رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق (كاملة)
المحتويات
مازال غافي يدفن رأسه أسفل الوساده وينام بعمق
لتبتسم وهي تتجه نحوه ..وجلست علي طرف الفراش تيقظه
جاسم احنا بقينا العصر هتفضل نايم لحد أمتي
ووكظته علي ظهره بخفه لعله يستيقظ ولكن لم يفيد الامر بشئ
جاسم ..ياجاسم ..ياجاسم
وظلت تردد أسمه الي ان فتح عيناه وأزاح الوساده عنه ملتفا اليها
في حد يصحي حد كده .. راعي اني كنت سايق العربيه اكتر من 5 ساعات علي الطريق
ما انا بحاول اصحيك من بدري .. وكمان عايزني اصحيك ازاي
فأرتسمت شفتيه بأبتسامه ماكره
في حبيبي ..حياتي ..روحي .. عمري .. وتبوسيني مع كل كلمه
فحدقت به كالبلهاء تشير نحو نفسها ثم نحوه
تفتكر انا ممكن اعمل كده
وتأوهت بخفوت ثم ضحكت بعد ان جذبها من ملابسها بحنق
مش فالحه غير تدي نصايح لغيرك ...بتيجي عند نفسك خيبه ياحببتي
كان يطالعها وهي تحرك له رأسها بوداعه اصبح يفهم متي تستخدمها وضحك بخبث وجذبها نحوه
استاذه في لف الحوار عشان تفلتي من الحوار الاساسي ..تعالي بقي اوعيكي بدل ما انتي خيبه كده
ليعلو صوتها بهتاف عايزه اتمشي علي البحر وكما ايقظته انتهي الامر كما يرغب
جلست علياء ترتشف الشاي معهم تتجاذب الحديث مع شقيقها ورفيف التي تقص اليه مغامرتها اليوم بالمطبخ .. لتضحك علياء بصخب متذكره ما فعلته
كنت هتولع في البيت النهارده .. والبتنجان أتحرق
وتابعت وهي تكاد ټنفجر من الضحك كلما تذكرت هيئتها في تلك اللحظه
ومافيش علي لسانها الا سنحترق .. أين سيارة الاسعاف
بأن تتغير بالكامل
انت تستمع ومبتسم عمار
فتنحنح عمار وتمالك صوت ضحكاته
كفايه ياعلياء .. ما انتي ليكي ذكريات في المطبخ وعمايل سوده عملتيها فيها
داري عليا ده انا غلبانه
وما كان من رفيف الا انها قفزت من فوق الأريكه بحماس
لا عمار اخبرني ..حتي أسخر منها مثلما تفعل معي
فأزالت علياء كفوفها عن عيناها .. لترفع احد حاجبيها بتذمر
كده يامرات اخويا عايزه تسخري مني .. يخونك الفسيخ اللي اشتريته ليكي عشان ناكله بكره
ليحدق عمار بشقيقته ثم برفيف
نهارك اسود هتأكليها فسيخ .. اوعي ديه معدتها مش زينا
فأستاءت رفيف من حديثها
لما عمار .. انت ايضا تسخر مني حتي في الطعام
وكاد ان يبرر السبب ولكن طرقات علي باب المنزل ..أنهت الحديث فنهضت علياء من فوق المقعد هاتفه
ديه اكيد نجلاء صاحبتي ..لسا بعتالي رساله انها قربت توصل
فطالعها عمار بتفهم وجلس علي مقعده .. ولكن صدرت شهقة من شقيقته ثم اغلقت الباب بقوه ..تنظر نحوه ونحو رفيف التي تعجبت من فعلتها
اخوكي واقف بره
وركضت نحو غرفتها تداري نفسها بخجل .. اما ريان وقف يضحك علي هيئتها فيما كانت ترتديه .. فقد كانت ترتدي عباءة منزليه وتضع الزنط الخاص بها علي رأسها
فمجيئه لهنا ما كان الا من أجلها .. ووجد عما يفتح له الباب محدقا به بتعجب من قدومه
الن تدعوني للدخول عمار
فأشار اليه عمار بأن يدلف .. لتقف رفيف مندهشة من قدومه .. فتقدم ريان ببطئ ينظر حولها للشقه البسيطه التي تقطن بها شقيتها
متعجبا من حال شقيقته التي اعتادت علي الحياه الرغده
وأبتسم وهو يفتح لها ذراعيه .. لتتجه اليه تحتضنه بقوه ..لا تتذكر انه احتضنها هكذا من قبل
ووقف عمار يطالعهما ..اما علياء كانت تختلس النظرات متلصصه من باب غرفتها تبتسم بسعاده
ومر الوقت وأخذ عمار يتحدث مع ريان ورفيف تشاركهم الحديث .. وأقتربت منهم علياء بالمشروبات مطأطأة الرأس تخشي ان ېفضحها ريان امام شقيقها ولكنه وعدها .. واستمعت لحديثهم قبل ان تعود لغرفتها ..فريان يعرض علي شقيقها أن يسافروا لكندا من اجل ان يتعرف علي عائلتهم ويراه والده.
أخبرها أن عائد الليله .. كانت الألم يجثو علي روحها من ذلك اليوم عند علمت ماضيه المظلم ..الحقيقه قد ظهرت ولكن ع الحقيقي أدركت ان لا وجود لها معه .. وفاقت من شرودها علي صوت فتح باب الشقه ثم دلوفه بخطوات هادئه يهتف بأسمها بعد ان وضع حقيبته جانبا
ريم
وتقدم بخطواته بقلق يخشي هجرانها .. رغم عڈابه لها الا انه لا يريد ان تفارقه ..يعلم انها منذ ان دخلت حياته اصبح اناني بحبها
وفور ان وقعت عيناه عليها وهي تقف بجانب الاريكه التي كانت جالسه عليها .. اسرع نحوها يضمها بشوق
وحشتيني
كانت ذراعيه تطاوقها بقوه ..يدفنها بين أضلعه وهي تقف متصلبه
وابعدها عنه يمسح علي وجهها بحنان
المره اللي جايه هاخدك معايا
فأبتسمت بشحوب .. متذكره صور زوجته الراحله التي كانت كالملاك بضحكتها البريئه ..صور كثيره كان يحتفظ بها بجانب حقيقة مقتلها
ادخل غير هدومك لحد ما أحضرلك العشا
فأبتسم بحب.. فقد أشتاق لكل شئ بها ..اشتاق لحنانها ..لمعة عيناها المحبه ونبرة صوته الدافئه .. بعده عنها مازاده الا شتياق
يحبها دون شك ولكن قلبه يحتاج ان يخرج من سردابه
وابتعدت عنه لتجهز له الطعام ولكن الحقيقه بأن تهرب منه
تستجمع شجاعتها لباقي تلك الليله
...............................................
أغلقت سهير هاتفها سريعا بتوتر بعد ان سمعت طرقات اكرم علي باب غرفتها
تعالا ياأكرم
ليدلف أكرم ..وتقدم من فراشها يجلس جانبها
عايزه اتكلم معاكي شويه
فربتت سهير علي يده
اتكلم ياحبيبي
وفور ان بدء حديث أكرم بشقيقه هتفت سهير بأمتعاض
عندعايز تسوء سمعت اخوك وتطلعه مدمن ... ولعلمك ان سألته وقالي ان مش بشرب غير حشېش والخمره وفين وفين ..ما كل الشباب بتشرب عادي يعني
ونهضت من فوق فراشها تدور بالغرفه بحنق
انت من كتر قاعدك مع بنت زينب ..بقيت تكره اخوك وتتهمه بالباطل
فوقف أكرم مصډوما منها ..حتي وهو يخبرها أن شقيقه مدمنا ويجب ان يذهب للمصحه لا تري شئ وتبرر له
انتي مصدقه كلام ابنك .. بقولك ابنك بيشم بودره انتي مش مستوعبه
فحدقت به سهير بضيق
مين اللي قالك عن اخوك كده .. ابني مبيكذبش عليا
فدار أكرم حول نفسه غير مصدقا ما يسمعه منها .. امه لا تصدقه رغم ان حاله كرم تجعل الاعمي يري
امي كرم هيضيع مننا .. لازم نلحقه قبل فوات الاوان
فهوت علي الفراش تنظر حولها تفكر بالامر قليلا
طب اتصلي بأخوك
ليضحك أكرم وهو يعلم ان اتصاله وقدوم كرم سينتهي بأنه
هو الكاذب وكما اعتاد كرم سيمثل الدور بأحتراف
..........................
جلست علي المقعد المجاور له تقلب في طعامها .. وهو يخبرها انها أشتاق للطعام من يدها
حقيقي أكلك كان وحشني ..تسلم ايدك
فيكي ايه ياريم .. سكوتك ده قلقني
فتجمدت يدها علي الطبق الذي كانت ستحمله .. ونظرت اليه بتشويش ثم اشاحت بعيناها بعيدا عنه
خليني اشيل الاطباق الاول واعملك قهوتك وبعدين نتكلم
فخرج صوته بحزم
لاء هنتكلم دلوقتي
فطالعته وهي ترطب شفتيها بلسانها .. وقد هرب الكلام منها وعندما سمعت صوته الجامد
أتكلمي ياريم
فما كان منها الا ابتعدت عن عيناه تدور حول نفسها وتمسح علي جبينها
انا عرفت الحقيقه .. كل حاجه شوفتها في الصندوق اللي مخبيه ..مكنتش بدور علي سبب جفاءك .. كان نفسي اعرف منك انت
وعندما تذكرت بداية معاملته لها الي ذلك اليوم
بس انت كنت هتقولي ازاي وليه .. انا ولا حاجه في حياتك .. انا بنت ضعيفه وغلبانه اتجوزتها اشفاق علي سمعتها .. ونمت معاها مجرد ضعف منك مش اكتر
فأقترب منها بعد اخر جمله نطقتها وقبض علي ذراعيها بقوه
اخرسي انتي مراتي .. انا مضعفتش انا كنت محتاج حبك وحضنك عشان يشفوني
كانت تهذي من الألم والخيبه ..لولا حبها له ماكانت شعرت بكل هذا
طلقني يا ياسر
فتجمدت عيناه عليها ..أبتعد يأخذ انفاسه بصعوبه
وبعدها لم تشعر الا وهو يحمل مفاتيحه ويخرج من المنزل تاركا اياها تطالع خطاه بأعين باكيه
السعاده كانت مرتسمه علي شفتيه وهو يجد صغيريه يتقافزان عليه
فأقتربت منه مرام تعطيه فنجان قهوته مبتسمه ثم حملتهم عنه
بابا وراه شغل عيب كده
فهمهم الصغيران ونطقوا بأسمه
كيم ..كيمو
فلم يتمالك كريم ضحكاته .. فضحك وهو يلتقطهم بعد ان اغلق حاسوبه الشخصي
كيم وكيمو مين ده .. فين بابا
فوقفت تطالعهم بحب ثم أرتسم علي وجهها الحزن ..فصغيريه ليسوا متعلقين بها مثل والدهم .. فكريم رغم انشغاله بالعمل الا انه يغدق عليهم حنانه ويوفر من وقته كي يجلس معهم ويلاعبهم
زوج واب حنون لا تعرف ماذا كانت تريد اكثر من ذلك .. نجاحها لم يحرمها منه بل اخبرها ان يريدها ان لا تجعل العمل اهم اولاوياتها من حياتهم
وتعلقت عين كريم بها ..فأحس بحزنها من تعلق الصغار به وحده فهمس لهم ..ليهبطوا من فوقه ملتفين حول والدتهم التي انحنت علي الفور لهم تضحك علي كلماتهم التي تتآكل منها الاحرف
سقطت دموعها بعد ان انهت مكالمتها معه متحججه بأمور العمل ولكن كان لديها رغبه بأن تعلم متي سيعود من عطلته ..فقد مرت ثلاثة ايام وهو مازال مسافر .. وألقط بهاتفها علي الفراش
ليه يوم ما أحب ..احب راجل متجوز
لتسقط بعدها علي فراشها تكتم صوت شهقاتها
غبيه يانرمين
السعاده كانت تحاوطهم وهو يركض خلفها علي شاطئ البحر الخالي الا منهم وفور ان وصل اليها حملها ضاحكا
مش اد الهزار بتهزري ليه
فضحكت وهي تتعلق بعنقه
حرمت ياجاسم
ووضعت يدها علي بطنها
اللي بيخليني اعمل فيكي المصاېب ديه هو ابنك
فحدق بها وببطنها المنتفخه ووضعها علي الأرض رافعا حاجبيها بمكر
انتي هتتهمي ابني كمان .. وحياتك كله بيتسجل .. وهنعمل تحالف عليكي
فضحكت بدلال ثم تعلقت بعنقه
ايه رأيك نعمل احنا التلاته تحالف
فتعلقت عيناه بها ثم ضحك
ولما نعمل احنا التلاته تحالف .. هنكون ضد مين
فأبتعدت عنه تشيح بيدها
ضد نفسنا ياحبيبي
انتي حقيقي خسارة في البلد ديه ياحببتي .. اجاباتك ديما مبهره
وضعت علياء صنية الضيافه من اجل احدي صديقات رفيف دون أن ترفع عيناها نحو الضيفه التي كانت منشغله في الحديث معها
فهتفت رفيف كي تجعل ناريمان تتعرف عليها
اعرفك علي علياء شقيقة عمار
لتتجه عين ناريمان نحوها بعد ان أستدارت بجسدها .. لتتسع عيناها بمكر فتابعت رفيف
ناريمان صديقتي علياء
فشحب وجه علياء وهي تنظر اليها ..فقد
متابعة القراءة