رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق (كاملة)

موقع أيام نيوز


من مزاحه الثقيل
انت بتخوفني يعني .. طب انا سيبالك الاوضه وهروح انام في الاوضه التانيه
وقبل ان تنهض من فوق الفراش ..صړخ بها وهو يضحك
ريم الاشباح تحت رجلك 
وفكت حصار تعلقه به .. لتنظر لعيناه ثم أبتسمت وهي تتذكر دعائها في جنح الليل
دعيت ربنا انك تحبني لو انت سعادتي  
أستند علي الجدار بملامح أهلكها الأرق .. لتفتح الباب ..فوقف يشبع عيناه بملامحها التي أشتاق اليها وهتف بهمس

رفيف 
فأستدارت بجسدها الذي زاد ضعفا وسارت للداخل تاركة له الباب مفتوح .. فأتبعها بخطوات نادمه ..لقد اوجعها حقا بكلماته 
كيف يخبرها ان الطفل ليس بطفله وهو يعلم انها له وحده بل وتغيرت من أجله 
لقاءه الاخير مع ريان أوضح له أهم نقطه بحياتها وللأسف هو ضغط علي الزر المؤلم ..عاهرة ابنة عاهرة تلك الجمله التي وسمت بها حياتها من قبل زوجة ابيها منذ الصغر ..الي ان اصبحت بالفعل تريد ان تكون مثلما وسمت 
أراه صورا لها قديمه بالجامعه ..كانت فتاة هادئه بملابس محتشمه بالنسبه لفتاه غير محجبه .. لا زينه تضعها علي وجهها ولا تأنق تبحث عنه .. ولكن كل شئ تبدل عندما تقدم لخطبتها ابن خالته ..ثارت والدته هي وشقيقتها ..فكيف لابنة مغنية في الملهي ان تظل دوما عالقة بحياتهم يكفي انهم تقبلوها بالعائله
والده لم يتحدث بشئ منذ ان فعل فعلته الشنيعه بأمه وخطيئته مع اخري 
وجاء صوتها المفعم بالآلم 
لماذا جئت عمار
فتنهد بثقل وهو لا يعرف كيف سيجيبها ...وطأطأ رأسه بخجل متذكرا انه لم يفرق عنهم 
رفيف انا أسف .. بس خليكي مكاني ..حكايتنا بدايتها كانت غلط ..انا حبيتك بس في جزء جوايا كان شايفك
بدايتنا بالفعل خاطئه عمار .. انا سأرحل واعود لكندا ..طلقني عمار
الكلمه سقطت علي قلبه كنصل السکين ..ايطلقها الان بعد ان أصبح أسير عشقها بعد ان أصبح داخلها نطفة منه
واقترب منها بملامح جامده
لا هي مش لعبه اتجوزني وبعدين طلقني .. يلا قدامي علي بيتنا معندناش ستات بترفض رضي جوزها
رغم جمود كلماته بالبدايه الا انه انهاها بمزاح جعلها دون قصد تبتسم 
ثم تابع بمرح ليري ابتسامتها
ضحكت يعني قلبها مال
فأشاحت عيناها عنه ..فقد فضحتها أبتسامتها ..فمد كفه نحو خدها حتي تلتقي عيناهم
انا اسف يارفيف علي اي كلمه ۏجعتك بيها
وضم وجهها بين راحتي كفيه يزيل عنها دموعها بأنامله الحانيه
تعالي نبدء من اول وجديد 
.................................................
استمعت لشقيقها بآلم عما يخبرها به عن حالة كرم ..اليوم أصر عليه كثيرا ان يعرف سبب عدم مجئ والدته اليه ..لتكون الاجابه صادمه تمني لو لم يعلمها .. والدته فارقت الحياه 
لو شوفتي حالته يامهرة ... صمته وجعني .. ضم نفسه علي السرير زي الجنين
فبكت وهي تتخيل المشهد 
قولتلها ان نهاية الظلم وحشه ..شوفي نهايتنا وصلت لايه أنا وحاسس اني بمۏت بالبطئ .. المحلات وبتخسر ديون علي المحل .. ناس بقت تبص في وشي وفاهم عينيهم بتقول ايه عن امي ..وكرم يامهرة ..حاسس انه بيضيع هو كمان مني 
فلم تجد شئ تفعله له الا ان تقترب منه تحتضنه بقوه متمتمه
انسي ياأكرم

وادعيلها بالرحمه 
فضم نفسه اكثر اليها وهو ينتحب
كرم عايز يشوفك
فأنصدمت مما قالها .. لتبتعد عنها متذكره وعدها لجاسم بأن تنسي شقيقها هذا ..فأبتلعت ريقها وهي تتهرب بنظراتها ..فلم يحتاج اكرم للفهم 
جاسم عنده حق 
فزفرت انفاسها پضياع
مش عايزه اعمل حاجه تاني تهدم اللي صلحنا 
وأبتسمت بعد ان وجدت ضحي تقترب منهم بتوتر .. فألتف اكرم يطالع ما تطالعه هي ..فنهضت من جانبه مرحبه
تعالي ياضحي 
ونظرت لاكرم الذي اشاح عيناه هنا ثم طالعها بعتاب علي جلبها لضحي 
اتفهموا انتوا الاتنين براحه .. وحذاري ارجع الاقيكم مكشرين ولسا زعلانين
ووكظت اكرم علي كتفه
مش ديه حب حياتك اللي كنت هتوت عليها ..فاكر يوم مرضتش تاخدني واخدت جاسم بس ..عشان مبوظش ليك الجوازه
فأبتسمت ضحي رغما عنها وهي تستمع لما تقصه عليها لاول مره 
هطلع أشوف مالك 
وطالعت ضحي التي جلست علي احد المقاعد تفرك يديها بتوتر
لو بس قالك كلمه تزعلك .. نادي عليا انزله ب مالك وهو عارف ايه اللي هيحصل
فأتسعت عين أكرم وهو يتذكر ليلة امس وما فعله به الصغير 
لا الا مالك 
ونظر لضحي وهو يقص عليها
انتي متعرفيش من ساعه ماولدت بتعمل فيا ايه انا وجاسم .. هي تنام واحنا نغير ونيم ونلاعب ونكست
وحدق بها بشړ ..لتفر هاربه من امامه .. اما ضحي أخذت تضحك لينظر أكرم لملامحها وشوق ومن دون وعي هتف
وحشتيني 
.................................................
خرجت علياء من بوابة المعهد الذي تدرس فيها .. وقد انهت اخيرا اخر امتحان لها بل وسنتها الاخيره بالمعهد .. لتقف مع بعض زميلاتها تصافحهم وتودعهم علي امل اللقاء .. لتقع عيناها علي ذلك القابع في سيارته يخفي عيناه بنظارته السوداء ويطالعها 
فلم يسافر كما أخبرها ..مما جعل حبه يزيد داخلها .. تعلم انه يفعل المستحيل من اجل ان يقنع عمار الذي يخبرها كل يوم انه لن يوافق عليه ابدا ويسألها اذا كانت تحبه ام لا 
لا تعطيه اجابه ولكن تصمت ..وقعت بين أصعب خيارين بحياتها
ان تجد الشخص الذي يشعرها بحبه وحبها لشقيقها الذي يرفض ريان بشده 
ارادت ان تقترب منه حتي ان قدماها أخذتها نحوه .. ولكن تذكرت شقيقها ووعدها له ..وبعد ان كان الامل نبد بداخله لقربها وكاد ان يخرج من سيارته تجمدت عيناه علي خطواتها الهاربه
.................................................
هتفت بحب وهي تستمع لصوته 
زوجي الحبيب عامل ايه 
فضحك وهو يتخيلها امامه
زوجك الحبيب مقضيها اجتماعات مع الشركاء الجدد .. مالك نايم ولا صاحي
فأنتحب الصغير وكأنه سمع سؤال والده عنه 
اه صحي وبيسلم عليك بالعياط 
وفتحت مكبر الصوت واقتربت بالهاتف من صغيرها
ده كأنه بيحس ان في كلام عليه 
فقهقه جاسم بصخب وهو يعدل ما رابطه عنقه .. ويسترخي بجسده علي احد المقاعد
مش ابن جاسم الشرقاوي ..لازم يبقي حاضر في كل كلمه
كانت نرمين تقف خلفه تحمل فنجان قهوته .. لتتجمد ملامحها وهي تستمع للمكالمه وعيناها تترقرق بها الدموع من اثبات اخر اليها ان لا تضيع حياتها علي الوهم وتحلم بما ليس ملك لها
.............................................
عادت من معهدها تهلل بأنها اصبحت حره طليقه الان .. لتتسع عيناها وهي تجد رفيف امامها 
رفيف انتي جيتي ازاي
فضحكت رفيف علي عبارتها ..لتجد شقيقها يخرج من المطبخ ويعمل في يده السکين وواحده من البطاطس يقشرها هاتفا
سؤال ذكي ياانسه علياء
فضحكت علياء بسعاده وركضت نحوها تعانقها
البيت كان وحش من غيرك ..والواد ده كان كئيب ومكتأب وبيشغل ام كلثوم كل يوم ويشرب عرق سوس
لم تتمالك رفيف حالها .. وابتعدت عنها تضحك بقوه حتي تألمت معدتها
اشتاقت اليكي حقا علياء ولمرحك الجميل
فضاقت عين عمار وهو يرفع السکين مصوبا هدفه نحو شقيقته
ماشي ياعلياء ... محرومه من الاكل النهارده
واقترب منها بشړ .. فأختبئت خلف رفيف التي وقفت بينهم
لقد ڤضحت مشاعرك .. انا سأعطيكي طعامي علياء 
فحدق بهم بوعيد وقد استاء من دفاع كل منهما عن الاخر
طيب انتوا الاتنين .. تروحوا زي الشاطرين تحضروا الاكل .. كانت مساهمه مني لطيفه النهارده بس خلاص جنيتوا علي نفسكم
وسحب كف رفيف ليعطيها ما بيده 
كملي الاكل يلي عايزه تديها من أكلك ..ياام قلب حنين
لتكتم علياء صوت ضحكاتها وهي تطالع مزاح شقيقها بأعين متسعه ..فمن يراه الايام الماضيه لا يراه اليوم
...................................................
كانت جالسه علي الفراش تخطط بقلمها علي الورقه ..لتشعر بوجوده .. فألتفت بوجهها قليلا لتجده يقف مستندا علي باب الغرفه عاقدا ساعديه امام صدره ويطالعها ..فأبتلعت ريقها بتوتر 
لتصدر تصفيقه

صاخبه منه
هايل يارقيه .. روحتي ليها البيوتي سنتر بتاعها تهزقيها قدام زباينها
فهتفت بتعلثم وهي تداري عنه نظراتها المرتبكه
انا روحت اعمل شعري زي اي زبونه عندها ..هي اللي بدأت فأنا رديت عليها 
فضاقت عين مراد وهو يتفحصها 
يعني من قله المكان روحتي عندها
فأستاءت من تلمياحته ودافعه عنها
ايوه روحت قصد .. ما انا لو مكنتش عملت كده كنت هفرقع من الغيظ ..بسببها انت مخاصمني 
ففك اسر ساعديه .. واقترب منها يحدق بها 
والخصام ده انتي تستاهليه ولا لاء
فطأطأت عيناها للأسفل وعضت علي شفتيها بقوه
استاهل يامراد .. بس انت السبب 
فطالعها دون فهم بعد ان جعلت سبب فعلتها عليها .. لتجف الكلمات بحلقه وهو يسمعها
ايوه انت السبب .. ومن وانا طفله بتدلع عليكي وبتسامحني .. اي تصرف غلط بتفهميني غلطي وبعدين برضوه تسامحيني .. عمرك ماقسيت عليا ..اتعودت علي حنان بقيت عارفه اني هغلط وهتسامحني جاي دلوقتي تعاقبني علي حاجه انت السبب فيها
وانحدرت دموعها بسبب قسۏتها الايام الماضيه
لو كنت اعرف ان ديه ضريبه الجواز ..كنت فضلت رقيه البنت اللي ربيتها بنت خالتك وبس 
فألتقط يدها لتستند بركبتيها فوق الفراش .. ثم ضمھا اليه بحنان
خلاص متعيطش ..يمكن كلامك صح بس انتي المفروض تفهمي في فرق بين روقيه البنت ورقيه اللي بقت زوجه دلوقتي
فشهقت بشهقات متقطعه 
افهم من مين .. انا كل اللي بفمهمه اني بسمع وبس .. الام الوحيده هي اللي بتعلم بنتها وانا معنديش ام .. اما انا يامراد اتولدت لقيت نفسي بتنقل من بيت لبيت في العيله بتربي فيه ..
لم يستطع منع دموعه وهو يجدها امامه بكل هذا الضعف ..فضمھا بقوه اليه متمتما
انا معاكي يارقيه .. انا كل حاجه ليكي ..المهم ثقي فيا وف حبي
وابعدها عنه بعدما شعر بحركه وجهها صعودا وهبوطا علي كتفه
انتي بتعملي ايه
فتعلقت عيناها به ..ثم بقميصه هاتفه ببرآه
بمسح دموعي اللي انت سبب فيها في قميصك ياحبيبي
................................................
كان يتحدث معها ويضحك عما تفعله بأكرم كل ليله منذ أن سافر
مفتريه ياحببتي ومدام مش هتتعبي فتربيه مالك.. يبقى نكثف جهودنا ونجيب التاني
فصدرت همهمه منها يعلم أنها تسخر من حديثه
 اسمع كده كلمه اعتراض
فهتفت بعلو صوتها
اعترض وبشده
فضحك وقبل أن يعترض هو الآخر.. هتفت وهي تنظر لهاتفها فوجدت أكرم يدق عليها 
جاسم هشوف اكرم وارجعلك تاني 
وفي نفس التوقيت صدرت طرقات خافته على باب غرفته المقيم بها بالفندق متذكرا انه طلب وجبة العشاء
فترك هاتفه على الفراش دون أن يلاحظ أن المكالمه مازالت مستمره ولكن على خاصية الانتظار.. واتجه نحو الباب يفتحه فوجد موظف الخدمه يدلف بعربة الطعام ويتبعه.. أعطاه البقشيش ولم ينتبه أن الموظف ترك باب الغرفه مفتوحا لتدلف
رفيف
 

تم نسخ الرابط