رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق (كاملة)

موقع أيام نيوز


نظرتي فيكي 
فأبتسمت وهي تتذكر تلك القضية التي اوكلها له جاسم 
انتي تلميذتي دلوقتي يامهرة ..وان شاء الله شغلك هنا هيضفلك خبرة كبيره في حياتك المهنية
فحركت مهرة رأسها بسعاده فهي تعلم ان عملها هنا سيجعلها تتعمق في القضايا الكبري وتفهم خبايا القانون أكثر وأكثر ..فخبرتها للأسف ضئيلة تتمحور في القضايا الصغيرة 

وأستدعي فؤاد أحدهم يخبره بنضمامها لهم 
لتبدء اول يوم كتعارف وفهم بعض الأمور 
وأنصرفت في وقت الظهيرة وقررت ان تذهب لشركة جاسم فقد كانت قريبة من مقر عملها 
.................
أصرت ورد ان تطهو اليوم لكنان وتعد له طعام مصري وقد تركت لها عظيمة مدبرة المنزل المطبخ هي والخادمة الأخري لتفعل ماتريد فهي سيدة المنزل..
لتقف فريدة علي أعتاب باب المطبخ الواسع
هذا هو مقامك وليس بجانب ابني 
وانصرفت فريدة لتظل ورد ثابتة في مكانها ودموعها تنهمر على وجهها ..ف فريدة تكرهها بشده
لماذا تكرهني هكذا 
...............
جلست مشيرة بجانب احداهن ضاحكة 
فأزداد ضحكات مشيرة 
كل ماتنفذي المطلوب ..فلوسك هتزيد
لتلمع عين بسمة متذكرة كيف كونت صداقة مع مرام
............
رفعت مني عيناها عن الأوراق التي أمامها وهي لا تصدق ان مهرة تقف أمامها ..ووقفت بتراحب تداعبها
اقولك يامهرة ياهانم دلوقتي ولا يامدام 
فأحتضنتها مهرة ضاحكة
ابنك عامل ايه دلوقتي 
فتمتت مني وهي تبتعد عنها 
الحمدلله بقي احسن كتير بس لسا كسر رجله ودراعه مخفش 
وتابعت بأعتذار
كان نفسي اجي اباركك كأخت في بيتك بس اوعدك اول ما ادم يقوم بالسلامه هاجي ازورك انا ومحمد والاولاد يوم اجازه كده واقرفك
فأزدادت ضحكات مهرة فهي ومني قد أصبحت هكذا صداقتهم 
تنوري 
ومالت نحوها وبصوت هامس 
ونبقي نطرد جاسم 
فأبتسمت مني واجابتها بنفس الهمس 
مش موجود للأسف راح يباشر مصنع الاسمده ..اه لو كان موجود هنا 
فتبدلت ملامحها عندما علمت بعدم وجوده ..فقد كانت أتية اليه كالطفلة الصغيره تخبره عن أول يوم لها في مكتب فؤاد
وانتبهت على صوت مني 
تحبي تشربي ايه يامهرة 
وأشارت بتحذير
اوعي تقولي شاي 
فحركت مهرة رأسها ضاحكه
شاي 
لتضحك مني هي الأخري وجلست أمامها تثرثر معها قليلا 
..................
جلست ريم كعادتها وحيدة علي أحدي الطاولات في كافترية الشركة وقت استراحة العمل تأكل السندوتشات البسيطة التي تعدها لها والدتها .. تريد ان تختلط معهم ولكن هي لا تعرف كيف تفعل هذا فحياتها كانت دائما منغلقة .. وتذكرت المشروب الساخن الذي طلبته وأخبرها العامل ان تعود بعد دقائق و تأخذه .. وقدمه لها العامل لتأخذه منه ومن سوء حظها اصطدمت في إحداهن 
انتي عاميه ياحيوانه 
لتسرع ريم نحو حقيبتها وتأتي بعلبة المناديل كي تزيل عنها ما سكبت 
انا همسحه اه ليكي
تابعها البعض بصمت فالكل يعلم بهوية المدعوة نادين ..نادين التي تتباهي دوما أمامهم بخالها الوزير ولم تحصل على الوظيفة الا بمساندته 
لم يرد البعض التدخل فهم يعرفون لذاعة لسانها
وارتطمت ريم بالأرض بعد ان دفعتها تلك المدعوه نادين 
ابعدي ايدك عني ..ايه الأشكال الغريبه اللي بقوا يعينوها في الشركه ديه 
ابكتها تلك الإهانة لهذا السبب كان يخبرها أخيها رحمه الله أنه لا يريده ان تعمل فهو من سيعمل
وسيتكفل بكل احتياجاتها إلى ان يزوجها لشخص يستحقها 
كانت مهرة تقف أول الغرفة الواسعه تنظر الي ريم الواقعة على الأرض والأخرى تتأفف بحنق وهي تنظر لملابسها الثمينة
قدماها أخذتها لمكتب ريم بعد ان رحلت من مكتب جاسم وقضت بعض الوقت مع مني وكأن القدر يساقها لتري بعينيها ماتتعرض له ريم 
واندفعت بخطواتها نحو نادين التي انحنت تمسح المشروب الذي سقط أيضا علي بنطالها الضيق 
لتدفعها مهرة وهي تنظر لريم ثم اقتربت من أحد الطاولات وأخذت مشروب قد ترك صاحبه نصفه فالكل انصرف إلى عمله الا عدد قليل جدا أصبح كالمشاهد فقط ..
انتي ازاي تعملي كده .. اعتذري
فأبتسمت مهرة وهي تجدها تحاول النهوض... وسكبت عليها الباقي من المشروب بتشفي
واه نكمل علي البلوزه اللطيفه بتاعتك عشان منحرمهاش من حاجه 
لتشهق نادين بفزع فملابسها قد فسدت بالكامل 
ياحيوانه
لتمد مهرة يدها نحو ريم پغضب من ضعفها 
وانتي ايه عجباكي القاعده ديه 
وشهقت ريم بفزع وهي تجد يد نادين تدفع مهرة للخلف .. فأرتطم جسد مهرة بالطاولة 
انتي تعرفي انا خالي يبقي مين يامتخلفة انتي... انا هخليه يحبسك 
وأشارت نحو ريم
انتي والبنت ديه 
فطالعتها مهرة بأحتقار 
مهرة خلاص عشان خاطري
لتكتم مهرة سبابها وهي تنظر لريم الخائڤة
روحي شغلك مالكيش دعوه انتي ... وحسابي معاكي بعدين عشان تسمحي للأمعة ديه تتكلم معاكي
لتندفع نحوها نادين
انا أمعة ياحشرة انتي 
ولم تجد مهرة غير حذائها لتخلعه

وتقذفها به ..ضحك من كان يقف فمهرة قد احرزت هدفها بالحذاء وقد ارتطم بوجه نادين فشمتوا بها بسبب عنجهيتها غير أنهم يعلموا بهوية مهرة الجديدة ولكن نادين لا تعلم من تكون فقد تم تعينها بالشركة بعد زواج جاسم 
وجاء ياسر راكضا بعد ان كان ينتظر في بهو الشركة بعض الضيوف المهمين الي ان يأتي جاسم من أحد مصانعه ..فأحد الموظفين أخبره عما يحدث
ونظر پصدمة إلى وجه نادين وشعرها 
مدام مهرة ارجوكي
فحدقت به مهرة بغيظ 
لو سامحت يااستاذ ياسر متدخلش ...
واندفعت نادين نحو ياسر تختبئ خلفه
مستر ياسر ديه متوحشة انا عايزه البوليس ..انا هقول لخالو الوزير وعمو السفير وجوز خالتو اللواء 
فأرتبكت ريم أكثر ..لتبتسم مهرة بهدوء 
وماله أستاذ ياسر يجبهوملك
لتنظر لها نادين بغيظ هاتفة ثم لياسر الذي وقف يزفر أنفاسه بحنق 
ولازم الموضوع ده يتصاعد لجاسم بيه يامستر ياسر
الفصل الثامن والعشرون.
_ رواية لحن الحياة.
_ بقلم سهام صادق.
شعور عجيب دعمها وهي تسمع أسمه ..أيعقل أنها اصبحت تتحامي به بعد ان ظلت طيلة حياتها تدافع عن نفسها في مجتمع لا يحترم الا اصاحب المال والسلطه .. وأنتبهت الي ياسر الذي يخبرها بأن تنهي تلك المشاحنة فما فعلوه ليس بتصرف متحضر والأفضل ألا يعلم به جاسم 
كانت ستوافق اذا كان انتهي حديث ياسر الي هذا الحد ولكن عندما رأت نادين تصب ڠضبها علي ريم وأنها هي السبب في كل هذا 
نادين خشت منها لأنها لم تري ضعفها ... فوجدت ان كرامتها سترد إذا أخذتها من ريم التي تقف بينهم مرتبكه خائڤة
البنت ديه تطرد انا مستعده انسي الموضوع يامستر ياسر
وتأففت بحنق وهي تنظر لملابسها ..وتمتمت ببعض الكلمات البذئية بلغة المتحضرين كما تظن 
ليحدق ياسر بريم بجمود
غلطاتك كترت 
وكاد ان يقترب منها يوبخها فوجد مهرة تقف في المنتصف 
ريم لو اتهانت هنا فأنا اللي بتهان 
فتمتم ياسر بضيق 
مدام مهرة هنا مكان شغل ومافيش مجاملات... الأستاذه اللي قدامك هتتجازي لتعرضها علي انسة نادين 
لتهتف نادين من خلفه 
لاء مستر ياسر تطرد عشان كل اللي حصل بسبب الغبية ديه
لتنظر مهرة خلفها حيث ريم الذي وقفت تبكي لخسارتها وظيفتها ..وعادت تحدق بهم بجمود 
لو ريم اتطردت يبقي الاستاذه المسنودة بعيلتها العريقة تطرد هي كمان 
ومع شهقات ريم التي تأكدت من طردها ...صدحت ضحكات نادين الساخرة 
 مدام مهرة ارجوكي متصعبيش الموضوع .. انتي ليكي وضعك ومكانتك دلوقتي 
قالها وهو ينظر لنادين 
انسه نادين لو كانت تعرف بهويتك مكنش كل ده حصل 
لتتسأل نادين بتوجس 
هي تقرب لحد مهم صديق خالو او عمو 
فأبتسم ياسر بتهكم 
اه تقرب لجاسم بيه 
فنظرت نادين لها ضاحكه
اكيد لما هيعرف اللي عملته معايا ..هيقطع علاقته بيها 
لتزفر مهرة أنفاسها بضيق
ساكتها عشان طريقة كلامها بتستفزني 
ليتنهد ياسر بحنق وهو ينظر لساعة يده 
انا عندي اجتماع مهم دلوقتي ...
وحدق بريم قليلا متمتما بضيق 
وأنتي اعتذري من أنسه نادين 
لتنظر لها نادين بكبر مشيرا لها
انا ممكن اسامحك لو اعتذرتي مني عشان خاطر مستر ياسر 
ليتعالا صوت مهرة 
المفروض انتي اللي تعتذري..انا كنت موجوده وشوفتك وانتي بتعامليها بمنتهي قلة الذوق 
ونظرت حولها لتجد اي شخص غيرهم ..فوجدت ان كل الموظفين انصرفوا إلي عملهم بعد ان انتهت استراحتهم 
ولم يعد ياسر قادر علي تحمل هذا الجدال 
مدام الحكاية مش راضيه تنتهي هنا .. يبقي الموضوع الأفضل يتصاعد لجاسم بيه
فأتسعت أبتسامة نادين ..لتنظر لها مهرة بجمود ..اما ريم وقفت تنظر لهم وهي تعلم أن طردها سيكون اليوم فمن هي بينهم
ووجدت مهرة تربت علي ذراعها ..بعد ان تقدم ياسر ونادين لخارج قاعة الإستراحة 
متقلقيش انا معاكي .. بس لينا حساب تاني علي سكوتك عن حقك 
لتحرك ريم رأسها بصمت وهي تجفف دموعها بآلم 
.................
أتسعت عين مني وهي تنظر لنادين وهيئتها المشعثه وياسر يقف يزفر أنفاسه بحنق 
لتدخل مهرة خلفهم بهدوء تتبعها ريم ..فتقدمت منها مني متسائله
حصل ايه يامهرة 
فهتف ياسر بجمود 
جاسم بيه ساعه ويوصل 
ونظر إلي مني قبل ان يغادر ..مشيرا لها بعينيه بأن تهدء الوضع قليلا مع مهرة 
ومالت مني نحوها هامسة 
عملتي مصېبة ايه .. جاسم بيه مبيحبش المشاكل في شغله 
فنظرت مهرة لها ثم اشاحت عيناها بعيدا وخشت ان ينصر نادين عليها 
ليمر الوقت ونادين تجلس بتكبر بعد ان هندمت من هيئتها وملابسها ..وكلما وقعت عيناها علي ريم شعرت بالشفقة نحوها.. ياسر عامل نادين بمنتهي الإحترام لمكانة عائلتها 
وشردت فيما سبق فهي كانت تهان هكذا ولكنها كانت تتمرد وتأخذ حقها كي لا تجعل أحد يستقوي عليها 
لم تنسي ذكري ذهابها لأحد مكاتب المحامين الكبار ب البلد وتم تفضيل عليها إحداهن لأن مظهرها لقي استحسان ورضي صاحب العمل 
ولمعت عيناها وهي تحدق بمني التي كانت تنظر لها بأن تهدء وتمر الساعه علي خير حتي يأتي جاسم 
....................
وقف كنان بجمود يطالع سيلا التي دخلت لمكتبه ببتسامه تعجب من أمرها .. فتقدم كنان منها مرحبا
أهلا سيلا 
فصافحته سيلا 
كيف حالك كنان .. مبارك لك الزواج 
فحرك كنان رأسه متسائلا 
لما أتيت اليوم سيلا .. ما الأمر 
واتجه نحو مقعده يجلس عليه منتظرا سماع سبب وجودها فهي اختفت من حياته منذ ان انفصل عنها 
فجلست قبالته بأبتسامة هادئه

مصطنعه 
جئت لأبارك لك كنان ففي النهايه نحن أصدقاء قبل ان نرتبط 
فتنهد متعجبا من هدوئها 
لم أعد حزينه منك كنان ولكن لم أتقبل أمر انفصالك عني في البداية والان وبعد ان تركت تركيا كلها وعدت مجددا ..فقد تفهمت ولا اريد شئ سوا صداقتنا القديمه 
فأبتسم كنان بعد ان استشعر صدق حديثها وشعر بالراحه من امرها وتمتم بود وقد اتسعت ابتسامته 
انتي امرأه رائعة سيلا وصدقا ستلتقي يوما بمن يحبك وتحبيه اتمني لكي ذلك
فطالعته سيلا وهي تصغط علي ايديها بقوه فدور المرأة اللطيفه لا تتحمله ولكن الخطه
 

تم نسخ الرابط