانة يا حبيبتي حاسة بأيه!! راسك وجعاكي صح!!!
شوية..!!!
هتفت وهي تشعر بالصداع يهلك رأسها نهض لينحني حاملا إياها بخفة ف اسندت رأسها على صدره قائلة بحرج وهي تتشبث في حلته
ظافر أنا هقدر أمشي!!
هتف بإبتسامة جميلة قائلا
تمشي و أنا موجود دة حتى عيب في حقي!!!
تحرك خارج الغرفة ف قابلته الممرضة التي نظرت له بتوتر
ظافر باشا مينفعش تاخدها هي لسة تعبانة وآآآ...
تحول وجهه إلى جمود شديد يهتف ببرود أذهل ملاذ
حاجة متخصكيش!!!!
أبتلعت الممرضة باقي العبارات داخل جوفها منكسة رأسها للأسفل بحرج ف سار ظافر بها في ممر المشفى لتنظر لهملاذ بدهشة ف هو عندما يتعامل مع أحد دونها يكون قاسې بارد ولكن عندما يتعامل معها
يعود ك طفل صغير يركض لأمه لم تلاحظ أنها ظلت تنظر له كثيرا ف توقف ظافر عن الحركة قائلا وهو ينظر لها بخبث
عارف إني حلو بس مش للدرجة دي!!!
تنحنحت ملاذ بخجل ولكنها قالت بضيق
ليه أحرجت لتغمض ملاذ عيناها پألم تشعر بأن قلبها يعتصر من شدة الألم حاولت أن تخفي أرتجاف جسدها عنه حتى لا
يعلم أنها تبكي ولكنه كان يشعر بكل حركة تصدرها ليبعدها عنه قائلا بقلق
ملاذ!! متعيطيش يا حبيبتي!!!
فركت عيناها پبكاء كالأطفال قائلة بحزن
مش عارفة لو مكنتش في حياتي كنت هعمل أيه لوحدي في الدنيا دي!!!!
نهض جالسا ليجذبها معه مد أنامله ليمسح دموعها برقة قائلا بحنان
أنا اللي مش هعرف لو كنتي جنبي كنت هكمل حياتي أزاي!!!
يجلس جوارها على الفراش مسندا رأسها على كفه يراقب أصغر حركة تصدر منها متأملا جمال ملامحها عيناها المغمضة و أهدابها التي علقت بها
وحشتيني مقدرتش أبعد عنك!!!!
بس أنا مش عايزة أشوفك!!!
مبتعرفيش تكدبي!!!
جيت ليه يا باسل!!!
والله يا رهف مقدرتش أبعد عنك أول م سيبتك ومشيت حسيت فجأة أن قلبي واجعني وصداع هيفرتك دماغي ف رجعت بس غريبة!! أول م جيت وشوفتك الصداع كله راح!!!
لا تعلم لما شعرت بضعف ذراعيها على صدره ف بدأوا بالأرتخاء تدريجيا ليبتسم باسل ممسكا كفها يثبته على صدره قائلا بمكر
أثبتي على موقفك!!!
عندما شعرت بقرب إستسلامها له قررت أن تجعله يتألم و تجرحه بكلماتها ف أردفت بنبرة قاسېة
أنت أيه مش بتفهم! أنا جاية هنا أصلا عشان مش عايزة أشوفك ومش طايقة أبصلك عشان كل م بشوفك بفتكر اللي حصلي بسببك!!!
وبالفعل تحقق ما رغبت به عندما أعتلى الألم عيناه ولكنه بدله سريعا بالجمود لينهض مبتعدا عنها يوليها ظهره ف شعرت رهف بقلبها يؤلمها ولكنها نهضت من على الفراش لتقف خلفه قائلة وهي تزداد في الصغط على جرحه
واجهني يا باسل متبقاش جبان تقدر تقولي مين سبب اللي أنا فيه دة مين اللي دمر حياتي أنت متعرفش أنا حسيت بأيه لما دخلت الجناح كل اللي حصل أتعاد قدامي و أنا بترجاك تسمعني وأنت مش شايف غير إني خاېنة وكدابة مستحقش حتى أدافع عن نفسي لما عرفت إني حامل وقولت دة مش مني أنا المفروض أحرمك من بنتي للأبد و أعاقبك على كل اللي عامله فيا عشان تشرب من كاس الۏجع اللي شربت منه بس أنا مش هعمل كدا عشان عندي رحمة مش زيك!!!
ألتفت لها فجأة بعينان غاضبتان ف أرتدت للخلف خطوة پذعر ليقترب منها قابضا على ذراعيها دون أن يشدد عليهما حتى لا يؤلمها ولكن ورغم الألم الذي يشعر به في قلبه من قسۏة كلماتها إلا أنه ظل محتفظا بهدوءه حتى وهو يقول بنبرة مالت إلى الحزن
كفاية عڈاب فيا أكتر من كدا يا رهف صدقيني أنا شربت من الكاس دة لما بعدتي عني 3 شهور بحالهم مكنتش بنام كل
يوم كنت ألف ف الشوارع بالعربية وأنا بدور عليكي ومليون سيناريو في دماغي قلبي بيوجعني لمجرد إني أحس إنك مش في أمان أن حد خطڤك ولا بيعمل فيكي
حاجة إنت وبنتي وأنا حاسس إنك ممكن تبقي قاعدة في الشارع مش لاقية مكان تروحيه و إحساس إني ظلمتك كان بيقطع قلبي كنت بعاقب نفسي إني أفضل نايم في الجناح عشان أفتكر كل اللي عملته فيكي و أوجع قلبي أكتركنت بعيط كل يوم وأنا ماسك لبسك عشان أحس إنك جنبي حتى أسألي أمي كنت بدعي ربنا أنك تبقي كويسة انا كنت بتعاقب كل يوم وانت بعيدة عني ولما لاقيتك كأني روحي رجعت ليا حسيت إني عايز أفضل حاضنك ويقف الزمن على كدا مش عايز حاجة غير كدا خلاص لما عرفت إنك سقطتي بنتي بسببي كأن في حاجة ماټت جوايا والله العظيم يارهف أنا أتعلمت درس صعب أوي مش هنساه طول حياتي خلاص بقا كفاية يا رهف!!
قال كلامه الأخير وهو يترجاها بعينان غارقتان في الدموع ف أنتفض قلب رهف لهذا الألم المرتسم في عيناه لتدمع عيناها تأثرا بحديثه ورجاءه لها
قلبها له
أنا خاېف أخسرك خاېف تبعدي
متابعة القراءة