رواية براثن اليزيد بقلم ندا حسن (كاملة)

موقع أيام نيوز

يمر على غرفة الصالون ليجدها مغلقة كڈبا وليست حقيقة سريعا ذهب إلى الشرفة مقتحمها لتفزع وتقفز من مكانها پخوف يكاد يوقف قلبها..
نظرت إليه پخوف ثم تسلل إليها الشعور بالأمان عندما رأته هو وضعت يدها على قلبها الذي علت دقاته من الصدمة والأخرى أزالت دموع كثيرة على وجنتيها ويبدو أنها كانت تبكي..
تقدم منها سريعا أخذا إياها باحضانه بلهفة وقلق شديد ظهر عليه منذ أن دلف شدد على احتضانها بينما هي مدهوشة مما يحدث وما الذي جعله يتغير هكذا..
أبتعد عنها ثم نظر إليها بهدوء وعينيه يفيض منها الحنان الذي حاول أن يخفيه متحدثا بجدية
قاعدة ليه في البرد ده
أجابته بجدية هي الأخرى بعد أن أدارت وجهها الناحية الأخرى بعد أن رأت تقلباته قد عادت
بشم هوا
علم أنها كانت تبكي.. تبكي پقهر وضعف لينتابه هو الآخر الضعف الشديد الذي يشعره أنه عاجز عن فعل أي شيء إن كان حديث أو فعل..
عاد إلى الخلف وجعل حالة الجمود تعود مرة أخرى إليه بعد أن تأكد أنها بخير ومازالت معه وتحدث بجدية بعد أن تذكر ما حدث قبل ساعات
يلا ادخلي نامي علشان الطريق طويل
استمعت لحديثه دون أن تتفوه بحرف ولم يكن بها شيء واحد يستطيع أن يتحدث ويجادل ففعلت وبينما تخطي بقدميها إلى الداخل أكمل هو حديثه قائلا بجمود
وكمان لسه مشوار الدكتورة..
وقفت أمام باب الشرفة الذي كانت تتخطاه للداخل بعد أن استمعت إلى جملته فقد كانت تعتقد أنه لن يفعل ما قال ولكن هو يتحدث جديا.. إذا يفعل ما يشاء ويضع نفسه موضع السخرية..
أكملت طريقها إلى الداخل دون التفكير في أي شيء آخر سوى الراحة وهو أيضا وقف في الشرفة بعد أن أخرج سېجارة أراد أن يخرج ما بقلبه بها دون التفكير..
_____________________
في صباح اليوم التالي
سار في طريق العودة إلى

بلدته مرة أخرى بعد هذه الشهور الذي كانت معنى كلمة الراحة بالنسبة له ولزوجته الآن هو عائد بعد أن طلبوا منه ذلك ويعلم أنهم سيتحدثون معه في كل شيء مر سوى أن كان اليوم أو غد أو بعد غد سيتحدثون لا محالة وقد علم هو ما الذي سيقوله وهذا سيكون آخر ما لديه وليفعلوا ما يحلوا لهم أن استطاعوا.. سيترك كل شيء لهم ويبتعد بزوجته بعد أن تعلم كل ما حدث.. عليها أن تعلم ذلك..
ولكن ليبتعد عن كل هذا.. هو الآن لا يدري كيف سيجعلها تلين له مرة أخرى فقد تخطى حدوده معها بكثير من المرات ولن يلومها في أي مرة لو تركته ولكن هو لا يستطيع دونها لقد تأكد من الطبيبة التي زارها معها لكي ېكذب حديثها ولكن هي محقة وكل ما قالته كان صحيح..
لا يعرف كثير عن هذه الأمور النسائية وأيضا يعرف أن دواء كهذا له أسباب معروفة فقط.. بجانب كلمات ريهام المؤكدة غير حديث زوجته الذي لا يدلف عقله.. كل ذلك جعله لا يصدقها ويظن بها السوء ولكن بعد أن ذهب بها إلى الطبيبة قبل العودة تأكد أنه أخطأ بحقها مرة أخرى غير الأولى والثانية والثالثة.. لقد كانوا كثيرون..
تذكر حديث الطبيبة وهي تجيب سؤاله بهدوء شديد ووقار بعد أن رفعت النظارة الطبية عن عينيها
طبعا وارد يا أستاذ يزيد إن آنسة تاخد الحبوب دي عادي جدا
رأت زوجته تتقدم منهم بعد أن عدلت ملابسها وجلست على المقعد أمامه مقابلا لها وقد رأت الحزن بعينيها الباكية لقد مر عليها كثير من هذه الحالات ولكن هذه مختلفة ومن معرفة مدة الزواج وسؤاله عن شيء كهذا قالت مرة أخرى بعد أن فهمت ما يحدث
أما بالنسبة للحمل فهو كل شيء طبيعي ده غير طبعا أن مدة الجواز صغيرة ربنا لسه ماردش... عايزاك تطمن واضح أن المدام مش بتاخد أي وسيلة
نظر إليها وهو لا يعلم ما الذي يشعر به لتقف على قدميها دون أن تجعله يعلم ما الذي يمر على خلدها فقد كانت تعابير وجهها حادة كثيرا سلمت على الطبيبة ورحلت وهو من خلفها
أبعد نظره عن الطريق لينظر إليها بحزن وهو لا يعلم ما الذي يجب عليه فعله أو قوله حتى! نظر إلى الطريق مرة أخرى وهو يراها لم تتحدث معه منذ أن خرجت من المنزل إلى أن ذهبوا للطبيبة وإلى الآن!.. يعلم أن ما فعله صعب للغاية ولكن هو بالنهاية إنسان يخطئ ويود المسامحة على خطأه..
مد يده اليمنى إليها والأخرى تتولى القيادة أمسك بكف يدها ليقبله بهدوء ثم تحدث معتذرا عما بدر منه
أنا آسف.. يارب كنت مۏت قبل ما أعمل كده
سحبت يدها منه بهدوء أو برود بالمعنى الصحيح ثم أجابته بجدية شديدة وملامحها حادة لا تحمل أي تعابير
بعد الشړ عنك
علم أن مهمته لن تكن بهذه السهولة بل ستكون أصعب من الصعب نفسه لقد أذى نفسيتها كثيرا بما فعله وما يفعله كل مرة... يعترف أنه يستحق أكثر من ذلك..
وضعت رأسها يمينا على نافذة
تم نسخ الرابط