رواية براثن اليزيد بقلم ندا حسن (كاملة)

موقع أيام نيوز

إليه بشغف
سر ايه.. أنا معنديش أي سر ولا أي حاجه مخبياها عنك.. إلا حاجه واحدة بس
غيرك مقدرش أقعد لحظة من غير ما أشوفك واسمع صوتك.. واسمع كلمة بحبك يا مروتي منك
أقتربت أكثر لتضع يدها على جانب صدره الأيسر في موضع قلبه تماما وهي تقول مبتسمة بسعادة كبيرة لوجوده جوارها
يزيد أنت بقيت جزء لا يتجزأ مني مقدرش استغنى عنك بجد مش كلام.. بلاش تستغل ده ضدي في يوم من 
ابتسم باتساع وهو يجلب رأسها ليستقر على صدره يحتضن إياها وهي جالسه جواره يا لها من قلب برئ تعترف بحبها له وعدم قدرتها على العيش بدونه وهو يفعل العكس تماما لا تفشل أبدا في أن تجعل ضميره يعبث معه في كل مرة تتحدث بها..
أردف هو الآخر بحب أكبر وحنان يفيض منه وقد لعب الاشتياق دوره ليخرج صوته الأجش قائلا
أنت يا مروة حته مني.. مقدرش أبعد عنك أبدا ولا أقدر أشوفك پتتوجعي بحس أن أنا اللي جوايا الۏجع.. مقدرش اعدي وقتي من غير ما أشوف عيونك وألمس شعرك.. أنت حبيبتي ومراتي وكل حاجه ليا وعد عمري ما اسيبك أبدا عمري يا مروتي

تريد أن تنعم بكل لحظة تمر جواره وهي بهذه السعادة
دموع حزينة للغاية تخرج من مقلتيها بعد تذكر هذا اليوم وهذه اللحظات به تتذكر تلك اللحظات وهو يشاكسها وهو يمزح معها وهو يقول كلمات الغزل لها تتذكره وهو يلقي وعد بألا يتركها كل هذا يضاعف آلامها وچروح قلبها الغائرة.. كل هذا يجعلها تود أن تخرج من هذا العالم وتذهب إلى عالم الذكريات لتعيش بقية حياتها على ذكراه..
وقفت على قدميها ثم ولجت إلى داخل الغرفة وأغلقت باب الشرفة الذي دائما كانت تنسى غلقه بمنزله.. ثم توجهت إلى الفراش وتمددت عليه وضعت يدها أسفل الوسادة تتحسس رسائله الورقية المكتوب داخلها كلمات 
اجتمعت العائلة بعد تناول العشاء في غرفة الصالون نفس الغرفة التي كان يجلس بها الجميع بالسابق هو يبقى قليلا ويخرج وشقيقه المثل وعمه أيضا كل منهم يفعل ما يريد من عمل أو غيره ويتركها مع والدته وزوجة شقيقه ليفعلوا بها ما يحلو لهم ولكن الآن أين كل هذا..
نظر إلى شقيقه الذي استمع إليه يقول بحزم يظهر على كل شيء به
عمك ماټ يا يزيد مابقلناش غير بعض.. أرجع تاني يا يزيد ومراتك هنشيلها فوق دماغها
ابتسم بتهكم رأى الجميع أنه ليس كما السابق تحدث قائلا ليمحي ما فكروا به وليعلموا أن السخرية الآن هي أفضل الطرق للرد
نظر إليه شقيقه باستفهام ولم يفهم أبدا ما الذي يحاول قوله ليكمل هو قائلا
أنا حاسس أني اتنصب عليا كل السنين دي وأنا عايش في كدبة ويوم ما أعمل حاجه كلكم عايزينها أنا الوحيد اللي أخسر أنا وأنت عمرنا ما كنا قريبين من بعض أنت على طول في صف عمك الله يرحمه وأمي معاكم وأنا لوحدي.. حاجات كتيرة أوي يا فاروق بتمنعني أرجع هنا وأولهم إني بحاول أرجع مراتي ليا وهي عمرها ما هترجع هنا
معه كامل الحق وهناك أيضا أشياء لم يذكرها لقد ندم فاروق كثيرا على بعده عن شقيقه لقد ندم على ظلمه له وجعله هو الوحيد أمام فوهة المدفع ندم على كل شيء مر بحياته ولم ينسى نظرته إلى زوجة أخيه وهي متعريه من الأساس لم يتركه ضميره لحظة واحدة من بعد نظرته لها لقد ندم كثيرا ويشعر أن المنزل ليس له أساس من دون شقيقه يريده حقا أن يعود ولو مهما كلف الأمر ولكنه يعلم ذلك لن يحدث..
تحدثت والدته بعد صمت طويل وقالت بصوت خافض
طب خليك معانا الشويه دول بس.. أنا عارفه أنك مش هتوافق تقعد معانا بس على الأقل خليك دلوقت
أومأ إليها بهدوء وهو ينظر إليها بحب يعلم أنها نادمة على ما حدث له بسببهم ولكنه يحبهم أنها والدته وشقيقه ومهما حدث سيبقون كذلك..
سألته يسرى بهدوء عن حال زوجته قائلة
مروة عامله ايه يا يزيد في الحمل
عاد إلى ظهر المقعد يستند عليه وهو يبتسم بسخرية متحدثا بجدية
أكدب عليكي لو قولتلك أني أعرف
سألته باستفهام مضيقه ما بين حاجبيها
يعني ايه
مسح على رأسه بهدوء وأغمض عينيه ثم فتحهما مرة أخرى قائلا ب إرهاق شديد
مش عارف يا يسرى كل اللي أعرفه من ميار أنها بتتعب زي أي واحدة حامل
حزنت بشدة شقيقته لقد وصل به الحال أن يعرف أخبارها من شقيقتها!.. مؤكد أنه يتعذب لقد عرفت أنه يحبها كل ما كان يفعله معها كان يدل على عشقه لها ولكن عندما علمت ما فعله لم تثق به ثم بعد التفكير ورؤية ما حدث وما يحدث تأكدت من عشق أخيها لزوجته.. تريد أن تعود إليه مرة أخرى لينتهي عڈابه وتعود إليه فرحته مرة أخرى..
وقف على قدميه متقدما إلى باب الغرفة بعد أن قال بهدوء
أنا هطلع أرتاح شويه
ثم خرج من الغرفة وتركهم خلفه يسيطر عليهم ما
تم نسخ الرابط