رواية براثن اليزيد بقلم ندا حسن (كاملة)

موقع أيام نيوز

التفوه بحرف واحد داهمتها مروة بسؤال جاد لا يحمل لين ولا شفقة لمظهرها
ممكن أعرف سر الزيارة دي
انتقلت نجية إلى المقعد المجاور لها وقد ظهر عليها الانكسار حقا نظرت إلى الأرض خجلا ثم رفعت نظرها مرة أخرى قائلة بجدية
 محدش عارف يتكلم معاه كلمتين على بعض مش قادرة أشوفه كده واسكت أنا السبب في اللي حصله... علشان خاطري أرجعي لابني لو بتحبيه صحيح ارحميه
كلماتها أنطلقت من فمها كالسهام المسمۏمة لتعرف هدفها جيدا وكان قلب تلك المسكينة آلمها قلبها كثيرا عندما استمعت إلى هذه الكلمات هي لا تريده هكذا بل تريده بخير بكل الخير ولكن لا تستطيع أن تعود بهذه السهولة 
عندما تتذكر ما كان يفعله بها في زواجهم تقرر بألا تعود عندما كان يشتت تفكيرها يقول نصف الإجابة على 
كل ذلك جعلها تتألم منه أنه فقط جزء صغير من الذي واجهته معه هو وعائلته فعل لها الكثير أيضا ليجعلها سعيدة هي لا تنكر ذلك ولكن الطاغي على كل شيء هي أفعاله الدنيئة تحبه تعشقه لا تريد سواه ولكن أيضا لا تستطيع الرجوع ليس بيدها هي حقا لا تستطيع..
استمعت إلى والدته تقول بنحيب وقاربت على البكاء لأجل والدها الذي ډمرت سعادته غافلة عن النتائج
وحيات الغالية أمك ترجعيله.. أنا عارفه أن مفيش أغلى منها وحيات اللي في بطنك ابني ھيموت يا مروة.. ھيموت
تجمعت الدموع بعينيها هي الأخرى وهي تراها تتوسلها بهذه الطريقة التي لم تراها بها من قبل وضعت يدها على بطنها الذي ازداد ألمها قليلا نظرت إليها بضعف وحيرة لا تدري ما الذي عليها أن تفعله لها الآن في جميع الأحوال هي لا تود أن تراها هكذا في النهاية هي والدته وامرأة كبيرة السن وهي تعلم أنها تحبه أيضا..
وجدتها تقترب منها بعد أن هبطت على ركبتيها وأخذت يدها وهي تبكي وتنتحب بصوت عال قائلة
أبوس ايدك ارجعيله.. أبوس رجلك
سحبت مروة يدها سريعا منها ثم وقفت على قدميها وجذبتها لتقف هي الأخرى أمامها فنظرت إليها بضعف وانكسار يظهر عليها

منذ الوهلة الأولى أومأت إليها مروة برأسها دليل على موافقتها حتى تصمت وتكف عن ما تفعله..
ابتسمت الأخرى بسعادة وجذبتها لټحتضنها بقوة ربتت على ظهرها وهي تقول بسعادة غامرة
ربنا يخليلك ابنك يا بتي.. عمري ما هنسى جميلك ده
مازالت مروة هنا تقف في صدمة كبيرة لا تستطيع أن تتخطاها!.. ما الذي حدث لها هذه المرأة هل كل ذلك من أجل يزيد. ولما لا أغمضت عينيها بضعف وهي تضغط على شفتيها مټألمة لا تشعر بشيء سوى الآلم حقا حتى أنها لم تشعر متى ذهبت من هنا!..
لا يستطيع أن يجعلها ترضخ له! إلى الآن لا يستطيع لقد ذهبت زوجته وحلت مكانها إمرأة أخرى تماما هذه ليست مروة التي كان يغير ما بعقلها بلحظات! أم أنها كانت تهيئ له ذلك لقد فشل معها فشل ذريع لا تريد رؤيته منذ أسبوعين ولا تستقبل هداياه ولا مكالماته لها قالت إنها اكتفت من ذلك ولن تعود عن فكرة الطلاق!.. وهو لن يفعلها ستموت وهي زوجته لن يجعلها تفعل ما برأسها لو اضطر سيطلبها في بيت الطاعة وسيكون هو الرابح في كل الأحوال وسيجعلها تكمل معه رغما عن أنفها لقد طفح به الكيل..
ما هذا العناد!. لقد أخطأ وأعترف بذلك حاول بشتى الطرق أن يرضيها فعل أكثر من اللازم معها هو لم يتمادى إلى ذلك الحد الذي تراه هي يبدو أنه هو المخطئ لقد تساهل معها وجعلها تفعل ما يحلو لها..
يوميا يستمع ويرى ما يفعله الأزواج بزوجاتهن ولا أحد يتحدث بل يكملون على نفس النحو وكأن شيء لم يكن.. ما بها إذا ابنة عائلة طوبار..
لقد تملكه الڠضب مرة أخرى العصبية أصبحت تلازمه في جميع الأوقات وتفكيره بالكامل خطأ كل ذلك بسببها أنه يحتاج إلى زوجته معه هو رجل والجميع يعرف ما يعني هذا وهي أولهم تعرف أن له احتياجاته الخاصة ولا أحد غيرها يعرفها أو يفعلها لقد تمادت كثيرا..
زفر بضيق شديد وهو ينظر إلى القلم الذي بين يده نصفين! كسره وهو يفكر بها دون الشعور بذلك..
ترك بقايا القلم على المكتب أمامه ثم انحنى قليلا ووضع وجهه بين كفيه أنه اشتاق لها كثيرا لا يستطيع الإبتعاد عنها أكثر من ذلك وضل الطريق إليها..
لقد أغلقت كل الأبواب بوجهه تصر على الطلاق هل حقا هي تريد ذلك هو متأكد من حبها له ولكن ذلك الإصرار في الإنفصال عنه يجعله يشك بحبها له..
لا تقدر كيف أصبحت حالته ولن تقدر ذلك إلا عندما تتذوق من نفس الكأس..
وقف على قدميه وذهب إلى خارج المكتب يسير بهدوء في المصنع وهو يتربص لأي شخص على غلطه حتى 
لقد وجد ضالته!.. ابتسم بتشفي وهو ينظر إلى ذلك العامل بآخر الرواق الذي يعطي له ظهره يتحدث بالهاتف بخفوت تقدم ناحيته وهو يسحب أكبر قدر من دخان سيجارته برئتيه..
وقف خلفه
تم نسخ الرابط