رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق (كاملة)

موقع أيام نيوز


النهارده 
فحركت رأسها بتفهم 
تمام هبلغ مدام هدي وفوزية 
وكادت ان تنصرف .. ليجذبها إليه هامسا بمكر
انثي رقيقة يامهرة ..طب انصحي نفسك ياحببتي واشفقي على جوزك الغلبان 
لترفع اصبعها نحو صدره 
انت غلبان 
وانصرفت من امامه ولكنه عاد يجذبها مجددا 
طب انا عايزك كده .. دلعيني شوية بدل ما كل الناس بتتدلع الا انا

فعادت تحدق به ثم رفعت يدها نحو جبينه تتحسسه
لاء مش سخن 
فأبتسم وهو يجذبها إليه مرة أخرى 
جاسم انت هتعمل ايه 
لتلمع عين جاسم بمكر 
وحشتيني 
فدفعته عنها ثم انصرفت لتذهب لرقية التي تنتظرها ..فوقف جاسم يحدق بها مبتسما 
مراتي بتنصح وهي محتاجه اللي ينصحها
......................
عادت مرام من رحلة عملها ولم تفكر ان تسأل عما فعلوه صغيريها في غيابها كل ما فعلته انها اخذت تقص له عن انبهارها 
مؤتمر كان رائع ياكريم ..وقبلت فيه شخصيات كتير مهمه
وظلت تثرثر وتثرثر الي ان مل وهتف 
مرام ممكن تنسي شغلك شوية في البيت .. المفروض ده وقتي ووقت أولادنا 
ما انا متحمسه اوي وعايزه اشاركك حماسي 
فمسح علي وجهها برفق 
انا مبسوط أنك بتنجحي يامرام ..بس ده ميمنعش اني مفتقدك 
فلمعت عيناها وهي ټدفن وجهها بصدره 
اوصل لحلمي بس ياحبيبي وابقي سيدة أعمال وأنا كلي ليك 
وقفت سهير امام أكرم في بيت غريمتها ورغم حنقها من وجودها هنا الا أنها أتت كي تعيده لها ..فعندما علمت بمساعدة مهرة له اشتعلت الغيره داخلها وخشيت ان تسرقه منها وقررت ان تتقبل هزيمتها تلك المره علي ان يبتعد عنها أولادها 
كده ياأكرم تهون عليك امك حببتك 
جاءه صوتها ضعيف منكسر مما جعله يتراجع للخلف لتدخل الشقه تنظر حولها بأمتعاض ولكن أخفت امتعاضها كي تعود به 
اتفضلي ياماما 
لتجذبه سهير لأحضانها سريعا وهي تبكي 
موافقه ياحبيبي خلاص علي جوازك من البنت اللي بتحبها .. مدام ده هيريحك 
ثم هتفت بقلة حيلة وهي تتمني ان لا تتم تلك الخطبه
لتتهلل اسارير أكرم بحبور
بجد ياماما 
لتلوي سهير شفتيها وهي تري مدي سعادتها 
مالك فرحان اوى كده ياابن بطني .. هي البت ديه عملالك ايه
فضمھا اليه فمهما كان هي امه حتي لو بها جميع خصال الدنيا السيئه 
بحبها ياماما 
فظهرت الغيرة علي وجه سهير ولكن تمالكت نفسها ومسحت علي شعره وهي تهتف داخلها 
كانت فاكره بنت زينب أنها تقدر تاخد ابني مني ..وتبقي هي الشهمه الحنينه
....................
وقفت ريم في غرفة الإجتماعات تعطي ريان الأوراق المطلوبه وعيناها صائبة علي ياسر الذى تجلس جواره رفيف تحاوره بعمليه محكمه ..كانت تنظر إليه بهيام وشرود وعندما رفع ياسر عيناه نحوها .. حدق بها للحظات ثم اشاح عيناه بعيدا عنها معنفا نفسه عما فعل 
وفاقت ريم من شرودها على طرقعت اصابع ريان 
ريم
لتنتبه ريم له وأرتبكت وهي تتسأل 
افندم ريان بيه 
فأبتسم لها ريان معطيا لها الملف 
انسخي منه نسخه من فضلك 
لتنصرف من امامه سريعا ..فألتف ياسر نحو ريان الذي أخذ يحرك يده ببطئ علي ذقنه وهو لا يفهم سبب لرقة تعامله مع ريم ..رغم تعامله القليل مع ريان الا أنه يعلم أنه ليس لين في طباعه مع احد وخاصة لو كانت موظف لديه
...................
جلست مهرة بجانب هدي الباكية تستمع لقصتها مع ابنها العاق الذي طردها من شقتها من أجل زوجته ..فربتت مهرة علي يدها لتسمع صوت فوزية الحزين 
كل الڼار ديه جواكي ياست هدي 
ولوت شفتيها بأمتعاض وهي تقلب الطعام 
اللي يعيش ياما يشوف 
اما مهرة كانت تنظر لها بتعاطف لا تعلم كيف تساعدها ...فترجتها هدي 
نفسي اشوفه اوي يامهرة ..سمعت انه باع الشقة واخد شقة تاني 
فطالعتها مهرة بحنو 
بعد كل اللي عملوه معاكي..عايزه تشوفيه
فأخفضت هدي رأسها بحزن 
بكره لما تبقي ام هتعرفي يابنتي 
فأخذت تحدق في هدي إلي ان سمعت صوت جاسم يهتف بأسمها وفور ان خرجت من المطبخ ..وجدت معه نرمين تحمل حقيبة بها حاسوبها فيبدو أنها سترافق جاسم لهنا أيضا 
فأقترب منها جاسم وعانقها بحب 
لسا تعبانه 
فحركت رأسها بنفي ..ليمسح على وجهها بدفئ 
الي ان تنحنحت نرمين بخجل...فهتف جاسم 
اتفضلي يانرمين لغرفة المكتب 
فوقفت مهرة تنظر الي نرمين التي نفذت ما أمر به
حببتي في أوراق مهمه لازم اراجعها
فأمتعضت مهرة منه
وايه جاب الآنسة نرمين
فضحك جاسم عليها 
شغل ياحببتي 
واتجه نحو غرفة مكتبه هاتفا
بلغي هدي تعمل أتنين قهوة 
وترك الباب مفتوحا وبدأت نرمين تعطيه بعض الأوراق وتناقشه فيها وهي وقفت تنظر لهم الي ان انصرفت عائدة للمطبخ تطلب من هدي صنع القهوة 
ولكن ثلاث فنجاين وليس اثنان فهي سترافقهم 
وبعد عشرون دقيقه كانت تتقدم بفنجانين القهوه...لينظر جاسم للفنجان الثالث وقبل ان يتسأل وجدها تجلس علي الأريكة وتهتف ببرآه 
معلش هقعد معاكم اشرب قهوتي واقرء كتاب 
فأبتسم جاسم علي غيرتها ثم طالعتها نرمين بأرتباك 
ومر الوقت الي ان انصرفت نرمين... ووقق جاسم يحدق بمهرة التي وضعت أحد الكتب امام عينيها كي تداري نظراتها نحوهم 
فجذب منها الكتاب ضاحكا 
طب ماكنتي اخدتي قهوتك وقعدتي في الجنينه 
فلمعت عيناها ونهضت بهدوء 
لاء القاعده  
النهارده درس السواقه بتاعنا 
فأبتعد عنها جاسم هاربا 
كان أسوء عرض عرضته عليكي ..وانا اللي بدفع تمنه
فضحكت وهي ټضرب كفوفها ببعضهم
انت مش بتصبر عليا ..يومين وزهقت مني مع اني بفهم بسرعه
فطالعها جاسم غامزا 
بتفهمي بسرعه والعربيه اللي دمرتيها .. نسيتي ولا افكرك 
فطأطأت رأسها وهي تفكر في حيلة 
كنت مرهقة ومش مركزه
فصدحت ضحكات جاسم بعلو وهو يعانقها 
تعالى نأجل درس السواقه .... وناخد درس تاني مهم ومفيد 
وعندما فهمت مغزي حديثه دفعته عنها بخجل 
جاسم 
فأبتسم بمكر 
عيونه 
لم يحادثها كنان بأمر ذهابهم لخطبة شقيقها التي ستتم بعد أسبوع من الآن فقررت ان تسأله وهي نائمة علي صدره 
كنان اريد ان أذهب لخطبه أكرم 
ليهتف كنان بهدوء مخبرا إياها 
لن نسافر ورد ..فأنا سأسافر ل إيطاليا وسأظل شهر هناك 
لتتسع عين ورد 
شهر وانا كنان 
وكانت إجابته ما لم ترغب في سماعه بل وصډمتها
ستظلي هنا ورد مع والدتي 
..................
هبطت مهرة من البناية التي يعيش بها ابن السيدة هدي وهي تعرج فقد دفعتها زوجته من باب الشقة فألتوي كاحلها علي الدرج .. وعندما لمحها السائق 
اقترب منها سريعا يعطيها هاتفه 
جاسم بيه عايز حضرتك يامدام
وناولها الهاتف لتتذكر ان هاتفها قد انتهي شحنه فور ان هاتفت هدي واخبرتها عن عنوان ابنها الحالي 
كان املها ان يرق قلب ذلك العاق ولكن مثل والدها يسير خلف زوجته 
وألتقطت الهاتف من السائق ..فصدح صوت جاسم الغاضب 
انتي فين 
فأرتجف جسدها ونطقت پخوف 
انا كنت في مشوار كده
ليهتف جاسم بجمود 
تيجي علي البيت حالا 
وأغلق الخط بوجهها لتقف تنظر للهاتف برجفة داخلها
ثم نظرت للسائق لتجده ياتقدم أمامها 
وبعد نصف ساعه كانت تصعد بعض الدرجات وتمسك حذائها بيدها وتعرج علي قدمها بآلم
لتدلف للداخل .. فوجدت جاسم ينتظرها في بهو المنزل يضع كلتا يديه في جيب سرواله ويحدق بها بهدوء شديد وعيناه مركزه علي خطواتها وهيئتها الغير مرتبة. 
الفصل الثامن والثلاثون.
_ رواية لحن الحياة.
_ بقلم سهام صادق.
وقفت تحدق بنظراته المبهمه والتي فهمت سببها فور ان جاءت هدي مطأطأة رأسها أرضا فيبدو أنها أخبرته عن وجهتها بعد ان سألها عنها... ولكن الحقيقة في الوقت الذي كان يهاتفها ويزفر أنفاسه بحنق عند سماعه الرساله الصوتية المسجله بأن الهاتف الذي يطلبه غير متاح كانت هدي تضع أمامه قهوته في غرفة مكتبه وقلقت عليها فأخبرته عن مكانها وها هم الأن يقفون ثلاثتهم .. ولكن هدي انسحبت عندما اطمئنت علي قدومها وحزنت لما أصابها وسيصيبها من بطش جاسم 
كنتي فين 
سألها بهدوء وعيناه معلقة علي قدميها واقتربت منه ببطئ بسبب قدمها وأخبرته الحقيقه كامله 
كان نفسي أقدر اساعدها ياجاسم ..واوصل رسالتها لابنها 
وتابعت وهي تنظر الي ملامحه الجامده 
انت اكيد فاهمني 
فطالعها هو ساخرا 
انتي فاكره نفسك ايه بتهورك ده .. انتي ليه ديما بتنسي أنك زوجه وإنسانه مسئوله
ثم تابع بتهكم 
طب اتصلي بجوزك المغفل اللي قاعد قلقان عليكي..واحكيله عن بطولتك العظيمه يااستاذه 
وربت علي وجهها ببرود 
مهرة ياريت تختفي من قدامي حالا
فهتفت برجاء وهي تعلم أنها أخطأت ولكنها قد اعتادت علي تلك الحياه. 
جاسم انا مغلطتش 
فأشار لها بأن تصمت ..يكفيه قلقه عليها يكفيه رؤيتها بتلك الهيئة ..يكفيه تخيل الكثير من السيناريوهات وهي في بيت اناس لا تعرفهم بل وذاهبه من أجل رجل ..والان تخبره أنها لم تخطئ 
مهرة اطلعي أوضتك ممكن ..ولا اقولك حاجه احسن انا خارج
صدقيني يابنتي ڠصب عني .. لما لقيته قلقان عليكي اضطريت اقوله ...انا كمان قلقت عليكي 
ونظرت لهيئتها 
واهي النتيجه 
كانت مهرة مازالت تنظر للفراغ الذي أمامها وكيف تركها جاسم هكذا .. ومدت هدي يدها إليها كي تساعدها ..فصعدت معها لاعلي وعقلها مشغول معه.
عاد ليلا بوجه مرهق ومازال حنقه من فعلتها لم يذوب ..ودلف للغرفة بوجه عابس ..ليجدها تمد قدمها المصابه علي الوساده وتنتظره واول ما رأته اعتدلت في جلستها 
جاسم انت اتأخرت كده ليه ..قلقتني عليك
لم يرد علي سؤالها واخذ يزيل سترته ثم بدء يفك أزرار قميصه بصمت
انت لسا زعلان مني ... خلاص اوعدك هقولك كل حاجه قبل ما اعملها 
صمته زادها احباطا وحزنا ..فلو كان الأمر في الماضي ما كانت حزنت ولكن قلبها الآن معه .. نهضت من فوق الفراش وحيلة ظريفة لمعه بعقلها سريعا 
رغم ان قدمها ۏجعها قد هدء الا أنها قررت ان تسقط نفسها من فوق الفراش وهي تنهض
آه 
كان يوليها ظهره متجها لغرفة الملابس...ولكن عندما سمع تآوهها ألتف سريعا نحوها بقلق 
وبخطي سريعه كان يجثو أمامها 
انتي ايه اللي خلاكي تقومي من علي السرير
فهتفت بعبوس
عشان اصالحك
فأبتسم ثم عادت ملامحه للجمود مجددا فهو يريد ان يعاقبها علي تهورها الذي يخشي عليها منه ..وحملها برفق ووضعها علي الفراش متسائلا بحنان 
بټوجعك أوي 
فحركت رأسها كاذبه وداخلها يتراقص من الفرح لاهتمامه 
اوي اوي
فمسح علي وجهها معاتبا
ومدام بټوجعك أوي كده متصلتيش عليا ليه 
ثم أمسك يدها 
تعالي غيري هدومك نروح المستشفي ..يمكن يكون كسر 
كانت سعيده بل وتريد ان تقفز من السعاده بأن حيلتها قد خالت عليه
لاء انا كويسه متقلقش ..ده ألتواء ومع المرهم والراحه هيخف بسرعه 
فرفع قدمها إليه وبدء يدلك برفق وهي تجلس منسجمه مما يفعل
آه براحه ياجاسم 
لحظه دلع ودهاء قررت ان تسير بهم 
فيبدو أن فوائدهم تأتي بثمار رائعه .. ووضعت بيدها علي يده التي تدلك قدمها بلين
خلاص ان بقيت كويسه 
فنهض من جانبها ونظر لها وكأنه يخاطب طفله
شوفتي
 

تم نسخ الرابط