رواية امرة العقاپ بقلم ندي محمود توفيق
المحتويات
معاها
ضيق عيناه ببعض الدهشة ورد متعجبا يسأله
_ سابت البيت ليه حصل إيه بينكم !
ابتسم بمرارة ورد من بين ضحكته
_ عايزة تطلق قال إيه ! أنا لسا بحب فريدة ومش بحبها !!
كانت علامات الدهشة تظهر بوضوح فوق معالم آدم الذي استمع إلى أخيه وهو يتابع كلامه بضعف وحالة لم يشهده بها من قبل
_ أنا مش عارفة اعملها إيه اكتر من كدا تعبت وأنا بحاول اثبتلها حبي وتمسكي بيها وهي بتيجي في لحظة تهد كل اللي اتبني بكلمة واحدة معقول الفراق سهل بالنسبالها للدرجة دي !
_ جايز تكون أعصابها تعبانة ياعدنان وتاخد يومين وتهدى بعد كدا هي برضوا المشاكل اللي كانت بينكم لسا مأثرة عليها
_ جلنار عايز تعاقبني على كل حاجة حصلت بينا عايزة تشوفني وحيد ومكسور من غيرهم عشان وقتها بس ترضي نفسها وكبريائها مش هتهدى ولا ترتاح غير لما تنفذ اللي هي عايزاه هي عارفة إن الفراق حتى لو مش هيفرق معاها بس بنسبالي هيوجعني أوي ومش هقدر اعيش من غيرهم
_ جلنار مش قادرة تثق فيك ياعدنان وده سبب كل المشاكل اللي بينكم دايما في خوف جواها إن الزمن يعيد نفسه تاني وتكون هي المهمشة وفي الخانة الثانية أو تعيش نفس المآساة
انفعل وصاح پغضب وألم نابع من صميمه
_ وأنا وعدتها إن الماضي لا يمكن يتكرر هي اللي مش عايزة تفهم حبي ليها رغم كل اللي بعمله عشانها وليها لسا مش مصدقة إني روحي بقت متعلقة بيها هي وبنتي لسا بتقنع عقلها إني بحب فريدة وهي متعرفش إني كنت عندها النهارده وسلمتها بإيدي للبوليس
_ وإنت مقولتلهاش كدا ليه !
ضحك بمرارة ورد في ألم
_ فكرك يعني هي كدا هتتراجع وتشيل الطلاق من دماغها هي مقتنعة إني لسا بحبها وبنتقم لكرامتها مني
آدم بثقة تامة ونظرة مليئة بالتفاؤل
_هتتراجع ياعدنان أنا متأكد إنتوا تخطيتوا عقبات كتير ودي كمان هتعدوها إنت بس حاول تهديها وتراضيها
_ خاېف ولأول مرة أخاف اخسرها بالشكل ده يا آدم خاېف تكون دي فعلا نهاية الطريق اللي
مفيش منها رجعة زي ما قالت
طالت نظرات آدم الحزينة على أخيه لم يعد يعرف بماذا يجيب فمهما قال لن تكفي الكلمات لمداوة چروحه الدامية !!
في تمام الساعة الواحدة ظهرا من صباح اليوم التالي
دوامها اليوم بمساعدة والدتها وبينما كانت جلنار شاردة بعالم آخر وهابية الملامح كانت الصغيرة تسرد عليها تفاصيل يومها بحماس وسعادة لكن سرعان ما ډفن حماسها حين رأت أمها ليست منتبهة لها فقالت پغضب طفولي
_ مامي إنتي مش سمعاني !!!
فاقت على أثر صيحة ابنتها لتبتسم بحنو وتجيبها محاولة تفادي خطأها
زمت شفتيها بخنق والقت بجسدها جالسة فوق الفراش عاقدة ذراعيها أمام صدرها بتذمر هاتفة
_ أنا عايزة ارجع بيتنا احنا امتى هنرجع !
تنهدت جلنار الصعداء بعبوس وانحنت أمامها لتجيب في
خفوت حزين
_ احنا هنقعد هنا يا حبيبتي مع جدو مش هنرجع البيت
اتسعت عينان الصغيرة پصدمة لتهتف باستياء بسيط في البداية
_ لا أنا عايزة اقعد في بيتنا مع بابي
أدمعت عيناها پألم فليتها تتراجع عن قرارها لكن الفراق سيكون أفضل للجميع وهو الحل الوحيد
لكل المشكلات التي لا تنتهي !
احتضنت كف ابنتها الصغير ورفعته لشفنيها تقبله بنعومة ثم تهمس بنبرة مهمومة
_ بابي هيجي كل يوم ياحبيبتي يقعد معاكي زي ما إنتي عايزة
رسخت بعقلها فكرة واغلقت على عقلها الصغير حتى لا يتقبل أي فكرة مغايرة حيث صاحت پغضب وقد بدأت عيناها الرقيقة تذرف الدموع وهي تهتف محتجة على قرار أمها
_ لا أنا عايزة ارجع بيتنا عايزة بابي عايزة بابي
أنهت كلماتها وهي تبكي بقوة وسط محاولات جلنار لتهدئتها التي انتهت جميعها بالفشل ولم تكن تدري أنه يقف خلف الباب يستمع لحديثهم وفور بكاء ابنته فتح الباب ودخل
صابتها الدهشة للحظة بينما الصغيرة فتوقفت فورا عن البكاء وصاحت بفرحة وسط دموعها التي تملأ وجهها
_ بابي !
_ متعيطيش ياروح بابي أنا جمبك أهو ولا يمكن اسيبك
هنا بحماس وأمل طفولي
_ بابي احنا هنرجع البيت
أخذ نفسا عميقا ثم القى نظرة ذات معنى على جلنار وأجاب بجدية
_هنرجع ياحبيبتي هنرجع !
ظلت جامدة تماما لم تبدي أي ردة فعل حتى قالت بالأخير بعد دقائق قصيرة توجه حديثها لصغيرتها
_ روحي ياهنون ياحبيبتي اقعدي مع جدو تحت لغاية ما نيجي وراكي
تنهدت الصغيرة بعدم حيلة وهزت رأسها امتثالا لوالدتها ثم تطلعت لأبيها وقالت بلهجة تحذيرية
_ بابي اوعى تمشى !
_ متقلقيش يابابا مش همشى
نزلت من فوق قدميه وقادت قدماها الصغيرة للخارج حتى غادرت تماما ظل عدنان يتطلع بجلنار في صمت يتابعها وهي تتحاشى النظر إليه عمدا فقال بحنق
_
متابعة القراءة