رواية براثن اليزيد بقلم ندا حسن (كاملة)

موقع أيام نيوز

التدخل فقط لأجل ميار..
بعد فترة جفت دموعها وصمتت عن البكاء ومازالت تنظر إليه بضعف وقلة حيلة عينيها تزف إليه حبها ولكن لن يكمل على كل حال..
سألها والدها باستغراب وجدية وهو يريد أن يعلم ما الذي أصابها في يوم وليلة
مالك يا مروة يا حبيبتي.. ايه اللي حصل لكل ده
انتظرت ميار لتستمتع الإجابة منها على سؤال والدها ولكن ظلت فترة صامتة لم تتحدث ومازالت نظراتها متعلقة به ثم فجأة ابتعدت عن والدها نظرت له ثم هتفت بحزن ونظرة ضائعة
عايزة أرجع معاكوا القاهرة.. النهاردة
أومأ إليها بهدوء وهو ينظر إلى شقيقتها ولم يفهم ما الذي يحدث بعد فتحدث مرة أخرى
ماشي يا حبيبتي اللي أنت عايزاه نعمله بس يعني يزيد بيقول إنك كويسه ومحصلش حاجه عايزة ترجعي القاهرة ليه
لن يكون هناك دموع مرة أخرى ولن يكون هناك ضعف هو من خان وهو من باع هو من كڈب وهو من راوغ هو الذي جعلها تشعر بالخذلان والقهر.. عليه هو أن يشعر بكل هذا وليست هي!.. ولكن هل تستطيع أن تؤذيه بهذا الشكل..
أجابت والدها بخفوت
علشان مش هقعد هنا تاني أبدا
نظر كل من ميار ووالدها إلىيزيد حتى يتحدث يمحي هذا اللغز فلم يكن منه ردا سوى أنه أخرج سېجارة ووضعها بين أسنانه دون اشعالها فهو ود لو ضغط على أحد بأسنانه ليخرج كل الضغط عليه..
تحدثت مروة مرة أخرى بجمود وقد عز عليها أن تفعل ذلك ولكنه لم يترك لها خيارا آخر بعد ما فعله
أنا ويزيد هنطلق
وقفت ميار سريعا من جوارها تهتف بذهول وصدمة ألقتها عليها شقيقتها
ايه
مش هيحصل يا مروة قولتلك مليون مرة مش هيحصل
عاندته وهي تهتف بحدة شديدة وصوت عالي تشير بيدها ناحيته بهمجية
هطلقني يا يزيد ولو حكمت هخلعك 
تقدم منها ليمسك يدها فدفعته بحدة وقد كان الجميع مذهولا مما يحدث بينهم!.. أمسك يزيد بيدها الاثنين بحدة ليبقى وجهها أمامه مباشرة ولا يفصل بينهم سوى أنفاسهم تحدث يزيد بضعف ورجاء وهو يضغط على يدها
أرجوكي كفاية لحد هنا قولتلك أعملي اللي أنت عايزاه.. مش هنرجع هنا تاني.. المكان اللي تحبيه هنروحه... خدي الوقت اللي أنت عايزاه علشان تكوني معايا لكن بلاش البعد ده يا مروة بلاش.. لو مش علشاني علشان ابنك
ظنت أن عينيها جفت الدموع منها ولكن بكلماته هذه جعل الشلال يفتح أبوابه مرة أخرى نظرة عينيه الراجية 
أنا عايزة أرجع معاكم دلوقتي
أومأ إليها والدها فنظر لها يزيد بخيبة أمل وحزن ثم ترك يدها وذهب خارج الغرفة دون أن ينظر إليها مرة أخرى..
ليس هناك أحد يفهم أي شيء مما يحدث نظرت ميار إلى والدها الذي

يتبع
براثن_اليزيد
الفصل_الثامن_والعشرون
ندا_حسن
علينا أن نجعل هناك ذكريات جميلة
لا تنسى لنتذكرها عند الفراق
بعد مرور شهر
شعور الفقد يلازمه منذ شهر كان بالنسبة له عام!.. فقد أعز ما يملك في هذه الحياة بسبب غباءه وضعفه بسبب خوفه وقلة حيلته المصتنعة الآن يعاني الوحدة عن حق بعد أن ترك الجميع وأصبحت حياته عبارة عن اعتذار وعمل..
منذ آخر يوم رآها به قبل شهر والذي قد تركته فيه وذهبت مع عائلتها مطالبة بالفراق ذهب هو الآخر إلى منزله في العاصمة الذي جمع بينهما من قبل في أسعد لحظات حياتهم أخذ كل ما يخصه ويخصها من منزل عائلته ووضعه في هذا المنزل على أمل عودتها له كما كان هناك أمل لها أن يعود بها إلى هنا!.. يا ليته فعل وانصت إلى حديثها ولكن بماذا يفيد الندم..
بقى وحده دون شريك حياته عمل منذ ذلك اليوم عمل ثم الذهاب إلى زوجته يوميا بالورود وغيرها للإعتذار منها لن ييأس أبدا نعم هي لا تود مقابلته ولم يراها إلى اليوم ولكن هي تعلم أنه يذهب إليها بل ويترك لها الهدية برسالة ورقية صغيرة تلين قلبها تجاهه..
لو كان يعلم أن قلبه سيؤلمه إلى هذا الحد في فراقها لم يكن يستمع إلى عمه أو شقيقه لم يكن يستمع إلى أي شخص كان لقد شكلت فرقا كبيرا بحياته..
هل لو قال أنه لا يستطيع العيش بسلام سيصدق.. هل لو قال أنه لا يأكل بشيهية كما السابق سيصدق..
أنه الآن مثل طفل فقد عائلته بالكامل وعاش وحيد وهو ېخاف من البشر أجمع
قلبه يؤلمه روحه معذبة بفراق حبيبته وطفله الذي أراد أن يكون جوارها في حملها له لحظة بلحظة عقله لا يتوقف عن التفكير فيما سيحدث قادما.. ضميره إلى الآن يعبث به محدثة أنه جعلها تتألم جعل قلبها يكسر وعرفت الخذلان بمعرفتها له!..
وصف حالته لن يفيد ولن يفي ولكن ما يعلمه حقا أنه لن يستسلم سيظل يذهب إليها معتذرا إلى النهاية.. إلى أن يسترد الله أمانته فيه.. أو إلى أن تسامحه وتعود إليه مرة أخرى فقد مزقه الاشتياق لها..
ذهبت مع عائلتها منذ شهر!.. هل كان شهرا واحدا.. تركت صاحب العيون متعددة الألوان تركت خلفها رجل بهيبته انحنى إليها وحدها تركت خلفها حب قاټل لم تعرفه إلا
تم نسخ الرابط