رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق (كاملة)
المحتويات
هتتعلمي شغل البيت
وقبل أن تدفعها للحوض نظرت إلى هيئتها
بذمتك ده منظر واحده هتشمر وهتقف علي الحوض.. روحي يابنت الناس اقلعي الماركات اللي بتلبسيها ديه وألبسي حاجه
من عندي تليق بالمقام
فتهجم وجه رفيف ونظرت لهيئة ملابسها التي لا تعلم أهي ملابس للبيت ام الخروج
انا ارتدى منك انتي
امسكها من شعرها دلوقتي ولا اعمل ايه
فمالت رفيف نحوها تسألها
ماذا تقولي علياء
فحملقت بها علياء بسماجه
بقول كل خير.. عايزاكي زي الشاطره كده تحضري الغدا النهارده لجوزك
واشارت لوجبة الطعام التي جهزتها للطهو
ورينا شطرتك النهارده
انا غبيه يا ام لسان معوج ..ده انا اساس الذكاء
....................................
نظرت سهير للطعام الموضوع أمامها على طاولة وأكرم ابنها يمدح فيما صنعته والدة ضحي...الطعام كان لذيذ وشهي ولكن مع سهير لم يروق لها شئ
ضحي هي اللي طبخت الاكل كله
فأبتسم أكرم لخطيبته التي تجلس أمامه متورده الوجه
تسلم ايدك ياضحي
فأزداد امتعاض سهير لتلوي شفتيها بتهكم
مش بطال الاكل.. بس المفروض مدام في ضيوف بنتك متجربش فيهم
فأحتقن وجه أكرم.. لتنظر والدة ضحي تجيب عليها
فشعرت سهير بدلو ماء يسكب عليها ولم تعرف كيف تتحدث
وضاقت عين أكرم پغضب ونظر إلى والدته
ماما
وتابع بلطف
انا اسف ياجماعه
وأخذ يعتذر منهم وداخله ېحترق من أفعال والدته.. فماذا سيفعل معها فقد فعل الكثير ولكن هي لا تتغير
فشعرت ضحي بيد والدتها على يدها تربت عليها تدعمها تحمدالله أن زوجها ليس هنا.. فلولا حب ابنتها لذلك الشاب لكانت أنهت كل شئ بلحظتها ونظرت إلى أعين ابنتها الداعمه لاكرم الذي كان يطالعها بكل أسف واعتذار
تذوق الطعام ببطئ وابتلعه بصعوبة وهو ينظر لرفيف التي تسأله كيف يبدو الطعام
ما رأيك.. انا قد صنعته
فحدق عمار بها ثم بالطبق الذي أمامه وهو لا يعلم بماذا يجيبها
ليسمع صوت علياء وهي تتقدم نحوهم بعد أن أبدلت ملابسها وجلست على مقعدها
يادي الهنا اللي انا فيه.. رفيف عمله لينا الاكل
وفور أن وضعت المعلقه بفمها.. انسكب الطعام منه
ايه ده
فطالعتهم رفيف وهي تتناوله
ما رأيك علياء انه لذيذ أليس كذلك
فمسحت علياء فمها وأبتلعت أكبر قدر من الماء
اسمها ايه الاكله ديه
فتحمست رفيف وهي تخبرها اسم الاكله ووصفتها بالفرنسيه.. لتطالعها علياء بأعين متسعه
عمار هو مين اللي فتح نشرة الأخبار الفرنسيه
وانتفضوا الاثنان بعد أن ضړب هو الطاوله
ساعه هدخل اريح لو ملقتش اكل يفتح النفس.. بلاش اقولكم هعمل فيكم ايه
ومال نحو رفيف يحدق بها بقوة وكأنه يخبرها أن الحديث لها
فأرتعش جسدها پخوف
ونهض وهو يتمتم
الواحد بقى يرجع من الشغل ملهوش نفس يدخل البيت
وعاد يدور بعيناه بينهم
صوت مسمعهوش.. مفهوم
ودلف لغرفته.. لتفتح رفيف عيناها.. أما علياء نظرت لها بضيق
انا مالي.. انتي مراته يشخط ويزعق فيكي براحته
ونهضت هي الأخرى.. لتركض خلفها رفيف
علياء من سيطهو الطعام
فنظرت لها علياء وقبل أن تخبرها انها هي من يجب تعده
ارجوكي علياء حبيبتي.. انتي طعامك رائع
واخذت تمدح بها وبطعامها وجمالها ورقتها
فأبتسمت علياء بفخر وهي تنحني بطريقه دراميه
شكرا.. شكرا لا داعي للمدح زوجه اخي
فقبلتها رفيف على وجنتها بعدما علمت بأي طريقه تكسبها
أنتي تستحقي ذلك علياء
.....................
جلست رقية مندمجه مع عائلة ورد تقص عليهم كل جولاتهم بطرافه.. رغم انهم لا يفهمون العربيه بقوة الا انهم اندمجوا حتي فريدة اندمجت بل اعجبتها مرح رقيه ورقتها
ومراد وكنان يجلسون بعيدا عنهم يتحدثون بأمور الأعمال والاقتصاد
دعوة عشاء كانت لفته طيبه من عائله كنان الذي أصر على مراد كثيرا أن يدعوه في منزله ولكن مراد اعتذر بلطف
وانتبهوا على صوت الخادمه تخبرهم أن العشاء قد تم تقديمه
فهمست رقية التي كانت ملتصقه بورد
اخيرا أن نسيت اني هتعشا.. ياا انا جعانه بشكل
فدفعتها ورد برفق متمتمه
انتي طول عمرك جعانه يارقيه
فتذمرت رقية بطفوله لتضحك عليها ورد.. وأشارت بحماس نحو ليليان التي تتقدم منهم مع شقيقها بشير تبتسم لها بسعاده لأنها تلاقت بها مجددا
وبدئوا يتناولون الطعام بأنسجام ومراد من وقت لآخر ينظر لرقيه وداخله يود خنقها ولكن صبرا إلى أن يعودوا للوطن
ودفعت رقيه ساقها بساق ورد وعيناها تدور بين نظرات عائشه وبشير
شكلنا هنقول مبروك قريب
فوكظتها ورد بذراعها ونظرت إلى عائشه التي ترتشف الماء بأرتباك
الله يعينك يامراد
فأحتقن وجه رقيه بعبوس متمتمه بنبرة خافته قد سمعها مراد الذي يجلس جانبها
هو كل حد يقولي الله يعينك يامراد
فمال نحوها مراد مبتسما
الكل حاسس بالمعاناه اللي انا فيها
وقبل أن يصدر ردة فعل منها.. وجدت فريدة تسألها عن مده إقامتها هنا وتطلب منهم أن يظلوا معهم للغد
.............
تجمدت عين نرمين بعدما أخبرها جاسم أن من ستذهب معه لمقابلة الشركاء الإيطالين هي زوجته.. كانت كلماته رسميه
وعاد
جاسم يطالع بعض الملفات ثم رفع عيناه نحو نرمين
في حاجه تانيه عايزه تبلغيني بيها يانرمين
فتمالكت دموعها وهي تحرك رأسها بالنفي متمتمه
لاء يافندم
فأشار إليها بجديه وهو يعود لمطالعه ما أمامه
طب اتفضلي على شغلك
فوقفت قليلا تطالعه بآلم.. فيبدو أن حلم الوصول إليه صعبا ولكنها تعشقه وستتحمل إلى أن تصل إليه حتى لو تزوجها سرا
قلبها لم يعد يرى غيره.. وخرجت من غرفته مطأطأه الرأس تخشى أن تلاحظ مني عيونها الدامعه
فرفع جاسم عيناه نحو الفراغ الذي تركته متنهدا.. فبدء يلاحظ انها تأخذ تقديره وافتخاره بها بشئ آخر
.....................
دلف ياسر للشقه بأرهاق فوجد ريم تجلس تشاهد احد المسلسلات الاجنبيه بحماس وعيناها ثاقبة على التلفاز.. فأنتبهت لقدومه وأغلقت التلفاز لتقترب منه بقلق
اتأخرت كده ليه
كان قلقها ظاهر في عينيها الحانيه.. فأبتسم لها بلطف
مشاكل في مصنع الإنتاج
فلم يجد منها إلا حنانا رغم جرحه لها
ادخل غير هدومك وانا هحضرلك العشا
واتجهت نحو المطبخ دون كلمه أخرى.. لينظر ياسر لخطاها بدفئ.. واضعا بيده على قلبه معاتبا
بدأت تتحرك.. بدأت تطالب بالأرتواء
ثم وضع يده على هديته المخڤيه داخل سترته واتجه لغرفته يخلع سترته واتبعها بقميصه متجها بعدها للمرحاض لينعش جسده بالماء
وبعد وقت لا بأس منه وجدها قد أعدت الطعام وتجلس تنتظره ليتناولوه سويا بصمت أو بعض الكلمات المختصره عن أحوالها بالعمل.. لتنهض ريم بعد أن شبعت تسأله
اعملك شاي
فأبتسم ياسر وهو ينهض يحمل الأطباق معها كما اعتادوا منذ بدايه زواجهم
ياريت ياريم
لتتحرك من أمامه بخفه تداري ارتباكها من نظراته.. فأحيانا تراه رجلا تريد أن ټغرق بين ذراعيه تخبره انها تعشقه وتارة تريد الهروب من قسوته وبرودة عيناه
ووقفت تعد الشاي وتنظف الأطباق شارده.. لتأخذ أنفاسها بشهقة ورائحة صابون الاستحمام تغزو رئتيها
ريم انا عارف اني بأسي عليكي كتير... يمكن من ساعه ما عرفتيني وانا بأسي
كانت تغمض عيناها وهي تسمعه تود أن تفر منه هاربه.. فلم تعد تحتمل خفقان قلبها
وابتعد خطوه للوراء.. فشعرت بعدها بشئ بارد على جيدها لتفتح عيناها ناظره لما يطاوق به عنقها.. كانت سلسال من الذهب الأبيض على شكل فراشه.. فوضعت يدها على السلسال بعد أن اغلقه
الهديه ديه ليا انا
هتفت بها بحماس وسعاده.. فأبتسم وهو يجيب عليها
طبعا ياريم.. اتمنى انها تعجبك
فلم تعرف كيف تصف له فرحتها لتعانقه بتلقائيه
شكرا.. انا بجد فرحانه
وابتعدت عنه قليلا تنظر للسلسال مجددا ثم عادت تطالعه بحب وعانقته ثانيه وهو يربت على ظهرها ضاحكا من تكرار شكرها له
على فكره ديه هديه بسيطه.. انتي تستحقي أغلى من كده
فأنسابت دموعها وقلبها يخبرها أنه لا يريد شئ أكثر منه.. فهي لم تفرح بالهديه أكثر ما فرحت بتذكره لها
وعندما رفع وجهها إليه ودموعها تنساب على وجهها
ريم أنتي بټعيطي
فحركت رأسها بالنفي رغم انسياب دموعها على وجنتيها ليضحك وهو يمسح دموعها بأنامله
باين انك مبتعيطيش
فضحكت هي الأخرى
اصل انا لما بفرح بعيط
فضمھا إليه بقوة ممازحا
انتي علطول بټعيطي ياريم
لتتملص من ذراعيه ولكن حصاره عن محكم عليها ومع رغبتها في دفئه وضحكاتهم بدء اللحن ينساق ببطئ
..................................
جلست نرمين بجانب شقيقتها مطأطأه الرأس تقص عليها نبذه لها في اللقاء الخارجي بالوفد الإيطالي ومعاملته لها في الشركه فحتى الملاطفه ومدحه الدائم لها تلاشى حديثه معها أوامر ليس أكثر.. فلو كانت رأت طفيفا بسيطا منه من قبل.. الآن أصبحت لا ترى إلا كونها موظفه لديه ليس اكثر حتى أنه بدء يتلاشها من الأعمال الخارجيه بالشركة ويصطحب سكرتيرته معه
انتي ليه خلتيني احلم يكون ليا ياعايدة... انا أضعف اني اتحمل كده.. آلم الحب صعب اوي
فأحتدت عين عايدة بجمود
فوقيلي كده وبلاش ضعف.. مراته مش سهله وباين عليها بتعرف تسيطر على كويس
وتذكرت مشهد يوم ان طعنتها ببعض الكلمات وانصرفت.. وعاد هو للطاوله وجدته يميل نحوها يمسك يداها بقلق وبعد دقائق نهضوا وهو يضمها إليه بتملك وعشق
نيران أشتعلت داخلها.. تكره ان ترى أحدا يعيش بسعاده وخاصه الأزواج فهي فشلت في علاقتها بزوجها فما زال نعته لها بأنها لا تصلح أن تكون زوجه أو امرأه تحب يقتحم عقلها وقلبها
بيحبها ياعايدة.. هو ده الحب اللي انا بتمناه نفسي اتحب زيها وتنهدت وهي ترفع عيناها نحو شقيقتها
جاسم هو فارس أحلامي بس للأسف فارس الأحلام طلع متجوز
ترمقها عايدة بوجوم هاتفه
بكره يزهق منها.. بس بلاش تبقى خيبه وتنهزمي من اول محاوله
وتابعت وهي تنظر إليها متذكره سائقها الذي لم تبقيه الا لتحصل على بعض المعلومات منه.. وقد عرفت اليوم منه حقيقه مجهوله عن سبب عملها معه قبل أن يتزوجها فشقيقها لم يكن إلا سارق ولكن مهلا للأمر.
....................
وقفت في الشرفه تضع بيدها على بطنها تتنفس نسمات الهواء.. فوجدته يحاوط كتفيها بذراعيه ويضمها إليه بحب
بما تفكرين حبيبتي
فأبتمست ورد وهي تتمايل بين ذراعيه
استمتع كنان.. حقا المنزل رائع
وعادت تضحك وهي تتذكر عندما أخبرت رقيه للمره الخمسين انها تأكدت ان جنس المولد فتاه.. وهي تهتف لها
لا اضحكي عليا
ومال نحو خدها يلثمه
لماذا تضحكين... اضحكيني معك
فألتفت إليه تسأله
بمشاكسه
كنان لو رزقنا فيما بعد بولد واصبح شاب ورغب بالزواج من وطني.. ستوافق ام ما
وضحكت
متابعة القراءة