رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق (كاملة)
المحتويات
شاشة التلفاز ويصنعوا له الفشار ..رفض بطفوله واصر ان يري الفيلم بالسينما
وكانت القاعه المخصصه للسينما في المنتجع لاول مرة تفتح بعد ان تم تجهيزها
وأبتسمت ورد بأرتباك بعدما جذبها جواد من يدها كي تنتبه ..
ووصلوا للصف الثالث وجلس جواد بسعاده علي المقعد المريح وقدميه لا تصل للأرض يحركهما بمتعه ويصقف بيديه بحماس منتظرا عرض الفيلم والفشار والكولا
ونظر إلي ورد فوجدها تفرد المقعد ثم جلست بخجل علي يمين جواد
اجلس هنا خالو
وأشار الصغير نحو جهة اليسار .. فجلس كنان وهو يشير للموظفان بأن يبدئوا العرض
وأنطفئت الأنوار وبعد دقائق بدء الفيلم يعرض ..واحد الموظفين اقترب بعلبتين من الفشار بجانب الكولا
وأبتسمت وهي تجد قلبها يرسم الأحلام وقد نسيت أنه قديما قد رسم وحلم وانكسر
وحدقت بالفيلم واسترخت بجسدها فالمكان رائع بشده ...واختلست النظرات نحو جواد
طفل وبيتفرج علي افلام خيال علمي .. وانا اللي بتفرج علي برامج الاطفال
وفاقت علي يد جواد يربت على يدها يحثها علي الأنتباه
أنظري ورد .. أريد ان أصبح رائد فضاء مثل هذا
فأبتسمت على حماسه المحبب وتمنت ان يكون لها طفلا مثله ذات يوم
ونظرت نحو كنان بعد ان حاربت كثيرا رغبة قلبها في النظر إليه ..فوجدته يعبث بهاتفه وكأنه ليس معهم
سنري ورد الي متي الهروب
كان يحادث نفسه وهو يبتسم وعادت ورد تختلس النظرات نحوه ..فوجدته يبتسم وهو يعبث بهاتفه
فأصابها الأحباط مجددا فيبدو أنه لا يطيق تلك الجلسة ومندمج مع شئ آخر
وتستمع الي حماس جواد
ونهض كنان من مقعده بعد ان رن هاتفه وهتف بالمتصل
دقيقه وسأكون معك
وصعد الدرجات برشاقة نحو باب الخروج .. فألتفت ورد تنظر لأثره ثم عادت تطالع الفيلم وهي تزفر أنفاسها بفتور
ومرت الدقائق الي ان وجدت يد بجانب يدها داخل علبه الفشار ..فسحبت يدها سريعا ونظرت الي من يجاورها ..فوجدت كنان يأكل حبة الفشار متمتما
فأرتبكت ورد ومدت له علبه الفشار ليأخذها
تفضل
فأبتسم كنان وهو ينظر لوجهها المتورد من الخجل
سنأكل سويا ورد
فأزداد أرتباكها ونظرت نحو جواد فوجدته مندمج بمطالعة أحداث الفيلم
ورد
فألتفت نحوه بخجل ثم وضعت علبة الفشار علي حافة المقعد بينه وبينها
ليضحك كنان بمتعه ..
لا أفضل تلك الأفلام
فأبتسمت وهي تخبره
وانا أيضا
فسألها كنان بأهتمام عن نوع الأفلام المفضله لها وقد ظن أنها تفضل الأفلام الرومانسية ولكن
احب الأفلام التاريخيه
وتابعت بحماس
الحروب والخيل والسيوف
فأتسعت أبتسامة كنان وهو يتأملها بمتعه وشغف
.....................
أنهت مهرة لقائها مع المرأه التي جات إليها توكلها في أمر قضية زوجها ..وجلست علي مقعدها بأسترخاء ثم تأوهت بآلم
انتي فاكره الكرسي الخشب بتاعك زي كرسي جاسم الشرقاوي
وأعتدلت في جلستها تسجل عنوان الشركه التي كان يعمل بها زوج تلك السيده وقد حدثت له إصابة عمل ولم يحصل علي تعويض وطردوه من عمله
ليردف اليها شيكا كأس الشاي وهو يتسأل
هتساعديها ياست الأستاذه
فأبتسمت مهرة وهي تأخذ منه كأس الشاي تتذوقه بمتعه
تسلم أيدك ياشيكا
وجلس شيكا أمامها وهو يخبرها بظروف تلك المرأه
متقلقش ياشيكا هساعدها
ليتسأل شيكا بقلق من أمر المال
بس هي معهاش فلوس .. ديه ست علي حد حالها
لتنظر مهرة لعنوان الشركه متمتمه
قولها متقلقش من حاجه
فطالعها شيكا بأرتياح بعد ان علم أنها
ستتولي الأمر دون مقابل
.....................
تعجبت مني من سؤال مهرة علي اسم تلك الشركه المعروف صاحبها بجشعه وسمعته السيئه ..وأخبرتها بالمعلومات التي تعرفها.. فتحجرت عين مهرة وهي تعلم ان المهمة ليست هينه
ودخل جاسم وهو متعحب من جلوس مهرة تدق علي الأوراق بتركيز
مهرة
فلم تنتبه لندائه وأخذ يهتف بأسمها مجددا ولكن لا حياة
لتفزع من صوت الضربه التي ضربها علي مكتبها ونهضت بحنق وقد نست أنها بالعمل
هو الواحد ميعرفش يفكر
ونظرت حولها لتتذكر أنها بالشركه وجاسم يقف امامها ومني تطالعها بدهشة
ومسحت علي وجهها .. وهي تشيح عيناها عن جاسم الذي وقف يطالعها بجمود ..عاقدا ساعديه أمام صدره
اسفين لحضرتك .. تحبي تدخلي مكتبي تقعدي مع نفسك وتفكري كويس
فأحتقن وجهها من تهكمه فهي قد نست وجودها بالشركه
ولم ترد علي سخريته
ليعتدل في وقفته ثم سار نحو مكتبه
ورايا ياأستاذه
وأتبعته وهي تنظر لمني التي تحدق بها
عايزني في ايه ده
فضحكت مني ..فكل يوم أصبحت تكتشف بها أشياء كثيره رغم تهورها الا أنها علمت معدنها الطيب
وقف جاسم يزفر أنفاسه بحنق ..ثم ألتف لها بعد هدأت أعصابه وقبل ان يوبخها او يسخر منها
من غير تجريح بس انا عندي قضية وبفكر فيها
وتابعت وهي تضبط من وضع نظارتها
اكيد بتمر بلحظات زي ديه وبتحتاج هدوء
فضحك جاسم بتهكم وهو يطالعها
أحجزلك في فندق خمس نجوم ..تستجمي يومين وتفكري كويس في القضيه
فتنهدت بأمل وحلم
ياريت ولو كسبت القضيه هعزمك علي كوباية عصير قصب
وعندما وجدت ملامحه قد تبدلت ..زفرت أنفاسها بتأفف فكل شئ معه بحساب
قولي عايزني في ايه عشان نخلص بدل ما انا
وقبل ان تكمل كلامها صړخ بوجهها
مهرة
فهمست پخوف
أفندم
ليحدق بها جاسم للحظات ليلقي عليها أصعب مهمه في حياتها وهي مرافقة رفيف في البحث عن قاعة تلائم فكرها وتصلح لحملة التصوير للدعايه عن المنتج الجديد
................
نظرت سهير لزوجها وهي تفكر في كيفيه تزويج مهرة لأحد التجار
ايه رأيك ياعزيز في الحج صبحي
فأبتسم عزيز وهي يرتشف من قهوته
راجل جدع وابن سوق وجزار ليه مركزه
فأتسعت أبتسامة سهير وهي تقترب منه بمكر تهندم له عبائته
طب ايه رأيك نجوزه لمهرة
.........................
ارتسم الحزن علي محياها ومعاذ يخبرها ان المنتجع لم يتبقي عليه الا شهر ونصف ويصبح مجهز وهنا سيرحل جواد وينتهي عملها
حقيقه جاهدت علي نسيانها كي تستمتع بيومها
ولكن لا مفر من الحقيقه مهما كان
بجد ياورد انتي من الناس اللي متتنسيش
وتابع بتفكير
أيه رأيك تشتغلي في خدمة العملا بعد عقدك في الوظيفه الحاليه ينتهي
فأبتسمت ورد بشحوب وهي تنظر لبهو الفندق
ولم تجد ماتقوله
.....................
القاعه التاسعه ولم يعجبها شئ ..كانت مهرة تحادث نفسها بحنق وهي تتبع رفيف ومعها سكرتيرتها
وجلست علي أقرب مقعد قابلها تنتظر ان تنتهي رفيف من تفحص المكان مع المشرف
وزفرت أنفاسها وهي تتمني ان ينتهي هذا اليوم
فأقدامها قد تورمت.. فهي من تأتي لهم بالمسئول وترشدهم على الأماكن التي أخذت قائمتها من مني
وتسألت داخلها وهي تنظر لعلو كعب حذاء رفيف
هي مبتتعبش
لتجد سكرتيرة رفيف تركض نحوها بتعب
انا هنقل نفسي من قسم السكرتارية خالص.. ماله الرد على التليفونات
فأبتسمت لها مهرة... وأشارت للمقعد الآخر
أقعدي يانشوي لحد ماالليدي تخلص ..فاكره نفسها في..
وكات ان تكمل باقي عباراتها .. الا ان صوت رفيف أفزعها
نشوى
لتنظر نشوي للمقعد ومهرة وذهبت نحو رفيف فهي سكرتيرتها وقد تم نقلها من أجلها
وبعد دقائق كانت رفيف تخرج من المكان ترتدي نظارتها السوداء وتهندم من خصلات شعرها المصففه بعنايه
وتأملت مهرة المكان قبل ان تغادر
والله حلو المكان ... مبتفهمش في فن الأختيار
واتجوا نحو السياره المخصصه بالطبع لرفيف
وصعدت مهرة بجانب السائق تتمني أن تنال القاعه العاشرة مواصفات السيده رفيف
وبالفعل حدث ماتمنت وأنقضي اليوم ..
وعادت للمنزل لتجد السيد عادل والد مرام يصعد اول درجه من الدرج بتعب يحمل بعض الطلبات
هات يااستاذ عادل عنك
فألتف عادل لها بأبتسامته الطيبه
ازيك يامهرة يابنتي
وتابع بعتاب
كده الشغل ينسيكي عمك عادل
فتناولت مهرة منه مايحمل
ڠصب عني .. انت عارف غلاوتك عندي أنت وأبلة صفاء
وصعدت معه لشقته وهي تحمل الأعراض ويسألها عن حالها .. ففتحت لهم صفاء باب الشقة تنظر لمهرة مرحبة
تعالي ياحببتي .. ده انا النهارده عامله كيكة الجيلي اللي بتحبيها وكنت هنزلك نصيبك انتي و ورد
فوضعت مهرة الأغراض أرضا.. وقد نست أرهاقها مع كعكة السيده صفاء
.....................
نظر كريم إلى مشيرة التي تجلس معه في مكتبه يشرح لها بعض الأشياء في الصفقة الجديده
لا يعلم لما أختارته هو ..فالصفقه بها شركاء أخرين
وأخرجت سيجارتها تدخن
مسموح أدخن
أكيد
.................
أطرحوها أرضا فتأوهت بآلم وهي تنظر للرجلان ذو الأجساد الضخمه يتجهون نحو الشركه التي أتت لها لتتحدث مع صاحبها بخصوص مستحقات الرجل الذي لم يهتموا بأمره ولا بأمر أسرته
وتذكرت كيف كان لطيف معها عندما علم أنها مندوبة من شركة جاسم الشرقاوي
ولكن بعد ان عرف سبب قدومها إليه كانت هذه هي نهايتها ..تفترش الأرض تتأوه پألم من ذراعها
وأشفق عليها أحد الماره وساعدها في النهوض
ربنا ينتقم منهم يابنتي
....................
اڼصدمت مني من ذراع مهرة الملفوف برباط وتعلقه برابطه علي عنقها
ايه اللي حصلك
فنظرت لها مهرة بۏجع وهي تتذكر ماحدث
ماتخديش في بالك .. حاډثه بسيطه
وتسألت وهي تتمني ان لا يكون قد سأل عنها جاسم وأكتشف تأخيرها
سأل عني
فحدقت بها مني بأسف
للآسف..وقال عايزك اول ماتوصلي
فأتجهت نحو مكتبه وهي تزفر أنفاسها بقوه تدعي علي
الرجلان وصاحب الشركه
ودلفت لغرفته لتجده يطالع بعض الأوراق
مدام مني قالتلي انك عايزني
فلم يهتم جاسم بالرد عليها ..فقد أخبرته رفيف في الصباح أنها سيئه في عملها ولم تنفعها بشئ غير سلوكها وما ساعد كلام رفيف من حنقه منها انها أيضا لم تأتي للعمل في وقته المحدد حتي أنها لم تخبر مني بأمر تأخيرها
جاسم بيه
الفصل السادس عشر.
_ رواية لحن الحياة.
_ بقلم سهام صادق.
أندفع واقفا وهو يري حالتها تلك ونظر لذراعها بقلق
ايه اللي حصلك
فأرتبكت مهرة من نظراته .. ومسدت علي ذراعها برفق
مجرد حاډثة بسيطه
وأقترب منها وهو يحرك رأسه بيأس
حاډثة ولا مصېبة عملتيها يامهرة
فأتسعت عيناها ثم أشاحت وجهها بعيدا عنه متمتمه بحنق
انا بعمل مصايب
وأبتسم وهو يمسك ذراعها يفحصه برفق .. فتأوهت وهي تسحب ذراعها
ليطالعها جاسم بضيق وهو يبتعد عنها
من ساعة معرفتك وانتي يااما بتدخلي للمصايب برجلك او هي اللي بتجيلك
ولم يجد منها رد الا نظرة الأستياء التي ظهرت على ملامحها
ردي عليا ..غلطان انا
فهمهمت بصوت هامس لم يسمعه .. فمال نحوها متسائلا وهو يرفع أحد حاجبيه
سمعيني صوتك
فأزداد حنقها وهي تشعر بۏجع جسدها
مدام مني قالتلي أنك كنت عايزني
ونسي توبيخها حتي حنقه منها .. لا يعلم لما تحول مقته وغضبه منها لشعور
متابعة القراءة